أفادت تقارير إنجليزية، اليوم الخميس، بانطلاق دعوة جديدة من الدنمارك تتضمن في محتواها مقاطعة بطولة كأس العالم 2022، والتي تستضيفها قطر في الفترة من 21 نوفمبر حتى 18 ديسمبر.
ووفقا لما جاء في صحيفة الإندبندنت، قام الدنماركي كاسبر فيشر، بتقديم عريضة إلى برلمان بلده يطالبه فيها، بحث المنتخب الوطني لكرة القدم على مقاطعة نهائيات كأس العالم التي تقام في قطر العام المقبل.
وأضافت أن عريضة فيشر تأتي احتجاجا على أوضاع حقوق الإنسان السيئة في الدولة الخليجية المضيفة، وكذلك على فساد الفيفا، والتي قال فيها: "لا نعتقد أننا، كدولة ديمقراطية تسعى جاهدة للارتقاء إلى مستوى حقوق الإنسان العالمية، ويمكننا الاستفادة من مشاركة بعض أبرز اللاعبين الرياضيين في البلاد في النهائيات".
وأكدت الإندبندنت، أنه إذا تمكن فيشر من الحصول على 50 ألف توقيع بحلول 8 يونيو، يجب مناقشة مشاركة الدولة في كأس العالم قطر 2022 في البرلمان الوطني ولكن وحتى الآن، حصل فيشر على توقيع 7 آلاف شخص على العريضة.
ومن جانبه، قال فيشر في تصريحاته لـ "الإندبندنت": "سأكون مندهشاً إذا وصلنا إلى 50 ألف توقيع، أكثر مما لو لم نصل إليه مشيرًا أن التوقيعات الخمسين ألف لم تكن الهدف في حد ذاتها، وكان الهدف هو تسليط الضوء على مدى إشكالية عقد ثاني أكبر حدث رياضي في العالم بقطر".
وأيد كارستن هونغ من حزب الشعب الاشتراكي، الحاجة إلى أي نقاش برلماني بغض النظر عن نتائج العريضة، قائلاً للصحيفة، إن ذلك سيسمح لوجهة نظر الدنمارك "أن تُرى وتُسمع" في قطر، مضيفًا أنّه حتى لو لم تكن هناك مقاطعة، فإن النقاش البرلماني من شأنه أن "يضع أقصى قدر من الضغط على قطر لتحسين حقوق الإنسان وحقوق العمال".
وقال ياكوب هوير من الاتحاد الدنماركي لكرة القدم، للإندبندنت، إنه يدعم الحوار مع قطر، بدلاً من دعم المقاطعة، ما لم تمتد تلك المقاطعة إلى الاقتصاد والدبلوماسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحديث عن المقاطعة امتد في الأيام الأخيرة ليصل إلى العديد من أندية دوري الدرجة الأولى في النرويج، بما في ذلك نادي ترومسو، والذي دعا بشكل علني المنتخب الوطني إلى عدم المشاركة في البطولة.
ومنذ أن تم منحها حق استضافة كأس العالم في عام 2010، خضعت قطر لتدقيق شديد، خاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان، وواجهت العديد من الدعوات في الغرب لسحب البطولة منها.
وتابعت الصحيفة، أن الأشهر القليلة الماضية شهدت معظم الدعوات المنسقة للمقاطعة، مضيفة أن الدعوات زادت في الأيام القليلة الماضية بعد تقرير نشرته صحيفة الغارديان يفيد بأنّ 6500 عامل آسيوي لقوا حتفهم في قطر منذ عام 2010.
ومنذ فوزها بحق استضافة البطولة، أطلقت قطر برنامج بناء غير مسبوق استعداداً لعام 2022، واعتبرت الإندبندنت أنّ تحول البلاد كان فريداً بين الدول التي تستعد لبطولة رياضية.
وقالت الصحيفة، إنه عندما أعلن رئيس الفيفا السابق سيب بلاتر، أن قطر ستستضيف مونديال عام 2022، كان 1.8 مليون فقط يعيشون ويعملون في قطر، أما اليوم، فيبلغ عدد السكان 2.8 مليون نسمة، وتضخم من خلال الاستعانة بمئات وآلاف من عمال البناء، والعديد منهم من بنغلاديش ونيبال والهند وباكستان.
وأوضحت أن معاملة هؤلاء العمال هي التي تسببت في قلق كبير في جميع أنحاء العالم، مع وجود مزاعم - تم إثبات الكثير منها - بأن كثيرين منهم يعيشون في مساكن فقيرة، ولا يحصلون على أجورهم بانتظام، ويعاملون بشكل مروع من قبل أرباب العمل".
وأضافت أن قطر أجرت إصلاحات متعلقة بشروط العمل، منها إنهاء نظام الكفالة الاستغلالي، حيث كان لا يمكن للعمال تغيير وظائفهم دون موافقة أصحاب العمل، ووعدت بمزيد من التغييرات في الوقت القريب.
لكنّ ذلك لم يكن كافياً لإسكات المنتقدين بحسب الصحيفة، ويؤكد فيشر أنه في اليومين التاليين لنشر مقال الجارديان، حصلت عريضته على 700 توقيع جديد.
وقال متحدث باسم الفيفا لصحيفة الإندبندنت: "لا نعتقد أن مقاطعة كأس العالم ستكون النهج الصحيح أو ستخدم أي غرض مفيد لمعالجة أي قضايا تتعلق بحقوق الإنسان في قطر".
وأضاف: "بصراحة، نعتقد أن الدخول في نقاش وحوار هو أفضل طريقة لتعزيز فهم القيم العالمية لحقوق الإنسان".
وقالت الصحيفة إنه من شبه المؤكد أن أي مقاطعة في حال حدوثها ستقتصر على عدد قليل من الدول الغربية، وتبرر تحليلها بالقول أنّ تنظيم كأس العالم في بلد عربي مسلم، ولأول مرة في الشرق الأوسط، يحظى بدعم كبير في أماكن أخرى من العالم.
وأشارت الإندبندنت إلى أن البعض تساءل عن دوافع أولئك الذين يدعون إلى المقاطعة في الغرب، وعن سبب استهداف قطر.
ونقلت عن أحد المشجعين القطريين قوله: "الحقيقة هي أن بعض الناس قرروا قبل 10 سنوات أنهم لن يدعموا نهائيات كأس العالم في قطر"، وأضاف: "كانت نهائيات كأس العالم في البرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا تعاني من مشاكل تتعلق بالفقر والبيئة وحقوق الإنسان، لكنني لا أتذكر حصول أي تحركات لمقاطعة تلك البطولات".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال لم يتم تنفيذ أي مقاطعات للبطولة في قطر، فإن أحد أشكال الاحتجاج التي يمكن رؤيتها في عام 2022، تتمثل في أن يجثو اللاعبون على الركبة في أرض الملعب.
وقال سيمون تشادويك، أستاذ الرياضة الأوروبية الآسيوية في كلية إيمليون للأعمال في فرنسا للإندبندنت: "ليس من المستبعد أن يجثو اللاعبون على ركبهم للاحتجاج، ربما على حقوق العمال، ومع ذلك قد يشعر البعض بأنهم يريدون الاحتجاج على حقوق مجتمع الميم، أو حول سجل قطر البيئي، فيصبح السؤال بعد ذلك: كيف تستعد قطر والفيفا لمثل هذه الاحتجاجات وما هي الإجراءات التي ستتخذها؟".
وأضاف: "مع اقتراب مونديال قطر 2022، ستحتاج هيئة إدارة كرة القدم العالمية إلى توضيح موقفها".