اجتهدت وفعلت ما بوسعها خلال العام الدراسى المُنقضَى، لكنها لم تتوقع أن تكون من أوائل طلاب الشهادة الإعدادية بالمحافظة، لم تسعها الفرحة عندما تلقت اتصالا هاتفيًا من والدها صباح اليوم، يبلغها بأسعد خبر على قلبها، وأنها ضمن العشرة الأوائل بمحافظة الشرقية.
نجحت الطالبة 'منة رضا عبد الغفار محمد علي'، في اجتياز الصف الثالث الإعدادي بنجاح فائق، لتكن ضمن العشرة الأوائل في محافظة الشرقية، طالبة بمدرسة الشهيد يحيى نصر محمد عطية، التابعة لإدارة غرب الزقازيق التعليمية، تقيم بقرية 'الطيبة أم رماد' التابعة لمركز ومدينة الزقازيق، وحصلت على الأول مكرر بمجموع درجات 280 من المجموع الكلي للدرجات 280.
قالت منة، في لقاء خاص لـ'أهل مصر': 'متوقعتش أكون من أوائل المحافظة، كنت عارفة إني هجيب درجات كويسة، ولكن بابا اتصل بيا الصبح النهاردة قالي أنتٍ أول مكرر على مستوى المحافظة، وكنت طايرة من الفرحة'.. حسب وصفها، وعلقت بقولها: 'والفضل في نجاحي يرجع لربنا، ثم والدي ووالدتي وخالتي'.
وأضافت منة: 'أهم حاجة تنظيم الوقت والمجهود والثقة في الله أولا'، لافتة إلى أنها كانت تأخذ قسطا كافيا من النوم، بالإضافة إلى أنها كانت تذاكر نحو 6 ساعات يوميا، وتنام نحو 9 ساعات لتستطيع مواصلة يومها دون عناء، وتجد وقتا للترويح عن نفسها، معلقة: 'الحياة مش مذاكرة وبس'.
وأشارت 'منة' إلى أنها كانت حزينة بعد قرار الدولة بعدم فتح المدارس أمام الطلاب واقتصار مذاكرتهم ومتابعة دروسهم من خلال المنزل، لافتة إلى افتقادها في بداية القرار متابعة المعلمين في المدرسة، بينما اتخذت من هذا حافزا يشجعها على الدراسة واعتمدت على نفسها، موضحة أنها كانت تعتمد على المذاكرة عبر الإنترنت واليوتيوب 'أونلاين' من خلال الشروحات التعليمية، فضلا عن اعتمادها على كتاب 'الامتحان' للشرح والأسئلة'، مؤكدة أن كل هذه الوسائل ساعدتها في الاعتماد على نفسها والتخلي عن الدروس الخصوصية.
وقال 'رضا عبد الغفار' والد 'منة'، معلم فرنساوي بالتربية والتعليم: 'منة أكبر أولادي وأول فرحتي، وسعادتي بنجاحها لا تقدر بثمن'، لافتا إلى أنه كان ووالدتها دائما الداعم الأول لمساعدتها وتهيئة الأجواء لها قدر المستطاع والتغلب على مشكلاتها، مشيرا إلى خبرته من خلال عمله بالتربية والتعليم منحته القدرة على مساعدتها، مؤكدا على أن دعم الطالب يبدأ من الأسرة في المقام الأول وتهيئة الظروف له'.. حسب قوله.
وأضافت والدة منة، معلمة لغة إنجليزية بالتربية والتعليم: 'منة مرت بظروف صعبة على عمرها ولكن تجاوزتها كموت جدتها المقربة لقلبها وكانت بمثابة والدتها هي الأخرى، فضلا عن مشاركتها لي يدا بيد في أعمال المنزل فأنا أم عاملة والوقت ضيق على الجميع'، لافتة إلى أن منة كانت تساعدها حتى في الاعتناء بأشقائها الصغار، معلقة: 'الظروف المعيشية صعبة ولابد من تحمل المسئولية، والرفاهية مش اختيار لنا'.. حسب تعليقها، مؤكدة على سعادتها البالغة بنجاح فتاتها وتحقيق المركز الأول مكرر على مستوى محافظة الشرقية وتود أن تصل لأعلى مراكز العلم.
واختتمت 'منة' الطالبة الحاصلة على المركز الأول مكرر: 'أتمنى أن أكون عالمة ذرة مثل خالتي هى بمثابة القدوة الأولى لي وتعمل في هيئة الطاقة الذرية، لافتة إلى أنها كانت دائما تحفزها وتعزز مجهوداتها كما وكانت تكافئها ماديا ومعنويا كلما حققت تطورا في مراحلها التعليمية، مشيرة إلى أمنيتها في الالتحاق بمدرسة 'ستيم' للمتفوقين والعباقرة لتتمكن من تحقيق أهدافها العلمية المستقبلية'.