تتصدر موعد ليلة القدر ومواعيد الليالي الوترية اهتمام بحث الأشخاص، في العشر الأواخر من رمضان، ومعرفة تاريخ كل ليلة وترية من تلك الليالي المُباركة.
وتعتبر ليلة القدر ليلة متحركة لم يُفصح عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين، وتُركت ليتحراها المؤمن فقط في الليالي الوترية وهي ليلة الواحد والعشرون من رمضان والثالث والعشرون والخامس والعشرون والسابع والعشرون والتاسع والعشرون.
موعد ليلة القدر
عُرفت ليلة القدر بكونها ليلة متحركة وليست ثابتة، لا أحد يستشعرها سوى المؤمن، حيث أخفاها الله تعالى عن العباد ليلتمسوها في العشر الأواخر، وكاد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُخبر المؤمنين بموعد ليلة القدر لولا جدالهم، حيث تجادلوا وارتفعت الأصوات، فخرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال لهم: 'لقد رُفعت، أوشكت أن أعلمها ولكنها رُفعت'. إذ أن الجدال والخلاف من الأفعال التي بغضها الله في تلك الليالي، واستشهد بما روي عن أنس بن مالك، قال: أخبرني عبادة بن صامت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج يُخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: 'إني خرجتُ لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان، فرُفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم التمسوها في السبع والتسع والخمس'.
علامات ليلة القدر
يُجب على المسلم أن يتحرى ليلة القدر في ليلة يوم السابع والعشرين من رمضان بشكل خاص، وفى الأيام الوتر من العشر الأواخر من رمضان بشكل عام، وعلاماتها لا تظهر إلا في صباح اليوم التالي لها. حيث تُعتبر أول علامات ليلة القدر في اليوم التالي تجد الشمس مطفئة أي ليست متوهجة كعادتها، ويعم الليل سكونا تاما بأن يخلو من نباح الكلاب، كما أن حالة الجو في ليلة القدر لطيف والحرارة منخفضة نسبيا عن باقي الأيام، فليحرص كل مسلم على ترديد دعاء 'اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا'.
دعاء ليلة القدر المستجابة
ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟ قالَ: تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي).
- (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
- (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي*وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي*وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي*يَفْقَهُوا قَوْلِي).
- (اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديْتَ وعافني فيمن عافيْتَ، وتولَّني فيمن تولَّيْتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيْتَ، وقِني شرَّ ما قضيْتَ، فإنَّك تقضي، ولا يُقضَى عليك، وإنَّه لا يذِلُّ من واليْتَ، ولا يعِزُّ من عاديْتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليْت).
- (اللهمَّ إياكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونَسجُدُ وإليكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكافرينَ مُلْحِقٌ اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ ولا نَكْفُرُكَ ونُؤمنُ بكَ ونخضعُ لك).
- (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرا).