مستشار وزير الزراعة: التغيرات المناخية في أوروبا فرصة لزيادة الصادرات
ارتفاع حجم الصادرات الزراعية إلى حوالي 4 ملايين طن خلال العام الجاري
خبير اقتصاد زراعي: الاهتمام بالفلاح وتطوير القطاع خطوة أساسية لزيادة الصادرات وإنقاذ الاقتصاد القومي
خبير أرصاد: أوروبا ليس لديها الاستعداد الكافي لمواجهة درجات الحرارة وأصبحت في خطر
تشهد الفترة الحالية، موجة من التغيرات المناخية التى أصبحت أولى التحديات التى تواجه العالم، فرغم برودة الجو في أوروبا كالمعتاد لكن الطقس حاليًا أصبح يسوده ارتفاعًا في درجات الحرارة وموجات ساخنة تضرب الدول الأوروبية، الأمر الذي يتيح الفرصة لدراسات بحثية جديدة للمستقبل فضلا عن وجود تغيير في حجم الصادرات المصرية، لذا تفتح "أهل مصر" هذا الملف لمناقشة مستقبل الصادرات المصرية من خلال المتخصصين في هذا المجال.
أكد الدكتور محمد فهيم، مستشار وزير الزراعة، ورئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن هناك كتلة هوائية ساخنة قادمة من شمال أفريقيا، تلهب أوروبا وتذيب جليدها التاريخي وتلحق الضرر بالمحاصيل، مشيرًا إلى أن الموجات الساخنة خاصة في دول المغرب العربي انتقلت فى صورة "تصدير" إجباري من المغرب والجزائر وتونس إلى أوروبا.
وتابع "فهيم": "تعرضت دول الجنوب والغرب في أوروبا لموجة من الحر "غير مسبوقة في شهري (يونيو ويوليو)" وشهدت تحطيمًا لمستويات قياسية من الحرارة في هذه الفترة من السنة وصلت في بعض المناطق من إسبانيا إلى ما يصل إلى 47°م، مسببة خسائر كبيرة مادية وبشرية تحت تأثيرٍ الكتلة الهوائية الساخنة القادمة من شمال إفريقيا.
وأكد أنه صدر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، أن كتلة الهواء الساخن، حطمت حاليا كافة الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في أوروبا، هذا الأسبوع، وفي طريقها لما وصفته بـ"الخطر الأكبر".
وأوضح أن كتلة الهواء الساخن، في طريقها الآن إلى جزيرة "غرينلاند" التابعة لمملكة الدنمارك، وهو ما يهدد بذوبان الغطاء الجليدي للجزيرة لأول مرة في التاريخ، وتتحرك "كتلة الهواء الساخن، حاليا من شمال أفريقيا، والتي لم تحطم فقط درجات الحرارة القياسية في أوروبا، بل تجاوزتها بدرجتين أو ثلاث أو أربع درجات مئوية". وما يحدث حاليا، شيء غير معقول على الإطلاق".
وأفاد أن "الغطاء الجليدي" في أوروبا يعتبر جزء أساسيا في المنظومة المناخية العالمية، خاصة أن ذوبان الجليد فيها سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بصورة كبيرة، بالإضافة إلى اضطرابات بالغة في الطقس، وإن البيانات الواردة من الدنمارك، تشير إلى أن الأوضاع في أوروبا "كارثية".
وتوقع تغيرات أكثر في المناخ وتشوه للنظام المناخي السائد أهم ملامحه هو كثرة الاضطرابات والتقلبات المناخية الحادة بداية من الخريف القادم في زيادة كبيرة في هطول الأمطار والتي قد تصل لحد السيول كما حصل في 2015، وزيادة في موجات الصقيع والرياح العالية والباردة شتاءً وكمان حدة وسخونة رياح الخماسين وصيف مبكر جدًا، مؤكدًا ضرورة الاستعداد القصوى للفترة المقبلة.
وعن التأثيرات الإيجابية، قال مستشار وزير الزراعة: "هذه الموجة والموجات المتتالية من الحرارة العالية وما سيرتبط لها من الجفاف الشديد التي تضرب أوروبا خاصة جنوب ووسط أوربا هذا الصيف، والذي سيؤثر لا محال على إنتاج هذه المناطق من الموالح والزيتون والبطاطس وغيرها".
واستكمل: "أرى أن هذه فرصة كبيرة جدا لمضاعفة صادرتنا لأوروبا خلال موسم التصدير القادم والذي يبدأ من ديسمبر، وتفعيل منهج دراسات المستقبل فورًا ودراسة احتياجات السوق الأوربية وتتبع مستويات النقص في معروضات بعض الحاصلات ودراسة أسواق المنافسين التصديرية".
