قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، في خطبة عرفة، إن الحج ليس مكانا لترديد الشعارات السياسية، وأنه على كل مؤمن أن يسعى إلى المحافظة على سلامة الخلق، واستقرار الحياة، وانتشار الأمن، وتمكن الناس من تحصيل مصالحهم الدينية والدنيوية، وعليه أن يتعاون مع غيره في ذلك تقربا لله، وطلبا لثوابه في الآخرة، وعلى كل مسلم عدم تمكين العابثين من محاولة التأثير في مقاصد الشرع في المحافظة على هذه الضروريات.
وعلينا جميعا كلٌّ بحسب مهمته وعمله ومركزه مسؤولية تجاه ذلك، وعلينا جميعا أن نربي النفوس وخصوصا نفوس الناشئة على احترام هذه الضروريات ولئن كانت المحافظة على هذه الضروريات الخمس واجبة في كل مكان وزمان فإن وجوبها يتأكد في هذه المواطن الشريفة. ففي الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة لله، وليس مكانا للشعارات السياسية ولا التحزبات مما يوجب الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تكفل أداء الحجاج لمناسكهم وشعائرهم بأمن وطمأنينة.
وأشار "المعيقلي" إلى أن الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة لله، حاثا حجاج بيت الله الحرام على اغتنام الفضل العظيم خلال وقوفهم بمشعر عرفات الطاهر الذي يباهي الله جل وعلا بهم ملائكته في موطن شریف وزمان فاضل تضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه السيئات، وترفع فيه الدرجات.
وأكد المعيقلي أن الله أنزل القرآن رحمة بالخلق، وإصلاحا لأحوالهم، وأن من لطف الله بالناس أن أرسل إليهم محمدا -صلى الله عليه وسلم- داعيا للخلق لما تحصل به مصلحتهم وتتنزل عليهم به رحمته، وإن من كان من أهل التقوى تحققت له العاقبة الحميدة، والفوز الأكيد في الدنيا والآخرة، وإن من تقوى الله الواجبة أن يفرد العبد ربه بالعبادة فلا يصرف شيئا من العبادة لغيره سبحانه، وهذا هو معنى شهادة التوحيد: لا إله إلا الله التي هي علامة الإسلام، وسبب النجاة.