أكد الدكتور محمد اليمني، خبير العلاقات الدولية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعتمد في تحركاته السياسية والعسكرية على مظلة الدعم الأمريكي، ويستثمر معارضة قادة مثل يائير لبيد، كغطاء شرعي للمراوغة أمام حليفيه المتطرفين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسليل سموتريتش، دون القطيعة الكاملة معهما، بانتظار اتضاح تفاصيل الصفقة المرتقبة مع حركة حماس.
وأوضح اليمني، عبر مداخلة لقناة "إكسترا لايف"، أن نتنياهو اعتاد التحرك دون أن يقفز بلا مظلة، في إشارة إلى استغلاله المتوازن للمتغيرات السياسية الإسرائيلية والدعم الخارجي، لا سيما من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصفه بـ"الظهير السياسي الأقوى لتل أبيب".
وقال إن الصفقة الجاري التفاوض عليها حاليًا صفقة إسرائيلية أمريكية من الدرجة الأولى، وقد تم ترتيبها على يد "وزير إسرائيلي مطيع"، في إشارة إلى وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، خلال زيارته إلى واشنطن.
كما أشار إلى أن الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة تشكل ضغطًا ميدانيًا على إسرائيل، في ظل تقارير أممية عن معاناة أكثر من 80% من سكان القطاع من سوء التغذية، بالإضافة إلي صور الدمار والموت التي وثقتها الشاشات، مع غياب فعلي للمساءلة الدولية رغم المجازر المستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا.
وشدد "اليمني"، على أن مصر تلعب دورًا محوريًا في التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، مضيفًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن بوضوح أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر يمس الأمن القومي المصري، ولن يُسمح به مهما كانت الضغوط.
وأضاف أن إسرائيل وحلفائها يسعون إلى تحييد الدور المصري وتقليصه، عبر تصدير الأزمات والتشكيك في قدرات القاهرة، خاصة في ظل المثلث الحدودي الملتهب مع ليبيا والسودان وغزة، وأزمات مثل سد النهضة.
واختتم "اليمني" حديثه بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية لا تختزل في غزة وحدها، قائلًا: "غزة قد تكون على أعتاب انفراجة، لكن فلسطين قضية شعب وحقوق ودولة، ولا يجب حصر الصراع في إطار جغرافي أو مرحلي"، داعيًا إلى الحفاظ على الوعي العربي الشعبي في مواجهة محاولات تغييب الشعوب عن جوهر الصراع.