ads

شوقي علام يكشف أسباب ضعف الخطاب الديني

شوقي علام
شوقي علام

تحدث الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، عن الضوابط التي لا بد أن تتحقق في المفتي المسئول عن الخطاب الديني.

وقال علام، خلال حلقة برنامج "الفتوى والحياة"، المذاع على قناة “الناس” الإثنين، إن من ضمن الضوابط أن يعرف المفتى واقع الناس، فالمفتى يجب عليه أن لا يكون أجنبيًا عن واقع الناس الحقيقي فيلمس مشاكلهم الحقيقية ويعلم عوائدهم وأعرافهم حتى يستطيع أن يخاطبهم بما يصلح لهم.

أضاف: "أن يبين لهم الأحكام الشرعية وفق ما تقتضيه حالاتهم فالانفصال من المفتي عن الواقع وأن يغرّد المتصدّرون للفتوى بعيدًا عن هذا الواقع الحقيقي كان من أبرز الأسباب التي أدّت إلى ضعف الخطاب الديني، وكان من أبرز الأسباب التي جعلت هذا الخطاب ليس قادرًا على استيعاب المشكلات الحاضرة".

وتابع "فالبعض بني واقعًا في مخيلته وحاول أن يخاطب الناس بناء على ذلك الواقع فخرج خطابه فارغًا من المحتوى الفعال القابل للتنفيذ وأغرق الناس في تنظيرات ليس لها وجود إلا في الأزمان الفاضلة".

وأكد أن هذا الوعي الفقهي الذي سبق أن أشرنا إليه من شأنه أن يعمل على ترشيد الخطاب الديني بشكل كبير؛ لأن الناس إذا ما شعروا بأنهم غيروا قادرين على التزام بمقتضى الخطاب أو أنه لا يمس واقعهم تيقنوا من عدم جدواه، وأنه ليس قابلًا للتطبيق أو على الأقل لا يمكن أن يطبق إلا من فئة قليلة معينة، وبالتالي يفقد الخطاب الديني أهميته وفاعليته بل ويفقد الهدف المرجو منه.

وأردف:"من ضمن الضوابط أيضًا أن يحيط المفتي بمقاصد الشريعة" مشيرًا إلى أن كل محاولات التجديد في الشريعة الإسلامية مدارها لا يخرج عن البحث المقاصدي، وذلك لأن مقاصد الشريعة تمثل روح الشريعة وأهدافها وغايتها والإحاطة بتلك الغايات تمكن المتصدر لأي وظيفة من الوظائف الشرعية من توسيع مداركه وفهم علل للتشريع وما يرمي إليه.

وتابع "وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي في بيان أهمية العلم بالمقاصد لا تحصل درجة الاجتهاد إلا لمن اتصف بوصفين الأول فهم مقاصد الشريعة الإسلامية على كمالها، إذًا هذه الضوابط هي التي ستؤدي إلى ضبط الخطاب الدين وتجديده تجديدًا حقيقيًا.

وأوضح أنن تلك الضوابط السابقة يمكن أن تسير عملية تجديد الخطاب الديني في مسارها الصحيح، وأن تحقق غايتها المنشودة.

WhatsApp
Telegram