بعد أن خاضت مصر مفاوضات عديدة مع إثيوبيا لتقنين آلية عمل سد النهضة والالتزام بحصة الدولة المصرية من مياه نهر النيل، الذي يُعد شريان حياة وأمن قومي للبلاد. إلا أنها أعلنت أخيرًا فشل المفاوضات رسمياً.
أعلنت مصر فشل مفاوضات سد النهضة للمرة الأولى منذ 10 سنوات، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها في الدفاع عن أمنها المائي والقومي إذا تعرض للضرر، ما يوحي بأن أي تفاوض سابق خلال السنوات الماضية، ما هو إلا «خديعة» من الجانب الإثيوبي وتضييع للوقت في صالح إتمام الملء الرابع لـ سد النهضة والدخول في المرحلة الخامسة.
خديعة مفاوضات سد النهضة
جاء الخداغ الإثيوبي في مفاوضات سد النهضة، في الوقت الذي كانت تلتزم فيه الدولة المصرية باتخاذ الإجراءات القانونية واتباع المعاهدات الدولية، والتحرك نحو قرارات مجلس الأمن، إلا أن الأخير أيضا أثبت فشله في حل العديد من الملفات الإقليمية الهامة على طاولته، وأبرزها أزمة قطاع غزة.
وازداد بحث المصريين عن سد النهضة اليوم ومنذ إعلان مصر انتهاء الجولة الرابعة والأخيرة من مفاوضاتها مع السودان وإثيوبيا، مُعلنة فشل الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق.
البيان المصري بفشل مفاوضات سد النهضة
تضمّن بيان لـ وزارة الموارد المائية والري أمس الثلاثاء والذي وصفه الخبراء بأنه تغييرا جذريا في إدارة الملف رغم الظروف السياسية الطارئة على المنطقة وتخدم الجانب الإثيوبي..
على الآتي:
- لم يسفر الاجتماع عن أية نتيجة نظرًا لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث.
- تمادي إثيوبيا في النكوص عما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة.
- بات واضحًا عزم الجانب الإثيوبي على الاستمرار في استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض ..
- والتفاوض بغرض استخلاص صك موافقة من دولتي المصب على التحكم الإثيوبي المطلق في النيل الأزرق بمعزل عن القانون الدولي.
- على ضوء هذه المواقف الإثيوبية تكون المسارات التفاوضية قد انتهت.
- أكدت مصر أنها سوف تراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة.
- مصر تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حاله تعرضه للضرر.
ماذا قال الخبراء عن مصير مياه النيل في مصر؟
أكد عباس الشراقي أستاذ الجيولوجيا وخبير الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الخطوة المُقبلة التي ستُقدم عليها مصر بعد إعلانها فشل مفاوضات سد النهضة، هي تقديم مذكرة إلى مجلس الأمن تكشف فيها مخاطر الكمية المحجوزة حاليا بالسد والمقدرة بـ41 مليار متر مكعب.
وأضاف في تصريحات له، أنه على مجلس الأمن اتخاذ قرار بتوقف عملية الملء الخامس قبل بدئها الفترة المُقبلة، مؤكدًا أن إثيوبيا لا ترغب في حل أزمة سد النهضة لأنها تريد الاستيلاء على مياه نهر النيل.
هل القانون الدولي في صالح حرب مصر لحماية أمنها المائي ؟
أكد خبراء موارد مائية، أن مصر بعد التزامها الفترات الماضية باتباع قواعد الفصل السادس المتعلقة بالمفاوضات. لكن القانون الدولي يمنحها حق الدفاع عن أمنها المائي والقومي.
ومن المتوقع أن تتبع مصر الفترة المُقبلة المادة 51 من القانون الدولي في الفصل السابع والخاص بحق الدفاع الشرعي.
وأكد الخبراء أنه في حال انهيار السد بشكل جزئي أو كلي، سيقع الضرر الرئيسي على السودان في المقام الأول.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
