تعود عجلة بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم للدوران من جديد بعد توقف دام أكثر من سبعة أشهر بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، حيث ينطلق المربع الذهبي للمسابقة القارية غدا السبت.
ومنذ انتهاء مباريات دور الثمانية للبطولة في بداية الأسبوع الثاني من مارس الماضي، توقفت المسابقة بعد تفشي الفيروس في قارة أفريقيا، حيث كان مقررا أن يبدأ الدور قبل النهائي في مطلع مايو الماضي، على أن تقام المباراة النهائية في أواخر نفس الشهر، غير أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) قرر استئناف البطولة في منتصف أكتوبر الحالي بعد سلسلة من التأجيلات، فيما يجرى النهائي في السادس من الشهر القادم.
ويلتقي الوداد البيضاوي المغربي مع ضيفه الأهلي المصري غدا في ذهاب الدور قبل النهائي للبطولة، فيما يواجه الرجاء البيضاوي المغربي ضيفه الزمالك المصري بعد غد الأحد.
للمرة الأولى في تاريخ البطولة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1964، يقتصر الدور قبل النهائي على الأندية المصرية والمغربية، فيما تعد هذه هي النسخة الرابعة التي يحمل المربع الذهبي لدوري أبطال أفريقيا الصبغة العربية منذ بدء النظام الجديد للمسابقة قبل 23 عاما، وذلك بعد أعوام 2005 و2007 و2017.
وبذلك، ضمنت الكرة العربية تتويجا جديدا في البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في القارة السمراء للنسخة الرابعة على التوالي، بعدما فاز الوداد باللقب عام 2017، والترجي التونسي عامي 2018 و2019.
ربما تشهد النسخة الحالية للبطولة حدثا استثنائيا، بأن يكون طرفا المباراة النهائية من نفس البلد، حال تأهل الأهلي والزمالك أو الرجاء والوداد للدور النهائي، الذي سيجرى من لقاء واحد للمرة الأولى في تاريخ المسابقة، بدلا من إقامتها بنظام مباراتي الذهاب والعودة، كما جرت العادة في النسخ الماضية.
وبعدما التقيا في نهائي 2017، يعود الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد ثمانية ألقاب، لمواجهة الوداد البيضاوي في مواجهة متكافئة بينهما.
وسبق للفريقين أن التقيا في 8 مواجهات، حيث حقق كل فريق انتصارين على الآخر، في حين فرض التعادل نفسه على 4 لقاءات، وسجل كل فريق 8 أهداف في مرمى الآخر، وهو ما يعكس مدى الندية التي تحظى بها مباريات الفريقين.
رغم ذلك، فإن الوداد تمكن من التتويج بلقبه الثاني في دوري الأبطال، بفوزه على الأهلي في النهائي قبل 3 أعوام، حيث تعادلا 1 / 1 بملعب برج العرب في الإسكندرية ذهابا، قبل أن يفوز الفريق المغربي 1 / صفر في لقاء الإياب على ملعبه.
وقام كلا الفريقين بتغيير مدربيهما قبل أيام قليلة من معاودة البطولة لنشاطها، حيث استعان الوداد بالأرجنتيني ميجيل آنخيل جاموندي، بعد إقالة الإسباني خوان كارلوس جاريدو بسبب سوء النتائج، فيما اتخذت إدارة الأهلي قرارا أثار بعضا من الجدل، بعدما تعاقدت مع الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، المدرب السابق لفريق صن داونز، خلفا للسويسري رينيه فايلر، ليصبح أول مدرب من القارة السمراء يتولى قيادة نادي القرن في أفريقيا.
يطمح الوداد لمصالحة جماهيره ورسم البسمة مرة أخرى على وجوهها، بعد خيبة الأمل التي لحقت بها عقب خسارته لقب الدوري المغربي يوم الأحد الماضي، بعدما حل في المركز الثاني بترتيب المسابقة، بفارق نقطة وحيدة خلف غريمه التقليدي الرجاء الفائز بالبطولة.
