يحرص بعض الطاعنين في الدين الإسلامي على ترديد أكاذيب حول العلاقة بين الصحابة رضوان الله عليهم، ويهدف هؤلاء من وراء هذه الأكاذيب إلى استمرار الفرقة بين المسلمين والعمل على أن تظل الأمة الإسلامية فرقا يقاتل بعضها بعضا. ومن هذه الأكاذيب ما يفتريه بعض المؤرخين عن أن يزيد بن معاوية أمر بقتل الإمام الحسين بن على بن أبي طالب. فهل أمر يزيد بن معاوية بقتل الحسين بن أبي طالب ؟ وماذا قال يزيد بن معاوية تعليقا على قتل الحسين ؟ وماذا فعل يزيد مع قاتل الحسين؟ حول هذه ما أثير عن هذه الواقعة التاريخية يقول المؤرخ المسند النحوي المتفنن شمس الدين أبو عبدالله محمد بن علي بن محمد الشهير بابن طولون الدمشقي في سير أعلام النبلاء إن يزيد ابن معاوية لم يأمر ولم يرضى بقتل الحسين بل إنه لم يكن له علم بخروج الحسين إلى الكوفة، حيث قال علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: (قتل الحسين وأدخلنا الكوفة فلقينا رجل فأدخلنا منزله فألحفنا فنمت فلم أستيقظ إلا بحس الخيل في الأزقة فحملنا إلى “يزيد فدمعت عينه حين رآنا وأعطانا ما شئنا”). وقال يزيد: (والله ما علمت بخروج أبي عبد الله حين خرج ولا بقتله حين قتل) ثم استشار فقال النعمان بن بشير: يا أمير المؤمنين اصنع بهم ما كان يصنع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رآهم بهذه الحينة)، وأضاف ابن طولون أن يزيد عندما عرف بقتل الحسين بكى بكاء شديداً وبكى أهله حتى علت أصواتهم وأمر بصلب قاتل الحسين .
واعتبر الإمام أحمد بن حنبل أن يزيد بن معاوية من جملة الزاهدين الذين يقتدى بهم، فأدخل زيد بن معاوية يزيد في جملة الزهاد الذي ذكرهم في كتابه الزهد ، ونقل الإمام أحمد بن حنبل عن يزيد أنه كان يقول في خطبته : " إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل ، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه، ويعلق الفقيه المالكي أبو بكر بن العربي على هذا فيقول : وهذا دليل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده ( أي عند أحمد بن حنبل ) حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يُقتَدى بقولهم و يُرعوى من وعظهم ، و ما أدخله إلا َّ في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين