عاد محمد الدرة مُجددًا لمشهد الحرب والانتفاضة والقصف، بعد مرور 23 عامًا على الانتفاضة الفلسطينية عام 2001، الذي تصدّر فيها الطفل الصغير خلفية أعمال اليهود الوحشية ضد المدنيين في فلسطين.
مشهد محمد الدرة الطفل الذي احتمى بوالده تحت وابل رصاص قوات جيش اليهود لم يغب عن الأذهان، فالوالد (جمال) الذي فقد نجله أمام عينيه بعد 23 عاما يفقد أشقائه ومنزله تحت القصف، وتحوله إلى ركام يأوي أشلاء شقيقيه.
والد محمد الدرة
مرت 23 عاما على والد محمد الدرة وجرحه لم يندمل بعد حيث كان يحي ذكرى استشهاد نجله الشهر الماضي، ليفقد شقيقيه في القصف أمس، ويلحقوا بنجله محمد بعد 23 عاما من وفاته، وسط مئات من الأسر التي توفيت مع بعضها جراء القصف الإسرائيلي.
كتب والد محمد الدرة جمال الدرة على صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك»: استشهاد أخي نائل الدرة وزوجته، وأخي إياد الدرة وابنته البالغة من العمر 13 عاما.
محمد الدرة
محمد الدرة
يعتبر الطفل محمد الدرة أيقونة المقاومة الفلسطينية، التي تربّى عليها أجيال باتوا كبار اليوم، يحملون السلاح بدلا من الحجارة، ويرهبون أعدائهم قصفًا وليس سيرًا في الشوارع، ويواجهون القذائف بالنيران. والدبابات بالصواريخ.
عاد الطفل محمد الدرة مرة أخرى لتواسي سيرته أهالي الأطفال الذين فُقدوا بالآلاف خلال الساعات الماضية نتيجة القصف الجنوني على قطاع غزة، والذي يساوي حجم ربع قنبلة نووية كما صرّح رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
قصف منزل محمد الدرة
تم قصف منزل والد محمد الدرة وروى تفاصيل ما حدث لعائلته واستشهاد شقيقيه وابنة شقيقه .. منها : «الجمعة الماضية، وتحديدا خلال صلاة الفجر كنت في المنزل رفقة زوجتي وأبنائي وأحفادي، وفجأة سمعنا أصوات قصف قوية هزت الأرض شعرنا وكأن زلزالا يضرب قطاع غزة، وجدنا الجيران يركضون خارج منازلهم، دعني أكون دقيقا من استطاع الهروب من منزله خرج إلى الحارة».
وأكد أن أسر كاملة من جيرانه استشهدت بالكامل، مثل عائلة أبو شبارة التي استشهد منها أطفال وأمهات وعائلة أبو لاشين التي فقدت 16 من أبنائها جراء القصف.