كما يأمل الوداد، الذي حصل على البطولة عامي 1992 و2017، في اجتياز عقبة الأهلي من أجل المضي قدما في المسابقة، وتعويض إخفاقه في التتويج بالنسخة الماضية لدوري الأبطال، بخسارته أمام الترجي التونسي في النهائي عام 2019.
يفتقد الوداد إثنين من عناصره الأساسية أمام الأهلي وهما محمد الناهيري وأيوب الكعبي، اللذين يتقاسمان صدارة هدافي الفريق في المسابقة برصيد 4 أهداف.
رحل الناهيري إلى صفوف العين السعودي هذا الشهر، بعد انتهاء عقده مع الوداد، فيما تمنع لوائح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) مشاركة الكعبي، الذي عاد لصفوف الوداد مؤخرا بعد فترة احتراف قصيرة في الصين، حيث يتعين أن يتم قيده من جديد رغم مشاركته مع الفريق بالأدوار الأولى للبطولة قبل رحيله إلى الخارج.
وتحوم الشكوك أيضا بشأن مشاركة ثنائي الدفاع الإيفواري الشيخ إبراهيما كومارا وأشرف داري، رغم تعافيهما من الإصابة التي أبعدتهما عن الوداد فترة طويلة، حيث يظل تواجدهما مع الفريق خلال اللقاء مرهونا بمدى استعادة لياقتهما بالكامل.
يمتلك الوداد العديد من اللاعبين الأكفاء في مختلف الخطوط، يأتي في مقدمتهم كازادي كاسينجو مهاجم منتخب الكونغو الديمقراطية ويحيى جبران، اللذان تقاسما صدارة هدافي الفريق في الدوري المغربي برصيد 8 أهداف.
وتضع جماهير الوداد آمالا كبيرة أيضا في بديع أووك وإسماعيل الحداد وصلاح الدين السعيدي وأيمن الحسوني ووليد الكرتي لتهديد مرمى الأهلي خلال اللقاء، حيث سبق للأخير أن سجل هدفين في شباك الفريق الأحمر.
كان الوداد قد حجز بطاقة التأهل للدور قبل النهائي بدوري الأبطال، عقب اجتيازه عقبة النجم الساحلي التونسي بدور الثمانية، حيث تغلب عليه 2 / 1 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.
من جانبه، يعاني الأهلي من غياب عدد كبير من نجومه، في مقدمتهم محمود عبدالمنعم (كهربا)، الذي أصيب في لقاء الفريق الأخير بالدوري المصري أمام بيراميدز يوم الأحد الماضي، حيث أشارت تقارير إخبارية إلى صعوبة لحاقه باللقاء.
كما يغيب عن الأهلي رامي ربيعة ومحمود متولي للإصابة أيضا، وكذلك حارس المرمى شريف إكرامي واللاعب الشاب رمضان صبحي، اللذان رحلا لصفوف بيراميدز، فيما استعاد خدمات حارس مرماه الأساسي محمد الشناوي والمدافع أيمن أشرف بعد شفائهما من الإصابة.
يطمع الأهلي في تكرار فوزه على الوداد بملعبه، بعدما سبق أن انتصر عليه 1 / صفر بالمغرب في مرحلة المجموعات بنسخة البطولة عام 2016، غير أن ذلك يبدو صعب المنال، بالنظر إلى نتائج الفريق غير الجيدة خارج ملعبه بالنسخة الحالية للمسابقة.
اكتفى الأهلي بتحقيق فوز وحيد فقط في مبارياته الخمس التي خاضها بعيدا عن قواعده هذا الموسم، حينما تغلب 2 / صفر على مضيفه كانو سبورت الغيني الاستوائي (المتواضع) بدور الـ32.
