داخل حجرة صغيرة لا تتعدى مترين في مترين بها نافذة مغلقة بالكراتين المسنودة بالبوص، يجلس كمال سويلم، ابن المنوفية، في نهاية عقده السادس، عاجزا عن الحركة بعد أن بُترت قدماه بسبب إصابته بمرض السُكر، يتناول كُوبًا من الشاي أمام تليفزيون به مُجرد صوتٍ لا أكثر، بجواره صورة للرئيس الراحل أنور السادات، وعلى الحوائط مجموعة من الكراتين لعلها تعمل على تدفئة المكان في أيام الشتاء والبرد القارص.. هذه هي ملامح الحياة المعيشية التي يعيشها المواطن المسن.
سقف منزل كمال سويلم
'أنا عليا 30 ألف جنيه ديون لوزارة الأوقاف على الأوضة التي أعيش بداخلها، والأوقاف مش رحماني، أنا ازاي يجيلي 30 ألف أنا مش عايش في حاجة فخمة علشان يجيلي المبلغ دا كله'.
ويُضيف: 'أعيش داخل حجرة ورثتها عن أبي ورثًا من جدي، وكان إيجارها 700 جنيه في السنة، وبدأ الإيجار يزيد عن طاقتي على السداد حتى أصبحت مدينا بهذا المبلغ الكبير ولا أعرف كيف أسدد هذه الديون'..
كلمات كررها 'سويلم' أكثر من مرة أثناء حديثه لـ'أهل مصر'، مبيّنا تفاصيل معاناته قائلًا: 'بعد أن تم بتر قدمي لإصابتها بالغرغرينة نتيجة لمرض السُكر لم أعد أعمل، حيث كنت أعمل عامل يومية، وليس لي أي دخل ولا أحد يعطيني ولو القليل لتحمّل أعباء الحياة، ولكن بعض الأهالي يحضرون لي القليل من الطعام، وفي كثير من الأحيان أنام دون طعام'.
جدران حجرة كمال سويلم
وتابع 'سويلم': بعد إصابتي بالسكر كان لابد من بتر قدمي، إحداهما قبل الركبة والأخرى بعد الركبة، لأُصبح مُهددًا بالسجن، مع عجزي عن العمل وتراكم الديون'.
ويُتابع: 'قام أحد الشباب بعد معرفته بحالتي بشراء جهاز أستطيع من خلاله الخروج خارج الحجرة، ولكن الجهاز تعطل منذ سنوات وبه قطعة يجب تصليحها تتكلف مبلغا بسيطا ولكنه ليس متوافرا معي، والآن لا أستطيع الخروج من المنزل'.
جدران حجرة كمال سويلم
واختتم كمال سويلم، ابن قرية الدمرداش التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، حديثه باكيًا، بمناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بسرعة إنقاذه من الموت المُحتم داخل الحجرة، وتسديد ديونه نظرًا لأنه قعيد، قائلًا: 'خلوني أقابل الريس أحكيله'.
كمال سويلم
كمال سويلم
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
