«لا تفكر في الحاضر.. فكر في المستقبل، وإن كان عليك التخطيط فـ افتح عقلك لأجل رسم خطة أشمل مما يرى الآخرون».
هكذا يطبق الفرنسي هيرفي رينارد كلام الأمثال والحكم العربية، ولكن ما يسوده الغموض إذا كان ذلك المستقبل الذي اختاره هو مربح ومريح أما لا.
ورحل هيرفي رينارد عن تدريبه منتخب السعودية، بعد مسيرة رائعة مع المنتخب الأخضر، وقراره بتغيير اتجاهه إلى تدريب منتخب فرنسا للسيدات.
واختار هيرفي رينارد الرحيل عن المنتخب السعودي، رغم أن عقده ينتهي في 2027، بعد قيامه بتسوية الأمور القانونية ودفع الشرط الجزائي في عقده مع مسؤولي المنتخب الأخضر، وبالفعل أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم رسميًا، ليلة أمس الثلاثاء، نهاية حقبة الفرنسي مع المنتخب.
لو عرفنا السبب لـ بطل العجب!!
ولكن هل يُعقل أن يترك رينارد المنتخب السعودي، بعد رسمه لخطة كأس العالم 2026 مع أبناء المملكة، إلا إذا رسم خطة أكبر من ذلك في عقله ويبدأ في الشروع فيها.
بحسب ما ذكرته تقارير فرنسية، فإن منتخب سيدات فرنسا هي الوجهة المقبلة للفرنسي في خطوة صادمة للكثيرين، فكيف له أن يضحي بما قام بإنجازه مع المنتخب السعودي منذ أربع سنوات منذ توليه قيادة المنتخب العربي في 2019، من أجل منتخب للنساء!!.
بعد أن بدأ رينارد يتنفس الصعداء ويحصد ثماره حينما حقق فوز تاريخي أمام الأرجنتين في كأس العالم قطر 2022م، وإقباله على المشاركة في كأس آسيا 2023، وبناء مشروع المنتخب تمهيدًا لكأس العالم 2026.
والأكثر غرابة، أنه في تصريحات الإعلامي وليد الفراج ببرنامج 'أكشن مع وليد' أن الأجر المنصوص عليه في عقد رينارد مع منتخب فرنسا للنساء أقل قيمة بمقدار النصف عما كان عقده مع المنتخب السعودي.
اضرب حينما يكون عدوك ضعيفًا
لكن صاحب الـ54 عامًا أخذ خطوة قد تكون غريبة للكثير، لكن من فنون الانتصار على عدوك يكمن في كونك «أن تضرب بكل قوتك حينما يصير عدوك ضعيفًا».يتمثل ذلك فيما يعاني منه منتخب الديوك للرجال من أزمات وخلافات كثيرة بالفترة الأخيرة تحت قيادة المدرب ديدييه ديشامب، سواء مع لاعبين والتي تلخصت في نزاعه مع مهاجم فريق ريال مدريد كريم بنزيما أو مع مسؤولي الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.
فضلًا عن أزمة شارة القيادة التي خلفها ديشامب إلى كيليان مبابي بعد سحب الشارة من أنطوان جريزمان على خلفية اعتزال القائد هوجو لوريس، وقتها قرر ديدييه ديشامب تولي الشاب مبابي شارة قيادة المنتخب.
وحينما يفكر البعض في إقالة ديشامب، يكون البديل الأول وبقرار جماهيري هو زين الدين زيدان، ولكن الأخير دخل أزمة أخرى مع 'لو جرايه' المُعارض لفكرة تولي زيزو تدريب منتخب فرنسا، والذي صرح بأن زيزو لن يُدرب المنتخب الفرنسي ما دام هو مستمر في رئاسة اتحاد كرة القدم الفرنسي.
وهنا تأتي الخطة الأشمل التي رُسِمت في عقل رينارد قبل تقديمه ورقة الاستقالة من تدريب المنتخب السعودي، حينما يأتي على ظهر فارس مغوار لإنقاذ منتخب فرنسا للرجال من الغرق، بشرط أن يكون استهل رحلته مع منتخب السيدات بشكل عام، بدافع اكتساب الخبرة والاقتراب من مسؤولي اتحاد كرة القدم الفرنسي من ناحية، وتقريب المسافات بينه وبين لاعبي منتخب الرجال من ناحية أخرى.
هذه الخطة قد يكتب لها نجاحًا مبكرًا، في حال نجاح رينارد في مونديال السيدات.
جدير بالذكر أن منتخب فرنسا للسيدات سيبدأ مشواره بخوض منافسات كأس العالم أستراليا ونيوزيلندا في منتصف العام الجاري، فضلًا عن وديتي أمام كولومبيا وكندا يومي 7، و11 من شهر أبريل.