يثور التساؤل بين فرق من المسلمين حول حقيقة ما تدعيه بعض هذه الفرق من خصال لا تليق ببعض الصحابة، ومنها سب معاوية بن أبي سفيان، والزعم بأن معاوية ابن أبي سفيان كان يلعن علي بن أبي طالب ونفرا آخر من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم في قنوته. فهل يجوز سب أحد الصحابة ؟ وهل كان معاوية يلعن علي قنوته، وما هو حكم سب الصحابة أو الإساءة لهم؟ حول هذه الأسئلة تقول أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية إنه لا خلاف بين العلماء في أنه يحرم سب الصحابة رضوان الله عليهم؛ لقوله صلى الله عليه واله وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» وهو الحديث الذي رواه البخاري. وأشارت أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية إلى أن جمهور العلماء ذهب إلى أن من يسب أحدا من الصحابة بأنه فاسق
أما عن القول بأن معاوية كان يلعن في قنوته عليًا، وحسنًا، وحسينًا، وعبد الله بن عباس، والأشتر النخعي، فقد قال ابن كثير في البداية والنهاية أن هذه الواقعة لا تصح ولا يوجد دليل صحيح ثابت بذلك، وسيرة معاوية واخلاقه تستبعد هذه الشبه، وجاء في العقد الفريد من أن معاوية أخذ بيد الحسن بن علي في مجلس له، ثم قال لجلسائه: من أكرم الناس أباً وأماً وجداً وجدة؟ فقالوا: أمير المؤمنين أعلم .. فأخذ بيد الحسن وقال: هذا أبوه علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدته خديجة رضي الله عنها. وأما ما قيل من أن علياً كان يلعن في قنوته معاوية وأصحابه، وأن معاوية إذا قنت لعن علياً وابن عباس والحسن والحسين، فهوغير صحيح لأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أكثر حرصاً من غيرهم على التقيّد بأوامر الشارع الذي نهى عن سباب المسلم ولعنه.