ازداد البحث في الفترة الأخيرة، عما عرف بظاهرة الغليان الحراري، أو غليان الأرض، التي أثارت الجدل مؤخرًا، باعتبارها سبب التغيرات الجوية والمناخية، التي أدت إلى الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، والذي يشهده نصف الكرة الأرضية الشمالي، خلال فصل الصيف الحالي.
ويؤكد خبراء البيئة أن ظاهرة غليان الأرض، ناتجة من تضافر عدة ظواهر أخرى، مثل: ظاهرة النينيو، والقبة الحرارية، وخلال السطور التالية تعرف على هذه الظواهر، وأثر ذلك على الطقس في مصر.
يعاني الكثير من المصريين في الفترة الحالية من ارتفاع درجة الحرارة بجانب تقلبات جوية أثارت الحيرة من الحالة الجوية والتغيرات المناخية في الفترة الأخيرة، وتساءل الكثيرين عن الظواهر الجديدة التي تشهدها مصر في ظل هذا الارتفاع في درجات الحرارة.
ظاهرة غليان الأرض
سميت ظاهرة غليان الأرض، بهذا المصطلح نسبة إلى مرحلة الغليان نتيجة لارتفاع درجات الحرارة كما يحدث في أي سائل يوضع على النار ليصل إلى مرحلة الغليان، ويرجع تسمية المرحلة التي تحولت إليها الكرة الأرضية مؤخرًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن الكرة الأرضية تحولت من مرحلة الاحتباس الحراري إلى مرحلة الغليان العالمي.
وهذا نتيجة تسجيل ارتفاع في موجات الحر وزيادة حرائق الغابات عبر العالم على مدار الشهر الماضي ليسجل حرارة الجو أكثر حرارة من شهر يوليو في سنوات ما بين 1991 حتى 2020 بمقدار 0.72 درجة.
ومن المتوقع أن يكون هذا العام 2023 يحطم أرقام قياسية بحسب ما قاله مرصد كوبرنيكوس أن في نهاية عام 2023 الجو حار نسبيًا بسبب تطور ظاهرة نينيو والتي تكون ظاهرة دورية فوق المحيط الهادي وهذا بسبب ارتفاع درجة الحرارة بشكل إضافي.
ظاهرة غليان الأرض
نتيجة غليان الأرض
تتوقع الدراسات والتقارير العلمية أن هناك تطرفات مناخية في خلال الأعوام القادمة مما يجعل الحياة صعبة وبشكل كبير قاسية وهذا على جميع الكائنات الحية بمختلف أنواعها وليس البشر فقط، ونتيجة لذلك من المتوقع أن يزداد حرائق الغابات وزيادة الجفاف والتصحر وقلة المساحات الخضراء والمسطحات المائية.
كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زوبان الجليد للقطبين الجنوبي والشمالي مما يزيد من منسوب البحر وتزداد تأثير الاحترار القياسي على صحة الإنسان النفسية والجسدية، كما يؤثر على قابليته الإدراكية والانتاجية والسلوكية، مما يخل بطبيعة التوازن البيئي والحيوي وطبيعة الأشياء على كوكب الأرض.
غليان الأرض في عام 2023
يرجع غليان الأرض في هذا العام إلى تباطؤ دول العالم وبشكل أخص المتقدمة صناعيًا وتقاعسها عن حماية البيئة من الآثار الضارة نتيجة تطورها صناعيًا وذلك لتسببها بتسريع وتيرة الاحترار وارتفاع تراكيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
إذ أن الجشع الاقتصادي أدى إلى توجيه البشرية إلى خطر كبير، ويستمر سياسة عدم الاستماع من دول العالم المتقدمة وعدم المبالاة تمامًا بآثار ما تؤديه من كوارث وخطر وجودي يهدد البشرية، وهذا وفقًا ما ورد عن عضو الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة أيمن هيثم قدوري في لقاء صحفي.
ويعرف عصر غليان الأرض بأنه ارتفاع في درجات الحرارة يصل إلى أعلى من 50 درجة مئوية في أحدى الدول، والناتج عن تغير المناخ بسبب الأعمال البشرية، ويعتبر من الكوارث على الأرض، الذي يؤدي إلى صعوبة تنفس الهواء الحار مع تدهور المناخ.
أسباب غليان الأرض
يرجع ارتفاع درجات الحرارة إلى ظاهريتين وهما:
تحدث ظاهرة النينو كل سنتين إلى 7 سنوات وتستمر نوبات عادة من 9 إلى 12 شهر، وهي ارتفاع في درجة الحرارة في مياة البحر السطحية ولا يتناسب مع الفترة الزمنية، وهي بدأت بالفعل على المحيط الهادي.
تتواجد ظاهرة القبة الحرارية في مصر و8 دول عربية وهي تعني أن طبقات الجو العليا والتي تسمى الستراتوسفير تقل فيها درجة الحرارة لتكون باردة بينما الطبقات الجو السفلى والتي تسمى التروبوسفير تكون درجة الحرارة مرتفعة بما يؤدي إلى فرق في درجات الحرارة مما يجعل هناك طبقتين.
وتعتبر عملية ديمناميكية تسمى التسخين تحت الضغط مما يرتفع الهواء إلى أعلى مما يصطدم بالشمس لتزداد سخونة مما يجعله ينزل مرة أخرى إلى الطبقة السفلى بسبب الضغط.
الآثار المترتبة على مصر
أوضح الدكتور عبد المسيح سمعان أستاذ بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس في حواره مع برنامج 'صباح الخير يا مصر' الثلاثاء الماضي أن من الجيد أن مصر ليس بها فضيانات أو سيول لكن تعاني من ارتفاع درجات الحرارة.
وهذا وقد شهد شهر يوليو الماضي أعلى ارتفاع درجات حرارة الأرض نتيجة القبة الحرارية، وأكد أنه يجب اتخا1 إجراءات لخفض الانبعاثات لتقليل الارتفاع في درجة الحرارة، بجانب استخدام طاقة جديدة ومتجددة مثل طاقة الشمس والرياح والهيدروجين الأخضر.
غليان الأرض في مصر
من المتوقع أن يؤدي عصر غليان الأرض في مصر إلى ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة وموجات حرارية شديدة في فصول مختلفة وظواهر جوية عنيفة وتأثير التغيرات المناخية العنيفة، وتغيرات في الأنماط المناخية المعتادة في الفصول المختلفة، وتغيرات في درجات الحرارة لتكون أعلى من معدلاتها الطبيعية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
