قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الاحتفال برأس السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وعليه السلام، والتهنئة به جائز شرعا، ولا حرمة فيه؛ لاشتماله على مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتدٍّ بها شرعًا وعرفا؛ من تذكر نعم الله تعالى في تداول الأزمنة وتجدد الأعوام.
جاء ذلك خلال لقاء مفتي الجمهورية مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج «نظرة»، المذاع على قناة صدى البلد، وأجابه على سؤال لشاب يقول فيه: تعودت كل عام أن أحضر احتفالات الأخوة المسيحيين في الكنيسة ليلة رأس السنة مجاملة لأصدقائي المسيحيين، ولكن أحد الأشخاص يقول لي: إن ذلك الفعل حرام.
وأوضح المفتي أن الشريعة الإسلامية قد أقرت الناس على أعيادهم لحاجتهم إلى الترويح عن نفوسهم، ونص العلماء على مشروعية استغلال هذه المواسم في فعل الخير وصلة الرحم والمنافع الاقتصادية والمشاركة المجتمعية.
واستطرد مفتي الجمهورية أن صورة المشابهة لا تضر إذا تعلق بها صالح العباد، ما لم يلزم من ذلك الإقرار على عقائد مخالفة للإسلام، فضلًا عن موافقة ذلك للمولد المعجز لسيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي خلَّده القرآن الكريم وأمر بالتذكير به على جهة العموم بوصفه من أيام الله، وعلى جهة الخصوص بوصفه يوم سلام على البشرية، والنبي صلى الله عليه وسلم أَوْلَى الناس بسيدنا المسيح صاحب هذا المولد المبارك.
وأثنى مفتي الجمهورية على المواقف المشرفة والحكيمة لقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، مؤكدا على أن النسيج المجتمعي المصري لم يميِّز بين مواطن وآخر، في منظومة متناغمة تحقق العيش المشترك الذي تحيطه المحبة والتسامح والسلام، مشيرا إلى أنه تم تتويج هذا التاريخ الطويل بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح في نفس اليوم وبحضور أكبر قيادتين دينيتين في مصر وبحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي رسالة واضحة تؤكد أن المصريين جميعًا على قلب رجل واحد.