أفادت تقديرات للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، بأن أعداد النازحين داخليا في أوكرانيا، جراء الغزو عملية العسكرية الروسية، بلغ نحو مليون نازح، فيما بلغ عدد اللاجئين من داخل أوكرانيا، إلى الدول المجاورة، قرابة 660 ألف شخص، وهو ما يكشف عن أن آحر تطورات الإجلاء، تشير إلى وجود سباق لإنقاذ رعايا دول العالم من جحيم الغزو الروسي لأوكرانيا.
ولا شك أن من بين هؤلاء النازحين داخليا، واللاجئين إلى الدول المجاورة، العديد من رعايا الدول العربية، غير أنه لم يُعرف بعد عدد العرب من بين هؤلاء، ناهيك عن أنه لا يعرف عدد أبناء الدول العربية في أوكرانيا، رغم أن التقديرات تشير إلى آلاف منهم، سواء أكانوا طلابا أم مقيمين.
وبينما دعت الدول العربية رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا مع بداية العمليات العسكرية الروسية في الدولة السوفياتية السابقة، فإن قلة على ما يبدو نجحت منهم في مغادرة أوكرانيا والعودة إلى بلادهم.
وخلال الأيام الستة من بدء العمليات العسكرية الروسية، تواصل دول عربية إجلاء رعاياها أو تزويدهم بمعلومات حول كيفية الخروج من أوكرانيا، مثل تحديد بعض المعابر حيث يمارس القناصل العرب أو ممثلون عنهم تسهيل مهام اللاجئين من أبناء بلدانهم.
ونجحت العديد من الدول العربية في إخراج بعض من رعاياها ولكن للأسف، تبقى أعدادهم قليلة.
الرعايا المصريون
حول موقف الرعايا المصريين في أوكرانيا، قررت الحكومة المصرية، إرسال طائرة إجلاء إلى العاصمة الرومانية بوخارست، لنقل المصريين العائدين من أوكرانيا، حسبما أعلنت السفارة المصرية في رومانيا.
وقالت السفارة في تنويه للجالية المصرية إن الطائرة تصل الثلاثاء في الثالثة عصرا بتوقيت بوخارست، وإنها "تأتي ضمن الجهود الجارية لتسهيل عودة المواطنين المصريين العالقين في بوخارست بعد عبورهم الحدود الأوكرانية إلى رومانيا".
وناشدت السفارة المصريين بسرعة التوجه للسفارة المصرية في بوخارست لإعداد قائمة المسافرين على متن الطائرة، والتوجه بعد ذلك مباشرة للمطار من السفارة في شكل جماعي.
وقال السفير المصري في رومانيا مؤيد الضلعي، إنه "حسب الحصر فإن أكثر من 400 مصري عبروا الحدود الأوكرانية ودخلوا رومانيا، ومنهم من عاد للقاهرة بالفعل على متن الطيران الروماني عبر الحجوزات العادية، والباقين يتم الترتيب لإجلائهم على نفقة الحكومة".
وكانت السلطات المصرية نجحت في 27 فبراير، عبر جهود التواصل مع الخارجية الأوكرانية، في إصدار تعليمات لحرس الحدود الأوكراني بالسماح للمصريين بالمغادرة من نقاط الحدود مع كافة الدول المجاورة.
وقال السفير المصري في كييف أيمن الجمال إنه "بالتنسيق بين السفارة المصرية في كييف والسفارات المصرية في الدول المجاورة بولندا، والمجر وسلوفاكيا ورومانيا وكذلك مع وزارة الخارجية الأوكرانية، صدرت تعليمات لحرس الحدود الأوكراني بتسهيل عبور المصريين".
1534 مغربيا غادروا
وفي المغرب، كشفت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أمس الاثنين، حصيلة مواطنيها الذين غادروا أوكرانيا، عبر المعابر الحدودية في بولونيا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا، هربا من الهجوم العسكري الذي تشنه روسيا على أوكرانيا.
وأوضحت عبر المعابر الحدودية في بولونيا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا، أن "عدد المواطنين المغاربة الذين غادروا أوكرانيا، عبر المعابر الحدودية في بولونيا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا، حتى الساعة الرابعة من بعد ظهر الاثنين، ارتفع إلى 1534 شخصا"، موضحة أن هذا الرقم "قابل للارتفاع".
مقتل مواطن جزائري
وفي الجزائر، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية تشكيل خلية أزمة للتنسيق مع الدول الحدودية لأوكرانيا لإجلاء رعاياها.
