أصبح للزائرة الصحية بالمدرسة دورا كبيرا، خاصة مع بداية العام الدراسي الجديد، وتزامنا مع تخوف معظم أولياء الأمور من ذهاب أبنائهم للمدارس بسبب انتشار فيروس كورونا، ومن هنا يأتي الدور الهام لتواجد الزائرة الصحية داخل المدرسة، وتواصلها المستمر مع الطلاب لتوعيتهم بأهمية اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية للفيروس، بالإضافة للتدخل السريع إذا ظهرت أي حالة إصابة بين الطلاب، ولكن في قرار مفاجئ تقرر عودة الزائرات إلى مديرية الصحة ببورسعيد، بعد قرار انضمامهن لمنظومة التأمين الصحي الشامل.
في هذا السياق، تقول سها صادق إحدى الزائرات الصحيات بمدارس بورسعيد: ' منذ عام ونصف ونحن في حيرة كبيرة، لم ندرك هل نحن تابعين لمنظومة التأمين الصحي الشامل أم التأمين القديم، وتم تسليمنا الملابس الصحية الخاصة بالتأمين الصحي الشامل داخل المدارس'.
وتابعت: 'كان من المفترض أن ننضم للمنظومة الجديدة، ولكن مع بداية العام الدراسي الجديد حضرنا اجتماع في النقابة، وتم إخبارنا أننا لم نستطيع الانضمام للمنظومة الجديدة، وأننا تحت إشراف الرعاية الصحة وطلب منا أن نقوم بكتابة طلب النقل إلى المديرية بأنفسنا'.
وأضافت صادق: 'منذ 5 أشهر نحصل على مرتباتنا من القاهرة، ومع بداية العام الدراسي الجديد تم إيقاف مرتباتنا، ورئيس الهيئة أخبرنا أننا لا نتبع للمنظومة، وأصبحنا لا نتبع الرعاية، اتساءل نحن نتبع من؟ وأين قرارات النقل؟ كيف اكتب طلب نقلي بيدي؟ وماذا فعلنا حتى يتم إيقاف مرتباتنا؟ معظمنا أرامل وفاتحين بيوت'.
الزائرة الصحية
وأضافت سهام طه محمود 44 عاما: 'كنت أعمل بمستشفى المبرة وذهبت إلى وحدة صحية مدرسية بحي الشرق، وبعدها انتقلت إلى مجمع علي سليمان الابتدائي، وعملت بها 8 سنوات و كان بها 3 آلاف طالب وبعدها انتقلت إلى مدرسة الصفا وعملت بها أقل من عام، واكتشفت مرضي بـ'كنسر في القاولون' وكنسر مرتجع في المستقيم'.
وتابعت: 'أخذت إجازة بقرار ومع ذلك تم إيقاف مرتبي مثل باقي زميلاتي على الرغم من أنني أقوم بعمل جلسات كيماوي كل أسبوع، وأسافر على نفقتي للمركز الطبي العالمي، والعلاج يتم على نفقة التأمين الصحي الشامل وأحجز في فندق لأنني استمر في العلاج 5 أيام أسبوعيا، وبناتي الثلاثة في مراحل تعليمية مختلفة 'الابتدائية، الثانوية، الجامعية'.
الزائرة الصحية
وتقول سهير صيام زائرة صحية بمدرسة الواصفية الابتدائية: 'نحن أولاد التأمين الصحي، لماذ تم استبعادنا عن المنظومة الجديدة؟ هل نحن أقل من أي ممرضة دخلت المنظومة؟ فنحن جميعا دفعة واحدة، لماذا التفرقة بيننا؟'.
وأضافت: 'كل الي يهمنا ستر بيوتنا، كلنا ماشين بالسلف والدين والأقساط وعندنا ظروف قهر وقروض للبنوك، علما بأنه لم يتم عمل اجتماع ولا مقابلة مع أي مسؤول حتى يتم تقييمنا من تصلح للمنظومة ومن لا'.
