كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، تأثير سد النهضة على السيول والأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة، ومصير السيول السودانية التي ضربت ولاية أبو أحمد مؤخرًا.
وكتب “شراقي” على صفحته الشخصية بـ"فيس بوك" تحت عنوان “ السيول السودانية تُفقد بالكامل، وعليها 10 مليارات م3 أخرى من النيل، وقال: ”هطلت على الأراضى المصرية جنوب أسوان حوالى 2.5 مليار م3 فى الأيام الماضية، منها حوالى 200 مليون م3 وصلت إلى بحيرة ناصر عن طريق الأمطار المباشرة على مساحة 5000 كم2، وبعض الخيران أهما وادي العلاقي".
وأضاف:" يصاحب ذروة تدفق مياه نهر النيل في أغسطس من كل عام، هطول أمطار غزيرة، مما يؤدي إلى الأضرار البشرية والمادية في السودان، وقد حدث ذلك خلال الأسابيع القليلة الماضية ومازال هطول الأمطار الغزيرة مكونة سيول في أماكن كثيرة بعضها مناطق لم تشهد سيول منذ فترة طويل مثل شمال السودان فى أبو حمد.
وأشار أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا، إلى أنه من المتوقع أن تستمر حتى نهاية الشهر الجاري، جزء من هذه المياه يتدفق نحو النيل، ولكنها تفقد بالكامل مضافاً عليها أكثر من 10 مليار م3 أخرى من المياه القادمة من فيكتوريا وإثيوبيا بسبب البخر الشديد وفيضان النيل الأبيض السنوي.
وتابع:" الفيضانات الرئيسية السنوية (زيادة منسوب مياه فى الأنهار) لم تحدث حتى الآن فى النيل الأزرق والأبيض وعطبرة، حيث غالبا تحدث بدءً من منتصف أغسطس، ويستخدمها المزارعون فى الري الفيضي، ولكن بسبب التخزين فى سد النهضة لن تحدث فيضانات على النيل الأزرق، ولو كانت الظروف طبيعية لساعدت الحكومة المزارعين فى عمل شبكة ري لهم لتوصيل مياه النيل، ولكن هناك فيضانات الأنهار الصغرى مثل الدندر والرهد".
وأوضح “شراقي”، أن الحرب التى تحدث فى السودان حاليا أمر استثنائي وإن شاء الله تنتهى قريبا، ويظل التعاون المصرى السودانى ضرورى لأن السودان يحتاج إلى جهود ضخمة لتطوير بعض الأنهار مثل النيل الأبيض والرهد والدندر، ومخرات السيول المنتشرة فى كل مكان لحماية السكان أولًا ثم للاستفادة من هذه المياه فى إقامة مشروعات تنمية زراعية مستدامة فى السودان ومصر.
واختتم:" السودان يستفيد حاليًّا بنسبة أقل من 10% فقط من مياه الأمطار، وباقي المياه تفقد نتيجة التبخر أو التسرب".