رسائل السيسي من الخرطوم: نرفض السيطرة على النيل بإجراءات أحادية الجانب.. مشروعات للربط الكهربائي والسكك الحديدية مع السودان

الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة السوداني
الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة السوداني

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر ستظل قلباً وقالباً، داعمة لجهود السودان من أجل تنمية واستقرار وازدهار شعبه الشقيق، والذي يعد جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار أشقائه في شمال الوادي.

وأضاف، خلال كلمته، اليوم السبت، مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته الرسمية في السودان، أن البلدين طالما جمعتهما روابط وحدة المصير على مدار تاريخهما، وبما يتفق مع ارتباطهما الممتد من جنوب وادي النيل إلى أقصى شماله، ومع تمازج شعبيهما الشقيقين الذي لم ينقطع يوما.

الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة السودانيالرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة السوداني

وأعرب عن سعادته بالتواجد اليوم في الخرطوم، مضيفا: 'أود أن أنقل للسودان الشقيق، قيادة وحكومة وشعباً، رسالة أخوة ومساندة من الشعب المصري وحكومته وقيادته، في كل المجالات بلا استثناء، تعبيراً عن خالص دعمنا للجهود الكبيرة التي يقوم بها الأخوة في السودان لإدارة المرحلة الانتقالية الحالية، ومواجهة تحدياتها بشجاعة ورؤية وعزم على المضي قدماً نحو مستقبل أفضل، وهو الجهد الذي يقابله الجميع بالكثير من الاحترام والتقدير، راجين من الله عز وجل أن تسهم الخطوات الجارية في تهيئة الظروف المناسبة لتلبية تطلعات الشعب السوداني الشقيق الذي قدم أغلى التضحيات من أجل حرية ورفعة وازدهار وطنه العظيم'.

وأردف: كما يسعدني تهنئة أشقائنا في السودان بالإنجاز التاريخي المتمثل في توقيع اتفاق السلام الشامل الذي تحقق بعد جهود كبيرة تكللت بالنجاح نتيجة لإخلاص كافة الأطراف السودانية وحرصها على أن تدخل بالوطن السوداني العزيز عصراً جديداً من السلام والتنمية والازدهار يشمل كافة أبناء السودان.

وأوضح أن العلاقات الثنائية بين مصر والسودان شهدت زخماً يستحق الإشادة على مدار الفترة الماضية، والمتمثل في ارتقاء مستوى التنسيق بين حكومتي البلدين عبر الزيارات المتبادلة والتشاور المكثف والمستمر، وهو الجهد الذي يهدف في مجمله إلى تكثيف التنسيق السياسي بين البلدين، وتنفيذ مشروعات في عدد من المجالات الحيوية من بينها الربط الكهربائي والسكك الحديدية والتبادل التجاري والثقافي والعلمي والتعاون في مجالات الصحة والزراعة والصناعة والتعدين وغيرها من المجالات، بما يحقق هدف التكامل المنشود بين البلدين، ويستغل الإمكانات الضخمة للبلدين لمصلحة الشعبين الشقيقين.

وتابع: اجتماعنا اليوم يأتي استكمالاً لهذه الجهود، وسعياً لوضع إطار استراتيجي متكامل وتصور مشترك لمختلف أوجه ومجالات التعاون وسبل دفعها، بما يعكس تلاقي إرادتنا السياسية القوية في هذا الشأن، وبما يمهد لمرحلة جديدة من الجهد المشترك المكثف الذي يلبي مصلحة وتطلعات الشعبين الشقيقين.

وأشار إلى مباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح البرهان، حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، في إطار الارتباط الوثيق للأمن القومي المصري والسوداني، وسعياً لتوحيد الجهود المشتركة بين البلدين، والرامية لتحقيق الاستقرار على الساحتين العربية والإفريقية.

الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة السودانيالرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة السوداني

ونوه بأن المباحثات تناولت مستجدات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، وهو الملف الذي يمس صميم المصالح الحيوية لمصر والسودان بوصفهما دولتي المصب في حوض النيل اللذين سيتأثران بشكل مباشر بهذا المشروع الضخم، مؤكدا اتفاقهما على أهمية الاستمرار في التنسيق الوثيق والتشاور فيما بينهما في هذا الشأن، مؤكدين

على حتمية العودة إلى مفاوضات جادة وفعالة بهدف التوصل، في أقرب فرصة ممكنة وقبل موسم الفيضان المقبل، إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويعزز من أواصر التعاون والتكامل.

وأوضح الرئيس: تطابقت رؤانا على رفض أي نهج يقوم على السعي لفرض الأمر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق من خلال إجراءات أحادية لا تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب، وهو ما تجسد في إعلان إثيوبيا عن نيتها تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة حتى إذا لم نتوصل إلى اتفاق ينظم ملء وتشغيل هذا السد، وهو الإجراء الذي قد يهدد بإلحاق أضرار جسيمة بمصالح مصر والسودان.

وتابع: بحثنا سبل إعادة إطلاق مسار المفاوضات من خلال تشكيل رباعية دولية تشمل الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بجانب الأمم المتحدة للتوسط في العملية التفاوضية، وهي الآلية التي اقترحها السودان وأيدتها مصر، والتي تهدف إلى دعم جهود الرئيس 'فيليكس تشيسيكيدي' رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتعظيم من فرص نجاح مسار المفاوضات، حيث أكدنا على ثقتنا الكاملة في قدرته على إدارة هذه المفاوضات وتحقيق اختراق فيها من أجل التوصل إلى الاتفاق المنشود.

واختتم الرئيس كلمته بالإعراب عن ثقته الكاملة في أن المرحلة القادمة من العمل المشترك والتعاون بين البلدين ستتواصل في شتى المجالات، استرشاداً بالرؤية المشتركة والعزم الواضح والإرادة السياسية الصلبة والجهود الصادقة من جانب القاهرة والخرطوم، وستمضي قدما لمصلحة الشعبين العظيمين، بل شعب وادي النيل الواحد في بلديه مصر والسودان.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً