قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أبو الحسن الشاذلي -رضى الله عنه-، وأبو الحسن هي كنية شائعة لكل من اسمه علي، تيمنًا بسيدنا علي بن أبي طالب، الذي كان ينادى بأبو الحسن نسبه لنجله، وهو يدعى علي بن عبد الله بن عبد الجبار، ولد عام 593 هجريًا، في منطقة غُمارة بجوار طنجة في المغرب ومات في 656 هجريًا.
وخلال لقائة مع الإعلامي عمرو خليل ، ببرنامج 'مصر أرض الصالحين' المذاع على قناة مصر الأولى، اليوم الاثنين، أكد جمعة أنه في شبابه قام برحلة من المغرب إلى العراق؛ لكون بغداد كانت مؤد الخلافة آنذاك، وكان بها الخلافة العباسية، وكانت بلد سيدي عبد القادر الجيلاني قطب الأقطاب وعالم الأمة، والذي اجتمعت عليه الأمة، فذهب ليبحث عن تلاميذه فالتقى بأبي الفتح الواسطي، ثم عاد للمغرب فوجد ابن مشيش موجود بجبل علم، وتتلمذ على يده بطريقة الإرادة وتعلم منه كيف يمكنه أن يعيش، وطلب منه ابن مشيش أن يتوجه لتونس ويقيم خلوة له بها للعبادة، ثم يتوجه للديار المصرية.
وتابع:' أقام بمغارة في تونس، وربى خلال تواجده بها نحو 40 ولي من أولياء الله الصالحين، وذهب لبلد شاذوله في تونس واشتهر بأنه وليًا كبيرًا ونسب إليها، موضحًا أنه كان هناك قاضي قضاه يُدعى ابن البراء كان يغار من أبو الحسن الشاذلي، حتى لا يحل محله، فأوشي للحاكم ببعض الافتراءات عن أبو الحسن، وبعدها رأي في منامه النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول له آن الأوان لدخوله مصر، وهو بذلك جاء لمصر برؤية نبوية'.
وأشار' عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف' إلى ، أنه عندما جاء لمصر كان الكامل بن أخو صلاح الدين والي مصر، اجتمعت إليه العلماء وسمعوا كلامه وقام بشرح جملة من الكتب له دلت على علو مكانه، مما دفع الكامل لجعله يُدرس في المدرسة الكاملية الموجودة في شارع الصاغة في الحسين، منوهًا بأن أبو الحسن الشاذلي كان عالمًا في الظاهر والباطن، وكان له مجموعة من الكرامات من بينها استجابة الدعاء، مشيرًا إلى أن أبو الحسن الشاذلي ربى المرسي أبو العباس وزوجه ابنته، حيث كان لديه بنتين و3 أولاد، وكان يقيم معهم في الإسكندرية، وكان يذهب للحج عن طريق قرية حميثرة الموجودة على البحر موازية لقناة إلى جدة، وفي أخر مرة توجه للحج كان فقد بصره، وعندما وصل لهذه القرية انتقل ودفن بها.