نمتلك جميعا ذكريات طيبة، ومواقف لا تنسى في شهر رمضان وتحديدا مع الرياضة وكرة القدم سواء، من خلال الدوريات الرمضانية أو اللعب في الصيام والطقوس لدى النجوم، لذلك نسترجع الذكريات من خلال عدد من الحلقات والفقرات على مدار الشهر خصصنا لها اسم 'القطايف واللطايف'، وسيكون حديثنا في هذه الحلقة عن 'حمادة عبداللطيف' لاعب وأسطورة الزمالك السابق.
وفي اليوم السابع من شهر رمضان الكريم، نسلط الضوء على أحد من أهم لاعبي القلعة البيضاء في جيل الثمانينات والذي ولد زملكاويا في أسرة أهلاوية، حديثنا اليوم عزيزي القارئ عن موهبة سطرت تاريخا حافلا بالإنجازات والبطولات سيظل عالقا في أذهان عشاق الفارس الأبيض.
محمد عبداللطيف نجم القلعة البيضاء السابق، الذي أطلق عليه الجمهور لقب 'حاوي ميت عقبة'، لما كان يملكه اللاعب من المهارة والموهبة والقدرة الفائقة في المرور من المدافعين بكل سهولة، فضلا عن رؤيته الفنية العالية داخل المستطيل الأخضر ودقة التمرير والمراوغة، كل هذه المقومات جعلت حمادة عبداللطيف واحدا من الموهوبين الذين ارتدوا قميص الزمالك.
ولد حماده عبداللطيف في 22 مايو 1963، وبدأ حياته الكروية في ناشئين القلعة البيضاء عن طريق خاله محمود فوزي لاعب الزمالك في ذلك الوقت، والذي قام بعرضه على المشرفين على اختبارات الكرة بالزمالك، وأعجبوا بالفعل بموهبة اللاعب ما جعلهم يوقعون عقود انضمامه إلى الأبيض، ليبدأ حاوي ميت عقبة رحلة التألق والإبداع داخل جدران النادي الأبيض.
بداية عبداللطيف كانت مع فريق 15 سنة بالزمالك، حيث اشتهر في النادي للدرجة التي جعلت الراحل محمد حسن حلمي يستيقظ مبكرا ويذهب للنادي لمشاهدة مباريات حمادة عبداللطيف، والاستمتاع بموهبته الفريدة من نوعها التي فافت حد التصور ليطلق عليه جماهير القلعة البيضاء لقب الحاوى وهو في سن صغير.
الظهور الحقيقي لـ حمادة عبداللطيف عام 1982 مع المدرب اليوغسلافي فيسوفيتش الذي دفع به في سن 19 في مباراة المنيا، ليقدم خلالها اللاعب أوراق اعتماده بقوة وتحول بعدها لنجم فوق العادة بعد أن سرق الأضواء من أساطير الزمالك وقتها حسن شحاتة وفاروق جعفر وأحمد عبدالحليم.
نجح الحاوي في تحقيق العديد من الألقاب بقميص الزمالك، أهمها لقبي الدوري المصري ومثلهما كأس مصر، بجانب تتويجه ببطولتي دوري أبطال إفريقيا عامي 1984 و 1986، بالإضافة للبطولة الأفروآسيوية عام 1988.
وليس غريبا عندما أرسل نادي باريس سان جيرمان عرضا لحماده عبداللطيف، للاحتراف في صفوفه، إلا أن مسؤولي الأبيض رفضوا التفريط في مايسترو ميت عقبة، الذي لم يكن له نصيب الإنضمام للمنتخب الوطني وقت تولي الكابتن محمود الجوهري القيادة الفنية للفراعنة، بالرغم من توهج موهبة اللاعب قبل تصفيات مونديال كأس العالم 1990.
بعد المونديال لم يتحمل حمادة عبداللطيف التواجد في مصر، ليقرر اللاعب الرحيل عن الزمالك والإنتقال إلى مرباط العماني عام 1991، ويلعب له موسمًا واحدًا، ثم عاد مرة أخرى ولكنه لم يجد له مكانًا في الزمالك وقت الولاية الفنية للإسكتلندي ديف مكاي، ليرحل للنجمة اللبناني مع عصام بهيج وسط استقبال حافل من الجماهير، ليوقع على عقد بشرط جزائي 100 ألف دولار عام 1992.
وفى نهاية المطاف تلقى اللاعب عروضاً من الأهلي والإسماعيلي والمصري، إلا أن عبداللطيف رفض حبا في العودة للزمالك، فضلا عن الشرط الجزائي الذي لعب دور البطولة في منع عودته للقلعة البيضاء ليعلن اعتزاله للساحرة المستديرة نهائيا.