فيما يبدو اقتصار المنافسة في المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم على مواجهتين بين الكرة الألمانية ونظيرتها الفرنسية أمرا جديدا على البطولة ، ما زال المرشح الأقوى للفوز باللقب وجها مألوفا وهو بايرن ميونخ الألماني.
وقبل عام واحد فقط ، وبالتحديد في 16 أغسطس 2019 ، افتتح بايرن حملة الدفاع عن لقبه في الدوري الألماني (بوندسليجا) بتعادل مخيب للآمال 2 / 2 مع ضيفه هيرتا برلين.
والآن أصبح الفريق هو المرشح الأبرز للفوز بلقب دوري الأبطال الأوروبي خاصة وأنه الوحيد من بين الفرق التي بلغت المربع الذهبي للبطولة هذا الموسم الذي سبق له الفوز باللقب الأوروبي.
ويشهد المربع الذهبي للبطولة مواجهتين بين الكرة الألمانية ونظيرتها الفرنسية حيث يلتقي لايبزج الألماني فريق باريس سان جيرمان الفرنسي غدا الثلاثاء في مواجهة بين فريقين في غاية الطموح وذلك في أولى مباراتي المربع الذهبي ثم يلتقي بايرن فريق ليون الفرنسي بعد غد الأربعاء في المباراة الثانية بهذا الدور.
ويصعد الفائز في كل من المباراتين إلى المباراة النهائية يوم الأحد المقبل.
ويتطلع بايرن إلى اجتياز عقبة ليون بعد غد ثم الفوز بالنهائي ليحرز لقب البطولة للمرة السادسة في تاريخه واستكمال الثلاثية (دوري وكأس ألمانيا ودوري الأبطال الأوروبي) للمرة الثانية في تاريخ النادي البافاري حيث سبق له أن حقق هذه الثلاثية مرة واحدة فقط في 2013 بقيادة مدربه الأسبق يوب هاينكس.
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت ، وذلك في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي ، "في بروكسل وعلى أرض الملعب - ألمانيا وفرنسا هما محركا أوروبا".
وتقام مباريات الأدوار النهائية في البطولة الأوروبية هذا الموسم بنظام دورة مجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونة وذلك بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.
ويخلو المربع الذهبي للبطولة هذا الموسم من ممثلي أكبر ثلاث دوريات في أوروبا وهي الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي علما بأن ممثلي هذه الدوريات حصدوا فيما بينهم 43 من 64 لقبا في تاريخ دوري الأبطال حتى الآن.
وبخلاف بايرن ، لم يسبق لأي فريق آخر في المربع الذهبي للبطولة الحالية أن بلغ نهائي البطولة.
وحل هانزي فليك مكان الكرواتي نيكو كوفاتش في تدريب بايرن بداية من تشرين ثان/نوفمبر الماضي بعدما غاب التوفيق والحظ عن كوفاتش لبعض الوقت.
ومنذ أوائل كانون أول/ديسمبر الماضي ، قاد فليك الفريق للحفاظ على سجله خاليا من الهزائم في 28 مباراة متتالية حيث حقق الفوز في 27 منها وتعادل في مباراة واحدة كانت أمام لايبزج.
وبعد هذا التعادل السلبي مع لايبزج ، حقق بايرن الفوز في جميع المباريات الـ19 التي خاضها في مختلف البطولات ومنها 13 مباراة منذ استئناف الفعاليات الرياضية في أيار/مايو الماضي بعد فترة التوقف لمدة شهرين بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.
وخلال هذا الموسم ، سجل بايرن 155 هدفا في مختلف البطولات وبلغ الفريق المربع الذهبي لدوري الأبطال بجدارة وبعد الفوز الكاسح على برشلونة الإسباني 8 / 2 يوم الجمعة الماضي في دور الثمانية للبطولة.
ومن المؤكد أن بايرن ، رغم توخيه الحذر قبل هذه المواجهة ، لا يخشى ليون أيضا حيث سبق وأن التقاه في المربع الذهبي للبطولة أيضا عام 2010 وفاز عليه 1 / صفر ذهابا في ميونخ ثم 3 / صفر في ليون إيابا.
وضاعف الفوز الكاسح على برشلونة يوم الجمعة الماضي من معنويات وثقة بايرن قبل المباراة أمام ليون والتي يعتبرها إحدى خطوتين متبقيتين له في الطريق لاستكمال الثلاثية.
وحذر فليك لاعبيه من التمادي في الاحتفال بالفوز على برشلونة قائلا : "إنها مباراة واحدة. انتهت بالفوز 8 / 2 . المباراة القادمة ستبدأ من الصفر".
وقال توماس مولر مهاجم بايرن : "لسنا هنا للفوز بدور الثمانية. نحن هنا للفوز بلقب البطولة. عليك أن تتوخى الحذر بعد مثل هذه الانتصارات".
ويواجه ليون مهمة عصيبة في مباراته المقبلة أمام بايرن ولكن الفريق لن يستسلم لليأس أو الخوف لاسيما وأنه أطاح بيوفنتوس الإيطالي ومهاجمه البرتغالي الفذ كريستيانو رونالدو من دور الستة عشر للبطولة ثم أطاح بمانشستر سيتي ومدربه الشهير جوسيب جوارديولا من دور الثمانية بالفوز عليه 3 / 1 أمس الأول السبت.
