حلقات تقام يوميا لحفظ القرآن الكريم داخل إحدى قاعات مجمع الرحمة الإسلامي بمنطقة روض الفرج بالقاهرة، للأطفال من أعمار مختلفة، جلست الطفلة لحضور درسها الديني وأمام شيخها الذى كانت تفضله، كانت حدة ناظريها تتيح لها خطف بعض المشاهد، التى تخلف بعدها العشرات من الأحاديث تقصها على أشقائها اثناء عودتهم إلى البيت، 'فلان لم يحفظ.. وفلان ضربه الشيخ'.
لطالما كانت تُتمتم الفتاة ببعض الأحاديث التى كانت تخلقها أحيانا من لا شيء، كما كانت تتوقد شوقا للانتهاء من حصتها اليومية لتنال بعدها قسطا من اللهو، بعد أن تنتهي من درسها قبل أشقائها.. تسمح الأم لطفلتها باللهو داخل الأرجاء لحين انتهاء أشقائها من دروسهم.
'أبنية مفرغة وقاعات مهجورة'.. تتجول الطفلة داخل أرجاء المجمع، وهى تُدندن ببعض المقطوعات الموسيقية، سرعان ما قطعها صوت رجل قادم من خلفها: 'امسكي القطة دي'، كان الرجل يقربها عن بعد، يلمح تحركاتها، التى أشعلت بداخله غرائزه الجنسية، وحين تأكد من خلوتها وأنها بمفردها.. استدرجها بهرة.
لم تكن الطفلة تعلم أن الرجل هو ذئب بشري يحمل بين ضلوعيه حجرا صوان، يرقبها ويتابع تحركاتها وهي تجري وتلهو، ليفتعل بعدها أنه يحاول الإمساك بهرته الضائعة، ليستدرجها داخل تلك القاعة المهجورة، ويقوم بإلهائها بالبحث عن الهرة بحيز ضيّق يتيح له الالتصاق بها من الخلف ثم حسر عنها ملابسها ولباسها الداخلي كاشفًا عورتها، وتحسس عورتها حتى أشبع رغباته منتهكًا براءتها.
20 دقيقة من الألم والرعب عاشتها الطفلة داخل قاعة مهجورة شهدت جدرانها على أبشع جرائم الاغتصاب، للشيطان وطفلة لا ذنب لها، سرعان ما انتهى الرجل من إشباع رغبته وهم بمغادرة المعهد.
بخطوات مثقله وهائمة أمسكت الفتاة يد والدتها في طريق العودة إلى البيت بعد انتهاء أشقائها من دروسهم، لم يصدر عن الفتاة أى صوت وكأن أحاديثها قد قطعها شيء من الخوف، كانت نظراتها تتمايل بالانحراف ذات اليمين والشمال، لاحظ الجميع خوفها الشديد، ليقطع ذلك الشرود قطرات من الدماء التي كانت تسيل من الفتاة، لتقص عليهم ما حدث.
وكان قرار الإحالة في القضية المقيدة برقم 5375 لسنة ۲۰۱۹ جنايات قسم روض الفرج، قد كشف عن قيام المتهم 'إسلام علي بخيت' بهتك عرض المجني عليها الطفلة 'م. ب '، بغير قوة أو تهديد بأن حسر عنها ملابسها ولباسها الداخلي كاشفًا عورتها، وتحسس عورتها حتى أشبع رغباته منتهكًا براءتها.
ذكرت المحكمة أنه بعد تلاوة أمر الإحالة وسماع طلبات النيابة العامة والمرافعة الشفوية ومطالعة الأوراق والمداولة قانونا، وحيث إن وقائع الدعوى حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من سائر أوراقها، وما تم فيها من تحقيقات ودار بشأنها بجلسات المحاكمة نخلص في أن المتهم وسوس له شيطانه وزين له سوء عمله بالعبث بعرض المجني عليها 'م. ب' فاستغل لهوها بمفردها بالقرب من قاعة مهجورة ملحقة بالطابق الأرضي لمجمع الرحمة الإسلامي واحتال عليها بهرة حتى استدرجها إلى داخل تلك القاعة متخذا إياها وكرأ لجريمته.
وأسندت المحكمة في الحيثيات أن المتهم قام بإلهائها بالبحث عن الهرة بحيز ضيق يتيح له الالتصاق بها من الخلف يقع بين خزانة للأحذية قائمة بجانب أحد جدران القاعة، بينما جلس هو خلف المجني عليه قائما على ركبتيه محاولا حصر بنطالها حتى انحسر جزء منه فباعد بين ساقيها، مستغلا انشغالها بالبحث بنظر عن تلك الهرة وهتك عرضها.
و حيث إن الواقعة على النحو السالف بيانه قد قام الدليل على صحتها في حق المتهم، بشهادة والدة المجني عليها وتحريات مباحث روض الفرج، وما قررته الطفلة المجني عليها، وحيث إن المحكمة وقد اطمأنت إلى أدلة الثبوت في الدعوى فإنها تعرض عن إنكار المتهم وترى أنه وسيلته للتخلص من الاتهام فلهذه الأسباب، حكمت المحكمة حضوريا بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد لمدة سبع سنوات عما أسند إليه والزمته المصروفات الجنائية، وفي الدعوى المدنية بإحالتها إلى المحكمة المدنية المختصة بلا مصاريف.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
