في ظل تصاعد التوترات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، بدأت التوقعات تشير إلى احتمال تدخل مباشر للولايات المتحدة، خاصة بعد تنويه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اكتر من مرة خلال يومين متتالين بدراسة دخول امريكا خط الدفاع عن اسرائيل.
وفي هذا التقرير نكشف ما يمكن أن تخسره واشنطن من منظور اقتصادي وعسكري وأمني، استنادًا إلى بيانات استخباراتية وتحليلات اقتصادية من مصادر أمريكية ودولية.
الضربة الاقتصادية- خسارة تريليونات
وفقًا لتقرير نشره Federation of American Scientists، قد يصل أقصى إجمالي خسائر الاقتصاد العالمي خلال أول ثلاثة أشهر من حرب أميركية شاملة مع إيران إلى نحو 1.7 تريليون دولار، في حال شنَّت الولايات المتحدة حملة قصف جوية واسعة.
أما لو فرضنا انسحاباً من النفط أو فرض حصار كامل، فقد يتراوح التأثير بين 550 مليار و1.7 تريليون دولار
كما تُظهر تقديرات أن خسائر الولايات المتحدة وحدها يمكن أن تقفز إلى 600 مليار – 1 تريليون دولار خلال الشهور الأولى، لما تمثله من نسبة 40‑60% من الخسائر العالمية.
وتأتي هنا دراسة لـ NIAC تؤكد أن حملة قصف 'شاملة' قد تكلّف 1.2 تريليون بينما تدخل بري كامل قد يصل إلى 1.7 تريليون في ثلاثة أشهر.
بحسب CBS، فإسرائيل وحدها تنفق 725 مليون إلى 1.45 مليار دولار يوميًا في أيام القتال الأولى، يقارن ذلك بخسائر أمريكية أكبر .
وبذلك تقدر الخسائر الاقتصادية في أول 3 شهور: 600 مليار – 1 تريليون دولار.
اما عن تكاليف الحرب قد تتخطى 2 – 3 تريليون دولار خلال السنوات القليلة الأولى، ومئات القتلى وآلاف الإصابات، ومعدّات بقيمة 100 – 200 مليار دولار.
ارتفاع جنوني في أسعار النفط
تشير Barron’s إلى أن أزمة جديدة قد تدفع بشركات الطاقة كبدائل أفضل من السندات، مع توقعات من Goldman Sachs أن يرتفع البرنت إلى فوق 90 دولارًا للبرميل إذا تم ضرب مرافق نفط إيرانية.
وجاء موقعي MarketWatch وAP من إمكانية زيادة أسعار النفط بنسبة 50%، مع وصول مؤقت لـ 120 دولارًا للبرميل إذا تمت مهاجمة مضيق هرمز .
وبالتالي سيؤثر ذلك على المواطن الأمريكي بارتفاع البنزين إلى 5 دولارات للغالون، ومعه تضخم متزايد وتأثير ملحوظ على القطاعات الاستهلاكية.
الخسائر العسكرية لأمريكا
من تجارب العراق وأفغانستان، تشير مجلة CBO إلى أن العمليات المباشرة قد تكلف من 50 – 140 مليار دولار خلال فترة وجيزة .
كما أكدت دراسة أخري لمجلة Forbes أن الحرب طويلة الأمد قد تصل تكاليفها إلى 2 – 3 تريليون دولار، حيث إشارات البيانات إلى إمكانية إنفاق 100 – 200 مليار دولار خلال الأسابيع الأولى فقط لتمويل استقدام حاملات طائرات، بطاريات باتريوت، طائرات استراتيجية، ودعم جوي مكثف.
خلافات سياسية داخل امريكا
اشارت صحيفة التايم البريطانية إلى تحركات برلمانية لفرض قيود على صلاحيات ترامب لتجنّب دخول مباشر دون موافقة الكونجرس
وسط هذه الضغوط، تظهر انقسامات داخل الإدارة الأمريكية حول طبيعة الرد وحجمه، بين دعم محدود لإسرائيل ونفور من الانزلاق إلى مرحلة 'أمريكا في حرب أخرى'.