'لاعب الموسم الواحد'.. ظاهرة تعاني منها دائمًا الكرة المصرية، منذ سنوات طويلة، فعندما يبرز لاعب خلال أحد المواسم بـ الدوري المصري، وتحديدًا مع القطبين الأهلي والزمالك، سرعان ما ينحدر مستواه بصورة غريبة.
وربما يعتبر أحمد سيد زيزو نجم الزمالك، المثال الأبرز في الموسم الحالي، فبعدما كان أحد أهم الأسباب في تتويج فريقه بثنائية الدوري والكأس بالموسم الماضي، تراجع مستواه بشكل ملحوظ هذا الموسم.
هداف مسابقة الدوري في الموسم الماضي
زيزو اعتلى قائمة هدافي مسابقة الدوري في الموسم الماضي، برصيد 19 هدفًا، كما صنع 14 هدفًا لزملائه، مساهمًا في 33 هدفًا سجلها الزمالك، ليستحق بشهادة الكثيرين لقب أفضل لاعب في الدوري.
وبخلاف لغة الأرقام، كان زيزو يمثل أكثر من نصف قوة الفريق الأبيض هجوميًا، وكان بمثابة 'حلال العقد' في العديد من مباريات الموسم الماضي.
على النقيض تمامًا، يعاني زيزو تراجعًا كبيرًا في مستواه هذا الموسم، فبات يفقد العديد من الكرات، ولا يتصرف بشكل صحيح داخل الملعب في مرات أخرى.
كما أن سجله التهديفي في الدوري هذا الموسم، يترجم تلك المعاناة، إذ لم يسجل سوى 6 أهداف، منها 3 من ركلات جزاء، وهدف من متابعة لركلة جزاء أهدرها بنفسه، وهدفين من اللعب المفتوح، لكن في المقابل لا يزال معدل صناعة الأهداف لديه جيدًا للغاية حيث صنع 8 أهداف في 15 مباراة خاضها حتى الآن.
وتعول جماهير الزمالك كثيرًا على زيزو باعتباره نجم الفريق الأول حاليًا، وتنتظر منه وجهًا آخر، في التحدي الجديد بقيادة المدير الفني أسامه نبيه، الذي خلف البرتغالي جيسوالدو فيريرا.. فهل يعود زيزو أم ينضم لقائمة ضحايا الموسم الواحد؟
عقدة الموسم الواحد
في السنوات الأخيرة، مر على الكرة المصرية العديد من المواقف المشابهة، للاعبين تألقوا بشدة داخل أحد القطبين، ثم تراجع مستواهم كثيرًا.
لعل باسم مرسي مهاجم الإسماعيلي الحالي والزمالك السابق، من أبرز الأمثلة، بعدما توهج في موسم 2014-2015، وقاد الزمالك للتتويج بلقب الدوري بعد غياب طويل، مسجلا 18 هدفًا، بخلاف الثنائية الشهيرة التي سجلها في نهائي كأس مصر أمام الأهلي.
لكن موسمًا تلو الآخر، بدأ مستوى مرسي في التراجع، حتى رحل عن القلعة البيضاء، وخاض العديد من التجارب، لكنه فشل حتى الآن في العودة مجددًا، ليستقر به المطاف حاليًا مع الدراويش.
وليس ببعيد عن الزمالك، فهناك أيضًا محمود علاء مدافع الاتحاد السكندري الحالي، الذي قدّم موسمًا لا ينسى مع الزمالك في 2018-2019، دفاعيًا أو على مستوى تسجيل الأهداف، حيث سجل 15 هدفًا احتل بها المركز الثاني في جدول ترتيب هدافي الدوري.
كما أنه كان من أهم أسباب تتويج الفريق الأبيض بلقب الكونفدرالية الأفريقية، ليصبح بعد ذلك أساسيًا في تشكيلة منتخب مصر الأساسية بكأس أمم أفريقيا 2019، ثم خفت نجمه كثيرًا ودخل في أزمة ثقة تحديدًا بعد نهائي القرن، لا يزال يعاني من صداها حتى الآن مع زعيم الثغر.
تراجع محمد شريف بعد موسم خرافي
أما في الأهلي، فيعاني محمد شريف كثيرًا، بعد موسم خرافي، 2020-2021، كان فيه أحد أهم أبطال القلعة الحمراء، حيث سجّل 21 هدفًا اعتلى بها صدارة هدافي الدوري، كما أنه لعب دورًا كبيرًا في تتويج فريقه بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة العاشرة في تاريخ النادي.
ولم يظهر شريف بنفس مستواه في الموسم الماضي، أو خلال الموسم الحالي، كما أنه كان حبيسًا بدكة البدلاء في معظم الفترات، لكنه يأمل في انتفاضة جديدة قبل المشاركة في مونديال الأندية، خاصة أنه سجّل 3 أهداف في آخر مباراتين للأهلي بالدوري أمام الزمالك والبنك الأهلي.
هناك كذلك المغربي وليد أزارو الذي خطف الأنظار بشدة، في موسم 2017-2018، ونال لقب هداف الدوري بتسجيله 18 هدفًا، كما أنه ساهم بصورة كبيرة في تتويج الأحمر بالدوري والوصول إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا، قبل الخسارة من الترجي التونسي.
لكنه عانى أيضًا في الحفاظ على مستواه، وبات يهدر الكثير من الكرات السهلة أمام المرمى، ليصبح محط انتقادات العديد من جماهير الأهلي، ليرحل مطلع عام 2020 صوب الدوري السعودي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