ويعول موسيماني خلال لقاء الغد على عدد من الأوراق الرابحة من بينها الظهير الأيسر التونسي الدولي علي معلول والمحترف النيجيري جونيور أجايي والمهاجم السنغالي أليو بادجي وكذلك الجناح حسين الشحات، متصدر ترتيب هدافي الفريق في البطولة برصيد 5 أهداف، بالإضافة لعمرو السولية والمالي أليو ديانج ثنائي وسط الملعب.
اكتسب الأهلي قوة دفع جيدة قبل استئناف مشواره في البطولة، التي غاب لقبها عن خزائنه لمدة 7 أعوام، بعدما توج بلقب الدوري المصري هذا الموسم للمرة الثانية والأربعين في تاريخه والخامسة على التوالي، معززا رقمه القياسي كأكثر الفرق فوزا بالبطولة المحلية.
سجل الأهلي ظهوره السادس عشر في قبل نهائي البطولة، عقب فوزه 3 / 1 على صن داونز الجنوب أفريقي في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بدور الثمانية، ليثأر من خسارته 1 / 5 أمام منافسه في مجموع مباراتي الدور ذاته بنسخة البطولة الماضية.
يذكر أن الوداد حقق 3 انتصارات فقط خلال 13 مواجهة أمام الأندية المصرية، مقابل 4 تعادلات و6 هزائم، بينما واجه الأهلي فرق المغرب في 21 لقاء، حقق خلالها 7 انتصارات و8 تعادلات و6 هزائم.
وبعد غياب 18 عاما عن مواجهتهما الوحيدة في دوري الأبطال، يعود الرجاء البيضاوي لمواجهة الزمالك، والأمل يحدو الفريقين في مواصلة مسيرتهما بالمسابقة.
وتوج الزمالك بلقبه الخامس والأخير في دوري الأبطال، عقب فوزه 1 / صفر على منافسه المغربي في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بنهائي نسخة البطولة عام 2002.
وينعم الرجاء، المنتشي بحصوله على لقب الدوري المغربي للمحترفين هذا الموسم للمرة الثانية عشر في تاريخه والأولى منذ موسم 2012 / 2013، بالاستقرار الفني في ظل تواجد مدربه جمال السلامي على رأس القيادة الفنية للفريق منذ تشرين ثان/نوفمبر الماضي.
ويقدم الرجاء، الذي توج بدوري الأبطال أعوام 1989 و1997 و1999، موسما رائعا مع السلامي، حيث يطمح الفريق للحصول على الثلاثية هذا العام.
بخلاف تتويجه بالدوري المحلي وبلوغه المربع الذهبي للمسابقة القارية، فقد تأهل الرجاء للدور قبل النهائي للبطولة العربية للأندية (كأس الملك محمد السادس)، حيث خسر ذهابا صفر / 1 أمام الإسماعيلي المصري، قبل أن تتوقف المسابقة قبل لقاء الإياب بالمغرب بسبب فيروس كورونا.
مازالت الأمور غير واضحة بشكل كامل بشأن مشاركة المهاجم فابريس نجوما مع الرجاء في المباراة، بعدما تعرض للإصابة خلال لقاء منتخب بلاده الكونغو الديمقراطية الودي مع المغرب يوم الثلاثاء الماضي، فيما تأكد غياب حميد أحداد بعد انتهاء فترة إعارته مع الفريق المغربي، ليعود مرة أخرى لصفوف فريقه الزمالك، لكنه بطبيعة الحال لن يشارك مع الفريق الأبيض.
يضم الرجاء مجموعة من اللاعبين الذين يمتلكون القدرة على قلب المعطيات في أي لحظة مثل سفيان رحيمي ومحسن متولي، وعبدالإله الحافيظي، الذي أحرز هدفي الفريق في مباراة التتويج بالدوري المغربي أمام الجيش الملكي، وعمر العرجون وبدر بانون، ومن خلفهم الحارس أنس الزنيتي، الذي لعب دورا هاما في قيادة الرجاء نحو الدور قبل النهائي، خاصة بعد تألقه اللافت أمام تي بي مازيمبي الكونغولي الديمقراطي في إياب دور الثمانية للبطولة.