وشدد على ضرورة التنسيق الجاد مع أشقائنا في المغرب والجزائر وتونس وتفعيلا للسوق العربية المشتركة لإدارة موسم التصدير بطريقة تشاركية بمبدأ المصلحة للجميع.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور شريف فياض، أستاذ الاقتصاد الزراعي، أنه لابد من تطوير قطاع الزراعة وتلبية كافة احتياجاته من كوادر بشرية وآلات حديثة وغيرها فهى خطوة مهمة لانقاذ الاقتصاد القومي.
وأفاد "فياض" في حديثه لـ"أهل مصر" أنها فرصة لن تتكرر وهى احتياج الدول حاليًا للمحاصيل الزراعية، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالفلاح وتوفير كافة السٌبل التى يحتاجها لحياة كريمة تلقٍ بمكانته، موضحًا أن ذلك أدركته الدولة المصرية منذ سنوات، ووضعت استراتيجيات عديدة لتحقيق أقصى تنمية ممكنة للقطاع الزراعى باعتباره الملاذ الآمن لتحقيق الأمن الغذائى ومن ثم فتح آفاق جديدة للتصدير.
وأشار إلى أنه منذ سنوات، اتجهت مصر لطرح العديد من المشروعات الضخمة في مجال الزراعة التى تحقق الاستغلال الأمثل لوحدتى الأرض والمياه منها مشروعات إنشاء 100 ألف فدان صوب زراعية، ومشروع الدلتا الجديدة الذى تبلغ مساحته 2.2 مليون فدان بإجمالى مساحة مليون فدان سيتم زراعتها، وتم زراعة 250 ألف فدان بالفعل وستصل خلال أيام قليلة المساحة التى تم زراعتها إلى 500 ألف فدان، بالإضافة إلى وجود مشروعات أخرى شمال ووسط سيناء تبلغ مساحتها 500 ألف فدان، إلى جانب مشروع توشكى الخير وهو مشروع عملاق يمتلك مقومات كبيرة، بالإضافة إلى مشروعات فى الوادى الجديد وشرق العوينات والمنيا، وغيرهم كثير.
ومن جانبه، علق الدكتور على قطب، خبير الأرصاد الجوية، على تغير الطقس في أوروبا من البرد القارس إلى الحرارة المرتفعة، حيث سجلت بعض المناطق في بريطانيا درجات حرارة اقتربت من 45 درجة، وهو رقم لم تسجله منذ نصف قرن، وهو الحال في عدد من الدول الأوروبية خصوصا فرنسا والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا التي رفعت مستوى الإنذار لديها إلى الأحمر.
وأوضح "قطب" في حديثه لـ"أهل مصر"، أنه يزداد الوضع خطورة في حالة عدم الاستعداد للتغيرات المناخية خاصة أن الأمر قد يصل إلى الاحتباس الحراري، فضلاً عن أن أوروبا تحتل فيها شريحة كبيرة من كبار السن والذين لم يتحملوا درجات الحرارة والطقس المتغير، فضًلا عن البيوت والمباني كلها تم تصميمها من أجل الحماية من البرد الشديد، وتوفير التدفئة، لكنها لا تضع في الحسبان موجات الحرارة المرتفعة، فهى أمر جديد فرضته التغيرات المناخية، وعلى أوروبا أن تبدأ في مواجهته وتغيير فكرها.
وأشار إلى أن تحديات تغير المناخ أصبحت ضرورية أكبر من أي وقت مضى، واستعداد كافة الدول لمواجهة الأزمة بالاعتماد على الأبحاث العلمية والدراسات الحديثة والانتباه بصورة كبيرة إلى التقارير التى ترسلها هيئات الأرصاد المختلفة بكل دولة.
يذكر أن الحكومة أكدت اهتمام الدولة بملف الصادرات الزراعية، والعمل على تقديم مختلف أوجه الدعم اللازم لزيادة حجم الإنتاج الزراعى من مختلف المحاصيل الزراعية، وذلك بما يسهم فى تعزيز الأمن الغذائي من المحاصيل الاستراتيجية، وزيادة قدرة المنتجات الزراعية المصرية على المنافسة فى مختلف الاسواق العالمية، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى هذا الشأن.
وأكد رئيس الوزراء أن جهود الدولة فى التوسع فى الرقعة الزراعية على مستوى الجمهورية، وتنويع المحاصيل المزروعة، ستسهم فى تلبية احتياجات السوق المحلية من تلك المحاصيل، واتاحة المزيد من الفرص التصديرية.
وأعلنت وزارة الزراعة، فتح سوق جديد لتصدير جميع أصناف الموالح المصرية إلى دولة نيوزيلندا وذلك بعد نجاح فتح السوق امام البرتقال منذ عامين، كما اعلنت الوزارة حجم الصادرات الزراعية المصرية والتي بلغت 3 مليون و759 ألف و431 طن من المنتجات الزراعية منذ أول يناير وحتى 22 يونيو 2022.