سيدات اكتسين بثوب الرجال رغمًا عنهن ، ليحملن على أكتافهن مسؤليات جسام، ويقفن على أبواب الحياة وبأيديهن صغارهن، فجميعهن يكملن قصص بطولات أزواجهن الشهداء.
عيد الشرطة الـ68
في عيد الشرطة الـ68 رمز الشجاعة والبسالة، مازالت بطولات الرجال متوالية.. «أهل مصر» التقت عددًا من زوجات الأبطال ضباط الشرطة الشهداء، اللاتي لم يبخلن على الوطن بتقديم أجمل شيء في حياة كل منهن، حيث استمعت لقصصهن الممتلئة بالصبر والحب والعرفان والرضا.
زوجة الشهيد عامر عبد المقصود نائب مأمور قسم كرداسة: ألقوا عليه المولوتوف وأنهوا حياتنا الجميلة
أهدت نجلاء سامى، قصة شهيدها إلى الأجيال القادمة، قائلة: 'أنا بهدى لمصر قصة بطل عاش رجلا ورحل بطلا شهيدا، هو ابن خالتى وحب عمرى تربيت على يديه وعشت معه فى بيت واحد، وكنا نعد الأيام لتحديد موعد زفافنا، عمل لى فرحا سأظل أحلف به عمرى كله، يومها ارتدى لبس التشريفة الأبيض هو وجميع أحبابه الظباط، وكان فرحى كليالي ألف ليلة وليلة، وكنت أحبه حبا لا يتخيله عقل، ورزقنا الله بابننا أحمد، وبعدها انتقل إلى الوادى الجديد، وأنا لم أتركه لحظة، كانت رجلى تسبق رجله فى كل مكان، كنت أخاف عليه من الهواء الطائر'.
وأضافت: 'عمل بمصلحة السجون وأحبه الجميع حتى المساجين لأنه كان دائم النصيحة لهم، ثم عمل بالحراسات الخاصة للوزراء، كان الجميع يشهد له بالبطولة والرجولة، وسنة 97 تم نقله إلى الفيوم الذى عاش بها على مدار 10 سنوات، وعشقه الأهالى وبكوا عندما نقل إلى مركز إبشواى، وآخر سنة وهى سنة الثورة 25 يناير يوم جمعة الغضب كنت عنده فى الفيوم، وشاهدت الفوضى العارمة ونجح شهيدى فى الحفاظ على الأسلحة قبل نهبها من قبل الإخوان، قم عاد للقاهرة ليشغل نائب مأمور قسم من ثلاثة يختار من بينها، وهي قسم بولاق الدكرور بعد محاوله اغتيال الشهيد ساطع النعمان، ولكنى رفضت لأنى كنت خائفة عليه من أن يواجه مصير الشهيد ساطع، أو يذهب لمركز أبو النمرس، أو قسم كرداسة، واختار قسم كرداسة، وعندما جاءت لحظة تطهير مصر من الخونة والعملاء يوم عزل مرسى، وقف عامر كالأسد أمام القسم، ويوم 30 يونيو حاصر الإرهابيون القسم وألقوا المولوتوف عليه، وأشعلوا فيه النيران، لتنتهى حياة عامر، وينتهى معها كل شيء جميل، وتحوطنى أنا وأولاده أحزان لا تنتهى إلا بلقائه عند الله'.