يتصدر بانون قائمة هدافي الرجاء في البطولة برصيد 5 أهداف، متفوقا بفارق هدف على أقرب ملاحقيه محسن متولي، فيما يحتل سفيان رحيمي وأيوب نناح المركز الثالث بثلاثة أهداف.
واجه الرجاء الفرق المصرية في 8 مباريات بمختلف المسابقات الأفريقية، حقق خلالها انتصارين وخسارتين و4 تعادلات، على عكس الزمالك، الذي يتمتع بتفوق كاسح على منافسيه من الأندية المغربية في لقاءاته السابقة بالبطولات القارية.
خلال 19 مباراة أمام فرق المغرب، حقق الزمالك 11 فوزا و5 تعادلات، ولم يتلق سوى 3 هزائم فقط، وأحرز لاعبو الفريق الأبيض 27 هدفا خلال تلك المواجهات، فيما تلقت شباكه 13 هدفا.
توج الزمالك بثلاثة ألقاب قارية على حساب الفرق المغربية، حيث حصل على كأس السوبر الأفريقي عام 2003 أمام الوداد البيضاوي، وكأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية الأفريقية) العام الماضي بفوزه بركلات الترجيح على نهضة بركان في النهائي، بخلاف انتصاره على الرجاء في نهائي دوري الأبطال.
تعد هذه هي المواجهة الثالثة للزمالك أمام الأندية المغربية في قبل نهائي دوري الأبطال، حيث كان اللقاء الأول أمام الجيش الملكي في نسخة المسابقة عام 1985، لكنه خرج بركلات الترجيح، فيما كانت المواجهة الثانية بالبطولة عام 2016، وصعد للنهائي بفوزه 6/5 على الوداد في مجموع المباراتين.
تبدو جميع الأوراق الرابحة للزمالك جاهزة تماما للقاء، حيث تعززت قائمة الفريق بعودة ظهير الأيسر المخضرم محمد عبدالشافي، الذي انضم لبعثة الفريق التي اتجهت للمغرب، بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن الفريق لمدة تزيد عن الشهر ونصف الشهر.
يضم الزمالك قوة هجومية لا يستهان بها في ظل تألق مصطفى محمد والمحترف المغربي الدولي أشرف بنشرقي، اللذين يتقاسمان صدارة هدافي الفريق في البطولة هذا الموسم برصيد 6 أهداف، بالإضافة إلى الجناح الأيمن أحمد سيد زيزو وصانع الألعاب يوسف أوباما، فيما يشكل ثنائي خط الوسط الدفاعي المكون من التونسي الفرجاني ساسي وطارق حامد، صمام أمان للفريق المصري.
واقتنص الزمالك بطاقة التأهل لقبل النهائي للمرة العاشرة في تاريخه بعدما أطاح بالترجي من دور الثمانية، حيث تغلب عليه 3 / 2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، فيما يرغب الفريق الأبيض في مواصلة تألقه على الصعيد القاري، بعد فوزه بالكونفدرالية العام الماضي وكأس السوبر الأفريقي في شباط/فبراير الماضي، من خلال تتويجه بدوري الأبطال.
يتمتع الزمالك بخبرة اللعب في مثل هذه المواعيد الكبرى، ففي المرات التسع التي تأهل خلالها للمربع الذهبي للبطولة، تمكن الفارس الأبيض من بلوغ النهائي سبع مرات، كان آخرها عام 2016.
على غرار الأهلي والوداد، قام الزمالك بتغيير مديره الفني قبل أيام قليلة من استئناف المعركة الأفريقية، حيث قرر الفرنسي باتريس كارتيرون الرحيل عن الفريق بشكل مفاجيء في منتصف الشهر الماضي، لقيادة فريق التعاون السعودي، ليتولى البرتغالي جايمي باتشيكو مسؤولية الفريق حاليا.