أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن قوله تعالى: "فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى" يعكس مرونة التشريع الإسلامي في منح الحاج حرية الاختيار بين التعجل أو التأخر، موضحًا أن الآية حددت التعجل بيومين وأبقت التأخر دون تحديد عدد الأيام، اعتمادًا على ما كان معهودًا عند العرب من أن أيام منى ثلاثة.
وأوضح داود خلا لقائه عبر قناة الناس، أن التعبير القرآني بـ "تعجل" على صيغة تفعّل جاء وحيدًا في القرآن الكريم في هذه الآية، مشيرًا إلى أن هذه الصيغة تدل على المشاركة ومعالجة النفس والتردد في اتخاذ القرار، وهو ما يعيشه الحاج عند المفاضلة بين قضاء يومين أو ثلاثة أيام في منى.
وأضاف أن الاختيار بين التعجل والتأخر يتطلب مشاورة النفس وحسم التردد، لذا جاءت الصيغة لتعبر عن هذا المعنى.
وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن القرآن قدّم ذكر التعجل قبل التأخر لسببين؛ الأول ترتيب طبيعي للأحداث، إذ يغادر المتعجل قبل غيره، والثاني موافقة لطبيعة النفس البشرية التي تميل إلى العجلة، مستشهدًا بقوله تعالى: "وكان الإنسان عجولًا" و"خُلق الإنسان من عجل".
كما لفت داود إلى أن تحديد يومين للتعجل دون تحديد زمن التأخر يعود إلى علم العرب بأن أيام منى ثلاث، مما يغني عن ذكرها صراحة، مؤكدًا أن نفي الإثم عن الفريقين دليل على التيسير الإلهي وإعطاء الحاج فسحة في الاختيار بما يناسب ظروفه، ليبقى الجميع في سعة من الرحمة الإلهية.