تصدّرت اتفاقية الحبوب مؤشرات البحث في مصر خلال الـ24 ساعة الماضية، بعد إعلان الحكومة المصرية إقدامها على الانسحاب من اتفاقية تجارة الحبوب الدولية التابعة للأمم المتحدة والتي جرى العمل بها منذ عام 1995.
وأرجعت الحكومة قرار الانسحاب من اتفاقية الحبوب، أنه اتُخذ بعد تقييمات وزارة التموين والتجارة الداخلية، التي أفادت بأن الاتفاقية غير مُضيفة لمصر أي قيمة. خاصةً وأنها تُقر موارد محدودة لمصر لاستيراد مخزونها من الحبوب، في ظل التغيرات الاقتصادية الطارئة التي غيرت من بعض السياسات التي تتبعها الدول لتحقيق مصالحها خاصةً في الخمس عشر عاما الماضية.
تفاصيل انسحاب مصر من اتفاقية الحبوب
سعت الدولة في تأمين احتياجاتها من الحبوب على مدار العام الماضي، إلا أن ما طرأ في السوق الداخلي، بات أمرا واقعا انتهجت على إثره الحكومة نهج جديد، وهو تنويع مواردها من استيراد السلع الغذائية خاصةً بعد نقص العملة الدولارية.
وظلت الدولة المصرية أسيرة اتفاقية الحبوب التي تلزم الدولة وتُحجم مواردها من الحبوب بطرق محددة وموردين محددين، وبالتالي يعتبر تحجيما للإرادة السياسية التي تسعى بكل جهد لتوسيع دائرة مورديها لتجنب المشاكل التي تحدث بسبب خلال سلاسل الإمداد والتوريد كما حدث نتيجة الحرب الروسية. وفقا لخبراء اقتصاديين.
من ناحية أخرى، أكد الخبراء أنه بالانسحاب من الاتفاقية ستتمكن الدولة من استيراد القمح من مصادر جديدة مثل الهند بجانب روسيا، لأن مصر تدفع رسوم بموجب مشاركتها في الاتفاقية وبالتالي خروج مصر يعني تجنب دفع مثل هذه الرسوم التي لا فائدة منها.
انسحاب مصر من اتفاقية الحبوب
موعد الانسحاب الرسمي لمصر من اتفاقية الحبوب
حددت الحكومة المصرية موعد انسحابها اعتبارا من 30 يونيو المقبل، وذلك في إخطار وُقع يوم 13 فبراير الماضي للمجلس الدولي للحبوب وسكرتارية الاتفاقية، حيث تسمح بنود الاتفاقية للدول المنضوية تحت رايتها باتخاذ قرار الانسحاب.
ونصّت المادة رقم 29 من اتفاقية الحبوب، على أنه يجوز لأي عضو الانسحاب من هذه الاتفاقية في نهاية أي سنة مالية من خلال إرسال وتقديم إشعار مكتوبا بالانسحاب قبل 90 يوما.
ما هي اتفاقية الحبوب ؟
- هي اتفاقية عُقدت في لندن وبدأ العمل بها في 6 يوليو 1995 بين الحكومات والمنظمات الدولية التي أودعت صكوك التصديق أو القبول أو الموافقة أو الانضمام.
- تمت الاتفاقية بين مستوردين ومصدرين حبوب رئيسيين من الاتحاد الأوروبي وأمريكا.
- تعتبر هي المعاهدة الوحيدة التي تهتم بتجارة الحبوب.
- تتضمن اتفاقية الحبوب 34 مادة رئيسية وتتمثل أهدافها في تعزيز التعاون الدولي في جميع جوانب التجارة في الحبوب، وتشجيع التوسع في التجارة الدولية لتأمين أكبر تدفق ممكن لهذه التجارة، واستقرار أسواق الحبوب الدولية.
اتفاقية الحبوب
تأثير قرار انسحاب مصر من اتفاقية الحبوب
أرجع أساتذة اقتصاد انسحاب مصر من هذه الاتفاقية أنه لن يؤثر عليها على الإطلاق، لأن الدولة نجحت في تأمين احتياجاتها مؤخرا رغم الأزمة، واستيراد القمح من بلدان جديدة مثل الهند. وأن هناك أسباب وراء انسحاب مصر من اتفاقية الحبوب وهي:
- مصر تعتبر من أكبر مستوردي الحبوب على مستوى العالم وتعتمد بشكل رئيسي علي استيراد الحبوب من روسيا على وجه التحديد وبالتالي ترفض تحجيم مواردها.
- هناك صراعات راهن بين روسيا من جانب والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جانب آخر بخلاف وجود عقوبات اقتصادية متبادلة وبالتالي لم تجد مصر أي تأمين لاحتياجاتها من القمح من هذه الاتفاقية أو الحفاظ على مصالحها.
- كانت تشكل عبء مالي من خلال دفع رسوم الاشتراك في تلك الاتفاقيات.