نمتلك جميعا ذكريات طيبة، ومواقف لا تنسى في شهر رمضان وتحديدا مع الرياضة ونجوم كرة القدم سواء، من خلال الدوريات الرمضانية أو اللعب في الصيام والطقوس لدى النجوم، لذلك نسترجع الذكريات من خلال عدد من الحلقات والفقرات على مدار الشهر خصصنا لها اسم "القطايف واللطايف"، وسيكون حديثنا في هذه الحلقة عن الراحل "مسعد نور "، نجم فريق المصري البورسعيدي والمنتخب الوطني السابق.
حديثي اليوم عن أيقونة بورسعيد ومهاجم الفريق الأول لكرة القدم بالنادى المصري ، ولن أبالغ في وصفه كونه بالفعل أحد أساطير اللعبة في الكرة المصرية وأحد القلائل الذين ارتدوا قميص فريق المدينة الباسلة على مر التاريخ، من حيث المهارة والقوة والموهبة.
ولد مسعد نور 23 أبريل عام 1951 في محافظة بورسعيد، وظهر شغفه وحبه لكره القدم منذ الصغر، حيث توفى والده وكان عمره سنتين فقط، ليقوم جده لوالدته برعايته.
سر لقب "الكاستن"
أحد الأصدقاء المقربين أطلق على مسعد نور لقب "الكاستن"، والكاستن هو فاكهة أبو فروة في بورسعيد، لونها بني وطعمها رائع من الداخل.
بداية و ترانزيت ثم عودة وتألق في بورسعيد
بدأ مشواره مع اللعبة في ناشئى نادى بورفؤاد عام 1966 قبل عام واحد من حرب 1967 التي تسببت في هجرة شعب بورسعيد، لينتقل مسعد نور بعدها لناشئي الزمالك.
ولعب مسعد نور في الزمالك وزامل أجيال تاريخية على رأسها، علي خليل وفاروق جعفر ومحمود الخواجة ومحمود سعد.
لم يستمر اللاعب داخل جدران القلعة البيضاء طويلا، وطلب من مسئولي الزمالك الرحيل للمصري البورسعيدي مع استقرار الأوضاع هناك في المدينة الباسلة تاركا المزايا المادية الكبيرة التي كان يحصل عليها في الزمالك مقارنة بالمصري وقتها.
موسم 1972–1973 شهد انتقال مسعد نور لصفوف المصري وخاض أول مباراة بقميص الفريق البورسعيدي أمام الزمالك، وتمكن من ادراك هدف التعادل للفريق الساحلي في الثواني الأخيرة من المواجهة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل منهما.
وتوالى تألق الكاستن مع المصري، حيث في موسم 1974 /1975 احتل اللاعب ثالث هدافي بطولة الدوري الممتاز خلف حسن الشاذلي ومحمود الخطيب، بعد أن خاض 31 مباراة سجل خلالها 21 هدف.
ويعد مسعد نور ثاني الهدافين التاريخيين للنادي المصري في بطولة الدوري، حيث سجل 87 هدفا، أقل من السيد الضظوي صاحب الـ 89 هدفا بهدفين.
ولعل الفترة الأبرز لمسعد نور مع المصري كانت في موسم من 1971 وحتى 1985، تحت القيادة الفنية لبوشكاش وعادل الجزار ، ولكنه لم يحصل على أي بطولة بعد أن خسر نهائي كأس مصر مرتين متتاليتين أمام الأهلي، وحل ثالثا في بطولة الدوري بعدما كان الفريق متصدرا المسابقة حتى الأسابيع الأخيرة.
أهم أرقام مسعد نور بقميص المنتخب الوطني
انضم مسعد نور للمنتخب المصري، لأول مرة عام 1975 واستمر حتى عام 1981 قدم خلال تلك الفترة أرقام جيدة ومستوى رائع في جميع المناسبات التي شارك فيها اللاعب بقميص الفراعنة.
وخاض الكاستن أول مباراة دولية أمام السودان بالخرطوم في تمهيدي أولمبياد مونتريال.
وفي تمهيدي الدورة الإفريقية العاشرة تألق مسعد نور أمام تنزانيا في القاهرة ودار السلام، حيث أحرز ثلاث أهداف وأطلق عليه الناقد الكبير الراحل نجيب المستكاوي "مسعد نور السلام" لتكراره تسجيل الأهداف في مرمى المنتخب التنزاني باستمرار.
وتواجد مسعد نور مع منتخبنا الوطني في دورة الصداقة بإيران أمام زائير وبولندا، بجانب خوضه دورة البحر الأبيض بالجزائر أمام فرنسا والجزائر واليونان.
ولعب تصفيات كأس العالم بالأرجنتين أمام نيجيريا، و دورة ألعاب البحر المتوسط بيجوسلافيا، وأيضا تمهيدي أولمبياد موسكو.
لعب كأس الأمم الإفريقية بنيجيريا عام 1980 أمام ساحل العاج وتنزانيا والمغرب، بالإضافة لتصفيات كأس العالم إسبانيا 82.
اعتزال مسعد نور
واعتزل الكاستن مسعد نور في أكتوبر 85 في مشهد تكريم رائع لنجم من نجوم المصري سيظل في أذهان عشاق جماهير المدينة الباسلة.
قالوا عن "الكاستن"
قال الحكم الدولي محمد حسام:" كنت أحب مشاهدته بالملعب كمتفرج قبل أن اكون حكما، نظرا لأخلاقه الحسنة وفنياته العالية".
فيما أكد الناقد الكبير عبد الرحمن فهمي: " انه اللاعب الذكي الوفي الذي تمسك ببلده وبناديه فارتبط اسمه وتاريخه بالنادي المصري على مر الزمان رغم كل الاغراءات".
وبعد صراع طويل مع المرض، توفى النجم مسعد نور 23 أبريل عام 2011 عن عمر يناهز 60 عاما، بعد تدهور حالته الصحية بشكل ملحوظ، ليرحل عن عالمنا واحدا من أساطير اللعبة التي تركت ارثا أخلاقيا وكرويا يحكى عنه جماهير كرة القدم في مصر، والبورسعيدية على وجه التحديد، بقدر عطاءه وإخلاصه للقلعة الخضراء.