شهدت أكاديمية الشرطة، حفل تخرج دفعة جديدة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ، واللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، ورئيس مجلس النواب، وعدد من الوزراء وقيادات الدولة، والشخصيات العامة، والرموز الوطنية، وأهالي الخريجين، وذلك بمقر أكاديمية الشرطة بالطريق الدائري بالتجمع الأول، الخميس 15 أكتوبر.
وقدم الخريجون الجدد عروضا عسكرية وقتالية، تظهر ما تعلموه داخل الأكاديمية على مدار الأربع سنوات، والقدرة الفائقة في التعامل مع الجريمة بشتى صورها ومحاصرتها.
كلمة الرئيس السيسي
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، لـ أبناء الشهداء من خريجى كلية الشرطة : لن يفوتني باسمى وباسم المصريين أن أتقدم بالتهنئة بتخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، وأوجه حديثي لكل مصري موجود هنا، وبيسمعنا أقول لهم اعتبروهم الأب والأخ لأنهم ينظرون لكم بهذه المنزلة وهذه المكانة ويؤلمنا استشهادهم في سبيل مصر علشان 100 مليون يعيشوا، وألف مبروك، ربنا يحفظكم من كل سوء'.
ورحب السيسى بجميع الأسر الموجودة وأولياء الأمور الذين أعدوا أولادهم كي يكونوا رجالًا ويقدموهم لمصر لحمايتها، ولأبنائه الطلاب بكلية الشرطة .
كلمة وزير الداخلية
بينما قال وزير الداخلية، اللواء محمود توفيق، فى كلمته خلال الاحتفال : أنه يوم عظيم.. يعتز فيه رجال الشرطة بتشريف سيادتكم الاحتفال بيوم الخريجين تباركون نبتهم وترعون خطاهم وقد شرفهم هذا الوطن بواجب خدمته وكلفهم بمسئولية أمنه، وعندما يوازنون بين عظمة التشريف ومسئولية التكليف يكون ذلك دوما دافعا لهم لبلوغ واقع الأداء.. مدارج الوفاء وواجب الولاء.. وبصادق عبارات التقدير.. يسعدني وهيئة الشرطة مشاركة الحضور الإحتفال بتخريج نخبة واعدة من رجال الشرطة ليشاركوا زملائهم مواصلة العمل ليل نهار من أجل ترسيخ دعائم الأمن والإستقرار كما أتوجه بكل التحية والإعزاز.. لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال الشرطة الأبية والقوات المسلحة الباسلة فى ذكرى نصر أكتوبر المجيد وأتقدم بكل التحية والشكر لمصابينا الأبطال الذين قدموا التضحيات لرفعة هذا الوطن الغالي'.
إعادة بناء الدولة
ووجه كلمته الى الرئيس السيسي قائلا : تمضي مصر في عهدكم وفق خارطة رسمت الطريق نحو مسار التنمية والرخاء وإعادة بناء الدولة التي كادت أن تعصف بها المؤامرات والدسائس ولقد انحاز شعب مصر لهذا الطريق واتخذه خيارا لا بديل عنه بإرادة وطنية تجرف في مجراها كل العثرات وتجتاح كل محاولات التشتيت وإثارة الفرقة والخلاف بين أفراد المجتمع ومكوناته، وأن ما تجتازه سيادتكم من تحديات لمخططات الشر والهدم والتي تحاك بالداخل والخارج للقضاء على هذا الوطن وشعبه هو بحق دحر للصعاب للعبور بمصرنا الحبيبة لبر الأمان.
الحفاظ على أمن واستقرار الوطن
مشيرا أنه من هذا المنطلق اطلعت هيئة الشرطة بدورها الوطني في تأمين الجبهة الداخلية والحفاظ على أمن واستقرار الوطن ومواكبة التطور غير المسبوق الذي تشهده الدولة على كافة المستويات، حيث ارتكزت سياستها الأمنية المعاصرة على تحقيق مفهوم الأمن الشامل، وتطوير كافة مقومات العمل الشرطي، تنفيذاً لتوجيهات سيادتكم 'بأن التطوير لا ينتج أثره إلا بتطوير العنصر البشري وإعادة تأهيله'.
تدريب الكوادر الأمنية
فقد قامت وزارة الداخلية بتحديث كافة مفردات منظومة مواردها البشرية من خلال الاعتماد على الأسلوب العلمي في اختيار وإعداد وتدريب الكوادر الأمنية بمختلف فئاتها وتنوع درجاتها والإرتقاء بالأداء لتحقيق القدرة على تحمل الأعباء ومواجهة التحديات، ولعل ما نشاهده اليوم، يؤكد أن وزارة الداخلية تسير على الدرب الصحيح بخطى ثابتة حيث يقف أمام حضراتكم اليوم بين الخريجين أول دفعة من الملتحقين بكلية الشرطة من الحاصلين على ليسانس الحقوق والذين قضوا عامين للدراسة بكلية الشرطة تم تزويدهم خلالهما بالعلوم الشرطية والمهارات الميدانية التي تؤهلهم للانضمام لزملائهم لأداء الرسالة الأمنية مع التركيز على تعميق الجوانب الاجتماعية للوظيفة الشرطية وتوطيد علاقات المشاركة والتعاون المثمر مع الجمهور.
