محمد أحمد عبدالغني، المعروف بلقب "أمح الدولي"، لم يكن مجرد مشجع متعصب للنادي الأهلي، بل كان رمزًا للأمل والإصرار، ينتمي إلى فئة ذوي الهمم، ونجح في أن يفرض اسمه على الساحة الرياضية والإعلامية رغم ظروفه الصحية والنفسية الصعبة.
ولد "أمح" في أسرة بسيطة، وفقد والديه في وقت مبكر (والدته عام 2000 ووالده في 2004)، لتتولى شقيقته الكبرى مسؤولية رعايته. وعلى الرغم من معاناته من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، إلا أنه ظل محتفظًا بشغفه الكبير بكرة القدم، وخاصة بالنادي الأهلي.
واجه "أمح" صدمة نفسية في مارس 2022 بعد منعه من حضور مباراة بين الأهلي وبيراميدز، ما تسبب في تدهور حالته الصحية بشكل ملحوظ. وفي الأشهر الأخيرة، دخل في صراع قاسٍ مع المرض، بعد تعرضه لجلطتين دماغيتين والتهاب رئوي حاد، خضع على إثرها لعدة عمليات جراحية، قبل أن توافيه المنية.
ورغم تحدياته، نجح "أمح" في صنع بصمة خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أطلق قناته على "يوتيوب" وحقق أكثر من 17 مليون مشاهدة خلال أقل من عام، مما أهّله للحصول على الدرع الفضي من المنصة.
كان مقربًا من العديد من نجوم الكرة المصرية، خاصة لاعبي الأهلي مثل حسين الشحات، كهربا، وأحمد الشيخ، الذين لم يتخلوا عنه في أزماته الصحية، وكان أول من فتح له أبواب الملاعب هو اللاعب صلاح أمين، مهاجم مصر المقاصة السابق.
"أمح الدولي" لم يكن مجرد مشجع، بل قصة كفاح وإنسانية ستبقى في ذاكرة كل من عرفه أو تابع رحلته.