عصام حامد امين عام نقابة العاملين بالتأمين الصحى الشامل
من جانبه، يقول عصام حامد أمين عام نقابة العاملين بالتأمين الصحي الشامل، إنه عندما يطبق منظومة التأمين الصحي الشامل في أي محافظة، يتم حل التأمين القديم والمادة رقم 8 تؤكد أنه مع مراعاة حكم المادة الثالثة من قانون الإصدار تؤول للهيئة جميع الأصول الإدارية والحقوق والالتزامات المالية الخاصة بالهيئة العامة للتأمين الصحي وفروعها والجهات التابعة لوزارة الصحة، ما عدا الأصول العلاجية وما يخص الجودة والاعتماد، مشيرا إلى أنه يتم حل الهيئة محلها قانونا في كل مالها من حقوق وما عليها من التزامات، وذلك في نطاق المحافظات التي يطبق عليها القانون وفقا لقواعد التدرج الجغرافي في التطبيق.
وتابع: 'ينقل للعمل بالهيئة العاملين بكل من الهيئة العامة للتأمين الصحي والجهات التابعة لوزارة الصحة من شاغلي الوظائف المرتبطة بمجال عمل الهيئة في نطاق المحافظات، وفي جميع الأحوال يحتفظ العاملون المنقولون إلى الهيئة بدرجاتهم المالية وبجميع المزايا الوظيفية التي يتمتعون بها في جهات عملهم كحد أدنى، وذلك طبقا لما تحدده اللائحة التنفيذية لهذا القانون'.
الزائرة الصحية
وأضاف حامد أن بورسعيد يوجد فيها عمالة 1300 ما بين طبيب، صيدلي، ممرض، موظف، أخصائي تخاطب نفسي، فني معامل، عامل، مشيرا إلى أنه تم إدراج مستشفتي المبرة والتضامن ضمن منظومة التأمين الصحي ما عدا الوحدات المدرسية وتمريض عيادات المدارس.
وأشار أمين عام نقابة العاملين بالتأمين الصحي الشامل، أنه فى اجتماع للجنة المشكلة بالمادة '51' تم تصنيفهم بالخطأ أنهم تابعين للطب الوقائي، منوها إلى أن هذا خطأ لأن مكانهن فى المدارس والوحدات يتفق مع مهام الهيئة العامة للرعاية الصحية في تقديم المستوى الأول للرعاية الصحية، والمستوى الأول ينص على أنهن خط الدفاع الأول ضد المرض، ويهتم بالجانب الوقائي لمكافحة المرض قبل وقوعه.
وأردف 'حامد': 'هذا هو ما تقومن به الزائرات الصحيات على أكمل وجه، و بناء عليه صدر قرار خاطىء من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحى 'القديم' بندبهن إلى مديرية الصحة ببورسعيد، بما ينتج عنه ضرر مادي لهم وضياع حقهن فى الانضمام إلى منظومة التأمين الصحى الشامل، ومن جانب آخر هناك ضرر كبير على المجتمع البورسعيدى فبالغاء ندبهن سيؤدي إلى إخلاء المدارس من التمريض مما يؤثر على صحة أبنائنا الطلبة في هذا التوقيت مع بداية عودة موجة ثانية لفيروس كورونا.
كما أشاد بدور الزائرات الصحيات بمدارس بورسعيد، اللاتي لم يتخلين لحظة عن واجبهن فى تقديم الخدمات الصحية للطلاب وتوعيتهن باستمرار بالالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية للفيروس ، على الرغم من أنه تم إيقاف مرتباتهم الشهرية وهن فى أشد الحاجة إليها، فمنهن المريضات بالكنسر و منهن الأرامل وعليهن مسؤوليات كبيرة.
احدى الزائرات الصحيات بتعالج من 'الكنسر' و مع ذلك تم ايقاف مرتبى
قرات نقل الزائرات الصحيات من المدارس لمديرية الصحة
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
