قال اللواء دكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، أن ما يحدث في سوريا ليس مجرد صراع محلي، بل هو جزء من لعبة مصالح واسعة تؤثر على المنطقة والعالم بأسره، كما أن ما كان يقال عن تقسيم وهمي لسوريا أصبح الآن أقرب إلى حقيقة، مع زيادة تدخلات القوى الكبرى مثل روسيا وتركيا وإيران، كما أن الدور المتزايد لتركيا التي قامت مؤخرًا بوساطة لإبرام صفقة مع روسيا، حيث طلبت من الأخيرة عدم التورط في القتال مقابل وعد بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وفرض السيطرة على أربعة مقاطعات سورية.
وأضاف فرج، خلال مداخلة هاتفية لـ «برنامج مصر جديدة»، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة etc، أن روسيا بدورها ضحت بالقضية السورية في مقابل ضمان مصالحها الإستراتيجية، مثل الحفاظ على قاعدتيها العسكرية في اللاذقية وطرطوس، بينما تخلت عن دعم النظام السوري بشكل كامل، وفي المقابل تعيش قوات بشار الأسد تحديات كبيرة، فانهيار الجيش السوري في أقل من أسبوع فضيحة تاريخية، مما فتح الباب أمام تدخلات خارجية إسرائيلية على الأرض السورية.
وأشار فرج، إلى تطور جديد في المشهد السياسي السوري، حيث أعلن “محمد الجولاني” قائد جبهة النصرة، عن ترشيح نفسه للرئاسة السورية، مما يعكس تزايد النفوذ الإخواني في البلاد وتهديدًا لمستقبل سوريا السياسي، كما أن التقسيم السوري ليس مسألة وقت فحسب، بل يرتبط بتوازنات معقدة تشمل تركيا والأكراد والنظام الإيراني.
وحذر فرج، من أن تركيا التي تسيطر على شمال سوريا، لن تقبل بأي محاولات لإقامة دولة كردية مستقلة، وهو ما يعقد أي محاولة لتقسيم سوريا، كما أن الوضع العسكري والإقليمي في المنطقة، فالوضع السوري قد يؤثر على لبنان والأوضاع في حزب الله وحماس بشكل كبير، حيث انخفض الدعم الإيراني من خلال الأراضي السورية.
وأوضح فرج، انه من الضروري الانتظار لمتابعة تطورات الوضع في سوريا، حيث لا تزال الاحتمالات مفتوحة بشأن تقسيم الأراضي السورية ومستقبل التدخلات الإقليمية، كما أن مصر قوة عسكرية واقتصادية كبيرة في المنطقة، فمصر تظل لاعبًا رئيسيًا في معادلة الأمن الإقليمي، رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها.
واستكمل فرج، أن لقاء اليوم مع قادة القوات المسلحة، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على قوة الجيش المصري واستعداده الكامل لحماية الأمن القومي للبلاد داخليًا وخارجيًا، كما جاء حديث الرئيس في توقيت حساس، حيث تزايدت التحديات في المنطقة وأثارت بعض الأزمات الإقليمية قلقًا بين المواطنين.
واختتم فرج، أن الرئيس السيسي وجه رسائل مطمئنة للشعب المصري، وشدد على أن مصر ليست مثل العديد من الدول التي تعيش حالة من الانقسام والفوضى، كما أن الرئيس قال أن مصر عظيمة وجيشها قوي، فالجيش المصري هو الأقوى في العالم العربي وأفريقيا، وقادر على تأمين البلاد من أي تهديدات، سواء على الحدود أو في الجبهة الداخلية، كما أن مصر كانت وما زالت في موقف قوي، بفضل جيشها وشعبها المتماسك، وأنها تواصل استعدادها الكامل لمواجهة أي تحديات، فالجيش المصري قادر على حماية الوطن، وهذه القوة هي “نعمة” يجب أن يعيها الجميع.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