مواجهة عالم الجريمة
وأكد : إدراكاً بأن الأحداث المتلاحقة والمخاطر المتنوعة، تتطلب من رجل الأمن ألا يكون نمطا جامدا تقف معارفه وعلومه عند قدر ثابت فقد تم إلحاق تلك النخبة بدورات متقدمة في اللغات الأجنبية كما أتيحت لهم الفرصة للإلتحاق بالدراسات العليا في القانون وذلك بهدف ترسيخ فكر متكامل لديهم يمتزج فيه العلم القانوني بمهارات العمل الشرطي مع المستوى ثقافى المتميز والإدراك الواعي لتحديات العمل الأمني الأمر الذي تكون محصلته، إعداد أجيال من رجال الشرطة مزودين بمهارات وقدرات وظيفية عصرية تحقق التفاعل المدرك مع المجتمع ومشكلاته وتعزيز قدراتها على مواجهة عالم الجريمة الذي أصبح يعتمد على توظيف الإبتكارات التكنولوجية الحديثة كأدوات تخدم أهدافه ومخططاته.
مسيرة العمل الوطني
وأضاف وزير الداخلية أنه تعبر مسيرة العمل الوطني.. مرحلة دقيقة في خطواتها، عظيمة في اهتماماتها رحبة في آمالها وطموحاتها والشرطة في قلب هذه الملحمة تتلاحم وتتفاعل مع الأهداف الوطنية، وتتعامل مع المخاطر والتحديات تزود بالغالي والنفيس لحسم المواجهة مع الجريمة والمجرم لصالح أمن الوطن والمواطن عقيدتنا في هذا راسخة.. بأن الأمن للإنسان قضية حياة ووجود وللمجتمع ضرورة للتقدم والازدهار.
وتابع : هنا تحقق الإستراتيجية الأمنية.. تطورا نحو الأفضل والأمثل من خلال استيعاب دروس الماضي وقراءة معطيات الحاضر ورصد آفاق المستقبل فلا يمكن لأجهزة الأمن أن تسقط من حسابها ما يجرى حولها من أحداث ومتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وتحولات إقليمية وعالمية وما قد تفرزه من ظواهر إجرامية.
تقديم الخدمات الأمنية
وأضاف : تحرص الوزارة على ترتيب الأولويات، وتقييم الإجراءات وإعادة صياغة منظومة العمل الأمني على أسس جادة وراسخة تتسم بالتخطيط العلمي وتوجيه الإمكانيات بأعلى المعدلات وتأسيس بيئة وظيفية ملائمة لتحقيق الأمن وتقديم الخدمات الأمنية الجماهيرية، بجودة وإتقان وذلك من خلال تحديث وتطوير المنشآت والمرافق الشرطية وتزويدها بكافة الإمكانات المادية والتقنية اللازمة.
المواجهة مع الإرهاب
وأشار وزير الداخلية : قد أخذت المواجهة مع الإرهاب بعدا واسعا فى تشديد الحصار وفرض طوق من العزلة على العناصر الإرهابية لتقويض حركتها وتقليص قدرتها على تلقى التمويل وتدبير السلاح والتحريض على الإثارة والشغب وتدمير مقدرات الدولة فضلا عن الاستهداف الاستباقي لإحباط المخططات الآثمة فى مهدها وضرب البؤر الإرهابية وإجهاض التنظيمات الساعية إلى إحياء نشاطها الإجرامي، وذلك من خلال منظومة معلومات متكاملة وإجراءات مقننة.
طموحات الشعب المصري
وأضاف: تؤكد هيئة الشرطة على مواصلة البذل والعطاء للتصدي لقوى الشر ولتوفير المناخ الآمن لتحقيق طموحات الشعب المصري خلف قيادتكم الرشيدة لبناء مصر الحضارة والتقدم والتي تجني ثماره الأجيال في الحاضر والمستقبل، أجيال تحفظ لسيادتكم التقدير والاعتزاز.. وأنت تضرب المثل والقدوة وتحمل آمال وهموم الأمة ولا تفرط في حق ولا تتراجع عن واجب و تسعى إلى السلام الشامل والعادل وتنتصر لحقوق الشعوب في تجرد كامل وصدق مع النفس والتزام أمام التاريخ.