يبدو المشهد على ضفاف نهر النيل، وكأنه أحد الشواطئ الساحلية حيث يتجمع عدد كبير من الأهالي على ضفة النهر، يفترشون الأرض ويسبحون في ماء النيل وسط أجواء من البهجة والسعادة، ولكن هذا المشهد يتوقف عندما يصرخ أحدهم معبرا عن وجود غريق في النيل، وكأن الماء ابتلع جثته.
قد يرجع ذلك لقلة الأماكن المخصصة للتنزهة في مراكز محافظة قنا، وعدم وجود حمامات سباحة، جعل نهر النيل بالنسبة لأهالي الإقليم خلال فصل الصيف يكون بمثابة 'شاطئ الغلابة' الذي يلجأ إليه عدد كبير من الأسر والشباب للتنزه والسباحة بالمجان ولكن النهاية أوجعت العديد من الأسر.
فمنذ بداية فصل الصيف والحزن سيطر على قلوب معظم الأسر في محافظة قنا، بسبب فقدانهم لأبنائهم الذين راحو ضحايا الغرق بنهر النيل أثناء الاستحمام بغرض الهروب من حرارة الجو، حيث مع ارتفاع درجات الحرارة، يتجه الكثير من الشباب والأطفال، إلى نهر النيل والترع المنتشرة بمراكز قنا المختلفة، للتخفيف من حرارة الجو القاسية التي تعاني منها المحافظة، خاصة في شهر رمضان، والكثير منهم يجرفه التيار حتى أصبح نهر النيل والترع مقبرة لمن لا يجيدون السباحة.
وشهدت محافظة قنا خلال الأسبوع الأخير، جنازة 3 من الشباب، وآخرى ما زالت قوات الإنقاذ النهري تبحث عن جثمانه في مركز قوص، جميعهم راحو ضحايا الغرق في نهار رمضان، وسوف نذكر هذه الحالات خلال السطور التالية.
بالأمس تلقى اللواء محمد أبوالمجد، مدير أمن قنا، إخطارًا من العميد جمال سالمان مأمور مركز شرطة قوص، يفيد بغرق الطالب محمود رضوان محمد رضوان، 15 عامًا، طالب، أثناء الاستحمام في نهر النيل بقرية الجمالية التابعة لدائرة المركز، وما زالت قوات الإنقاذ النهري تبحث عن جثته التي جرفها تيار مياه النيل إلى مكان مجهول حتى الآن وتعيش أسرته في مأساة فقدانه وعدم العثور على جثته لدفنه.
ومنذ يومين تم العثور على جثة حسني محمود إبراهيم محمد، يبلغ من العمر 44 عاما، موظف بشركة مصر الألومنيوم غارقا بنهر النيل بقرية الرئيسية بمركز نجع حمادي، وتمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشال الجثة ونقلها بواسطة الإسعاف إلى مشرحة مستشفى نجع حمادي.
ويليه تلقى اللواء محمد أبو المجد، مدير أمن قنا، إخطارًا من مرفق الإسعاف يفيد بمصرع الشاب فارس علي عبدالحميد محمد، 21 عامًا، مقيم بقرية السماينة في نجع حمادي، بعد غرقه في مياه النيل أثناء الإستحمام هربًا من حرارة الجو.
أما عن جثة الطفل تلقي بلاغ من مركز شرطة نجع حمادي، بشأن غرق الطفل محمود ضاحي، 11 عامًا، داخل ترعة بقرية هو التابعة لمركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا، قبل إفطار المغرب بساعات قليلة، أثناء سباحته داخل الترعة.
لذلك قال المواطن أحمد علي، أن قلوبهم انفطرت على الشباب المفقود يوميًا في حوادث الغرق في الترع ونهر النيل لغدم وجود أماكن ومتنزهات مجانية للسباحة في المحافظة، ودرجة الحرارة في قما مرتفعة تصل إلى 42 و 43 خلال فصل الصيف لذلك يضطرون يلجأون للخروج للنيل ولا يعودون.
وأضاف حسام زين، أنه يطالب المسئولين بتخصيص أماكن للسباحة في مراكز الشباب كونها تقع داخل القرى وتكون بأسعار مجانية أو مصروفات رمزية مراعاة لظروفهم، كما يطالب باستمرار المراقبة من قبل شرطة المسطحات المائية على الشواطئ لتقليل حالات الغرق التي أصبحت دائمة في قنا.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