وكانت الجزائر أعلنت الأحد الماضي وفاة أحد رعاياها في مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، جراء العمليات العسكرية، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
الرعايا في ليبيا
أكد مصدر من داخل السفارة الليبية في أوكرانيا، يوم 26 فبراير، اتخاذ الإجراءات اللازمة لإجلاء أبناء الجالية الذين يريدون مغادرة البلد الأوروبي، في ظل التطورات الناجمة عن العمليات العسكرية الروسية.
وفي تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" أضاف المصدر أنه تم تحديد نقطة التقاء في مدينة تشورت كييف لمن يرغب في مغادرة أوكرانيا للتجمع هناك، ومن ثم الانطلاق باتجاه الحدود السلوفاكية.
وخصصت السفارة الليبية هناك أرقام هواتف محمولة للتواصل والتنسيق وتقديم الدعم، في حال حدوث أي طارئ لليبيين، الذين يقدر عددهم بنحو 3000 شخص، غالبيتهم من الطلاب.
وأوضح المصدر أن هناك تنسيقا على أعلى مستوى بين السفارة ووزارة الخارجية للتعامل مع كافة السيناريوهات المتوقع حدوثها، مشيرا إلى أن معظم أفراد الجالية في أمان نوعا ما بعد إجلاء عشرات من المناطق الشرقية القريبة من الحدود الروسية قبل غزو أوكرانيا.
خروج أكثر من 300 أردني
أعلنت وزارة الخارجية الأردنية وشؤون المغتربين، اليوم الثلاثاء، أن 310 أردنيين تمكنوا من مغادرة أوكرانيا، حتى الآن، من خلال المعابر الحدودية مع الدول المجاورة لها.
وقالت وزارة الخارجية إن موظفي السفارات قاموا حتى الآن بتسهيل إجراءات عبور ودخول 310 مواطنين أردنيين، على المعابر الحدودية بين أوكرانيا والدول المجاورة، مشيرة إلى أنه "تمّ تأمين المواطنين الأردنيين بكافة أشكال المساعدة والدعم، وتوفير الخدمات الضرورية واللازمة لهم، والاطمئنان على سلامتهم وأحوالهم، والعمل على تسهيل عودتهم إلى المملكة".
وأضافت أن عدد من وصلوا إلى الأردن 19 مواطنا غادروا أوكرانيا عبر بودابست وبوخارست.
العراق
أفادت تقارير بوجود 5537 عراقيا في أوكرانيا؛ بينهم 450 طالبا يتوزعون على 37 جامعة، وفق بيانات سابقة،ولم يعرف بعد ما إذا تم إجلاء أي منهم، أو مغادرتهم إلى أي من الدول المجاورة لأوكرانيا.
دعوات المغادرة
منذ بداية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، سارعت دول عربية إلى دعوة مواطنيها للمغادرة،فقد دعت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، المواطنين الكويتيين المتواجدين في أوكرانيا إلى مغادرة البلاد حفاظا على سلامتهم، كما دعت الوزارة المواطنين الراغبين في السفر إلى أوكرانيا إلى تأجيل سفرهم في الوقت الراهن.
من جهتها، دعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين المواطنين في الأردن، الأردنيين المتواجدين في أوكرانيا إلى تسجيل بيانات للتواصل معهم.
كما أهابت سفارة الإمارات في كييف بمواطني الدولة تأجيل السفر حاليا إلى أوكرانيا.
ودعت السفارة، في حسابها على تويتر، جميع مواطني الدولة المتواجدين هناك بالتواصل معها عبر خط الطوارئ.
السفارة الجزائرية بأوكرانيا دعت كذلك المواطنين الجزائريين المتواجدين في الأراضي الأوكرانية إلى ضرورة التواصل مع مصالح السفارة.
وقالت السفارة، في بيان لها، إنه يتوجب على المواطنين الجزائريين القاطنين بأوكرانيا تحيين المعلومات الخاصة بعناوينهم وأرقام هواتفهم من أجل الاتصال بهم عند الضرورة، وذلك نظرا للأوضاع الراهنة في أوكرانيا وتجنبا لأي طارئ.
كما أهابت سفارة السعودية لدى أوكرانيا بجميع المواطنين بتأجيل سفرهم إلى أوكرانيا حاليا، داعية المواطنين هناك إلى سرعة التواصل معها لتسهيل مغادرتهم.