كان إمام عاشور على بُعد خطوات من السقوط في بئر النسيان، الكل أجمع على موهبته العظيمة كرويًا، لكن الكل أيضا رفض سلوكياته وتصرفاته غير المحسوبة، فكان على "جوهرة الوسط" الاختيار ما بين تصحيح المسار، أو الذهاب في طريق لا عودة منه، لكنه اختار ما يناسبه، ويسعد به جماهيره.
بدأ إمام عاشور مسيرته متوهجًا لا يختلف اثنان على قيمته الفنية، لكنه تهاوى سريعا من قمة التألق إلى منحدر خطر من الأزمات، بدأت باشتباكه مع وليد سليمان لاعب الأهلي في السوبر قبل عامين، وايقافه 10 مباريات، ثم مشادة مع لاعبى النادي المصري، وتوالت أزمات اللاعب.
عاشور صمم على السير في الطريق الخاطئ، وفي عهد كارتيرون عوقب بالتدريب مع ناشئي الزمالك، عقب اعتراضه غير اللائق على عدم مشاركته في مباراة مولودية الجزائر بدوري أبطال إفريقيا، وكانت أبرز سلوكياته الخاطئة ما قام به عقب مباراة الأهلي والزمالك في بطولة الجمهورية مواليد عام 99 الموسم قبل الماضي، ما أدى لإيقافه 12 مباراة وتغريمه 200 ألف جنيه،.
كل ما سبق كان النسخة التي لا نحبها في إمام عاشور، لكن في الفترة الأخيرة، استعاد اللاعب انضباطه مع البرتغالي فيريرا، الأمر الذى جعله أحد الركائز الأساسية للفريق، وربما أثمر هذا النضج في تطوير عاشور كرويًا، لدرجة توظيفه في وسط الملعب والجناح، ومنحه حرية أكبر في الملعب للتعبير عن إمكانياته.
لكن إمام عاشور المثير للجدل دائما، طل علينا قبل ساعات بـ"قصة شعر غريبة"، وقرار فني باستبعاده من مواجهة إنبي التي أقيمت مساء الأربعاء الماضي.. فمتى تكتمل النسخة الاستثنائية من اللاعب كرويًا وسلوكيًا؟!