وقال رودي جارسيا المدير الفني لليون : "ثقتنا تتزايد. ولكننا نحتاج الآن إلى تحقيق نتيجة صادمة أمام بايرن مثلما فعلنا أمام يوفنتوس ومانشستر سيتي... أتمنى أن نستطيع الوصول للنهائي".
وقال موسى ديمبلي لاعب ليون ، والذي شارك في وسط المباراة وسجل الهدفين الثاني والثالث في مرمى مانشستر سيتي أمس الأول السبت ، : "بايرن فريق قمة. شاهدنا مباراته أمام برشلونة. إنه فريق كبير. علينا التأكد من جاهزيتنا لهذه المواجهة".
وجاء القرار بعدم استكمال الموسم بالدوري الفرنسي لينهي ليون الموسم في المركز السابع بالدوري المحلي ويصبح الفوز بلقب دوري الأبطال هذا الموسم هو الأمل الوحيد المتبقي لديه لضمان المشاركة الأوروبية في الموسم المقبل علما بأن ليون لم يتغيب عن المشاركات الأوروبية على مدار آخر 20 عاما.
ولكن باريس سان جيرمان ، الذي توج بلقب الدوري الفرنسي رغم عدم إكمال الموسم ، لا يطمح الآن إلا للفوز بلقب دوري الأبطال الأوروبي ليؤكد مكانته بين صفوة الأندية الأوروبية خاصة مع الاستثمارات الهائلة التي بثها ملاكه القطريون لبناء فريق يضم العديد من أبرز نجوم العالم مثل المهاجمين البرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسي الشاب كيليان مبابي ونجم الوسط الإيطالي المتألق ماركو فيراتي.
وينظر إلى سان جيرمان دائما بأنه فريق يعتمد على مهارات لاعبيه الفردية أكثر من العمل الجماعي واللعب كفريق ، ولكن نيمار ورفاقه قدموا عودة قوية اتسمت بروح الفريق في مباراتهم بدور الثمانية للبطولة ليقلب الفريق تأخره بهدف نظيف أمام أتالانتا الإيطالي إلى فوز ثمين 2 / 1 بفضل هدفين في اللحظات الأخيرة من المباراة.
وجاء هذا الفوز المثير في يوم 12 آب/أغسطس يوم احتفال النادي الباريسي بمرور 50 عاما على تأسيسه في 1970 .
والآن ، يرغب الفريق في الفوز باللقب بعدما بلغ المربع الذهبي للمرة الثانية فقط في تاريخه حيث كانت الأولى قبل ربع قرن من الزمان وبالتحديد في 1995 .
وقال أندير هيريرا لاعب خط وسط سان جيرمان : "الجميع يحتاج لنفس الشيء ، ويدفع في نفس الاتجاه".
وأشار نيمار إلى أن الفوز على أتالانتا كان من بين أبرز ثلاث مباريات في مسيرته الكروية حتى الآن.
وقال اللاعب البرازيلي بثقة : "ما من أحد سيمنعني من أن أقول إننا سنلعب على اللقب".
ويستعيد توماس توخيل المدير الفني لباريس سان جيرمان إلى صفوف الفريق اللاعب الأرجنتيني آنخل دي ماريا بعدما غاب أمام أتالانتا للإيقاف كما ينتظر أن يكون فيراتي جاهزا لخوض اللقاء بعد تعافيه من الإصابة التي حرمته أيضا من مباراة أتالانتا.
وفي المقابل ، يحيط الغموض بمشاركة حارس المرمى الكوستاريكي كيلور نافاس مع الفريق في هذه المباراة بعد الإصابة العضلية التي تعرض لها في مباراة أتالانتا وأدت لاستبداله قبل نهاية اللقاء.
ويسعى يوليان نجلسمان /33 عاما/ المدير الفني للايبزج ، وأصغر مدرب في البطولة ، إلى تقديم عرض قوي آخر أمام سان جيرمان بعدما تغلب بجدارة على أتلتيكو مدريد الإسباني 2 / 1 في دور الثمانية للبطولة.
وهذه هي المرة الأولى التي يخوض فيها لايبزج المربع الذهبي علما بأنها المشاركة الثانية فقط للفريق في دوري الأبطال منذ تأسيس النادي في 2009 على يد شركة "ريد بول" لمشروبات الطاقة.
وتغلب لايبزج على رحيل مهاجمه وهدافه الخطير تيمو فيرنر إلى تشيلسي الإنجليزي بمجرد انتهاء الموسم المحلي بألمانيا وعدم خوض الأدوار النهائية لدوري الأبطال مع الفريق.
ويتسم لايبزج برغبة كبيرة في البقاء بالعاصمة البرتغالية لشبونة حتى يوم الأحد المقبل لخوض النهائي على استاد "دا لوز" أو "النور" وهو نفس الملعب الذي بدأ عليه الفريق مشواره بالبطولة هذا الموسم عندما فاز 2 / 1 على بنفيكا البرتغالي في دور المجموعات.
وقال ناجلسمان : "باريس سان جيرمان فريق رفيع المستوى مع مدرب من الدرجة الأولى. سنحتاج إلى منحه 100 في المئة ، لكننا نتطلع إلى المباراة وسنخوضها بحافز ودافع كبيرين".