يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب : وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى . فما هى الجاهلية الأولى ؟ وكيف كان التبرج في هذه الجاهلية ؟ وما هو تفسير هذه الآية ؟ قال ابن كثير في تفسير هذه الاية عن قتادة : ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) يقول : إذا خرجتن من بيوتكن - وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج - فنهى الله عن ذلك، وقال مقاتل بن حيان : ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) والتبرج : أنها تلقي الخمار على رأسها ، ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ، ويبدو ذلك كله منها ، وقد اختلف المفسرون في تحديد الجاهلية الأولى فقد اختلفوا في تحديدها. قال القرطبي: واختلف الناس في (الجاهلية الأولى) فقيل هي الزمن الذي ولد فيه إبراهيم عليه السلام، كانت المرأة تلبس الدرع من اللؤلؤ فتمشي وسط الطريق تعرض نفسها على الرجال، وقال الحكم بن عيينة: ما بين آدم ونوح وحكيت لهم سير ذميمة، وقال ابن عباس: ما بين نوح وإدريس. الكلبي: ما بين نوح وإبراهيم. قيل: إن المرأة كانت تلبس الدرع من اللؤلؤ غير مخيط الجانبين، وتلبس الثياب الرقاق ولا تواري بدنها.
وعلى ذلك فقد ذهبت دار الإفتاء المصرية إلى أنه بعد نزول الرسالة النبوية فإن حجاب المرأة المسلمة قد أصبح فرض على كل مَن بلغت سن التكليف، وهو السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض وتبلغ فيه مبلغ النساء؛ فعليها أن تستر جسمَها ما عدا الوجهَ والكفين، وزاد جماعة من العلماء القَدَمَين في جواز إظهارهما، وزاد بعضهم أيضًا ما تدعو الحاجة لإظهاره كموضع السوار وما قد يظهر مِن الذراعين عند التعامل، وأمّا وجوب ستر ما عدا ذلك فلم يخالف فيه أحد من المسلمين عبر القرون سلفًا ولا خلفًا؛ إذْ هو حكمٌ منصوصٌ عليه في صريح الوحْيَيْن الكتاب والسنة، وقد انعقد عليه إجماع الأمة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
