لا صوت يعلو في أوساط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، على صوت انتشار تطبيق البث الصوتي كلوب هاوس وكيفية الدخول إليه وغرف النقاش المتداولة عليه، خاصة بعد نمو عمليات تحميله بنسبة تخطت 130% حيث أظهر تقرير حديث نشرته شركة آب آني للاستشارات وصول عدد مرات تنزيل تطبيق التواصل الاجتماعي الجديد كلوب هاوس إلى أكثر من 8 ملايين مرة.
ويعود هذا النمو القوي للتطبيق إلى ظهور عدد من الشخصيات الشهيرة ضمن قائمة مستخدميه مثل إيلون ماسك مؤسس شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا وخدمات الفضاء سبيس إكس، ومارك وزكربيرج مؤسس ورئيس شركة التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأشار تقرير آب آني، إلى أنه تم تنزيل التطبيق 2.6 مليون مرة إضافية فقط من إجمالي مرات التنزيل في الولايات المتحدة وهو ما يشير إلى الجاذبية العالمية للتطبيق.
وأثار اقتصار استخدام التطبيق على مستخدمي آيفون فقط ضجة عالمية دفعت نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى التساؤل عن سبب ذلك وزيادة شغفهم إلى الدخول للتطبيق، وقال السيد إسماعيل رئيس الشبكة العربية للابتكارات، إن تطبيق كلوب هاوس لا يمثل تهديدا لوسائل التواصل الاجتماعي الباقية بل تفتح مجالا لزيادة التنافسية، موضحا أن ظهور أي تطبيق اجتماعي لا تقضي على الوسائل السابقة أو القديمة له وإنما يدفعه لتغيير وتطوير نفسه لمواكبة العصر التقني، مؤكدا أن الحديث عن بيعه والتنبؤ بإمكانية استحواذ فيسبوك عليه هو أمر سابق لأوانه لأنه ما زال في طور الإنتشار ولم يصل لمرحلة النجاح للحكم على تجربته.
أضاف إسماعيل، لـ "أهل مصر"، أن أبرز مساوئ التطبيق هي صبغة "النخبة" الزائفة التي يضفيها على الأعضاء- وللأسف يشعر بها بعض المستخدمين والتي تتعامل على أنها "صفوة" فقط لأنهم تمكنوا من الدخول ـ أو لأن وصلتهم دعوة ما من أحد الأشخاص أو على حد قول وصفهم لمواقع التواصل الاجتماعي الأخرى "انها لمت".
وأكد أن التطبيق أشبه بالنادي، لا يدخله إلا الأعضاء، وهم بمثابة الصفوة وذلك بملكية جهاز أيفون، فالتطبيق لا يمكن تحميله على الهواتف الأخرى، وبالتالي من طبقة اجتماعية معينة، فضلا عن الحصول على دعوة رسمية.
وقال تامر الفقي خبير التسويق الرقمي، إن اقتصار عمل التطبيق بشكل حصري على هواتف آيفون العاملة بنظام التشغيل IOS بجانب تطلب التسجيل عليه للحصول على دعوة دخول ساهم في تسريع الترويج لفكرته والتشويق لاستخدامه مرجعا لذلك حرص المستخدمين على تنزيله معتبرين ذلك نوع من (الفئوية) وان كلوب هاوس بمثابة تطبيق لمستخدمي أفضل هواتف في العالم.
وتابع الفقي في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن ذلك خلق عملية تسويق من نوع جديد جعلت المستخدم يتهافت على لتسجيل الدخول والاشتراك قائلا، إن جموع النساء بدأت تسأل وتعرف عن التطبيق واستخداماته وتسرع وتبحث لكي تعرف كيف تدخل إليه وهو ما أدى إلى حالة FOMO اختصارا لـ fear of missing out مما يعني شعور المستخدم إن هناك أمر هام يجب أن يكون جزء منه وسيفقده في حالة عدم المشاركة به حتى لو لم يكن مهم بالنسبة له أو يعلم ما هو، وتوقع الفقي، أن يتم إتاحة استخدام التطبيق لهواتف نظام التشغيل الاندرويد مع نمو إعداد مستخدميه تدريجيا بعد أن يتم الترويج جيدا وزيادة رغبة الأفراد في تنزيله ثم يتم فتح عمليات تنزيله بشكل مفاجئ دون تمييز.
من جانبه كشف المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات التطبيقات الأخرى، أن حماية البيانات على التطبيق تفتقد للتأمين الكامل مشيرا إلى أن التطبيق يقوم بإنشاء ملفات تعريف الارتباط للأشخاص الذين لم يستخدموا التطبيق من قبل ولكنهم موجودون في جهات اتصال الأشخاص الذين يستخدمونه.
وأكد حجاج في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن التطبيق يحوي عيوب أمنية تجعل بيانات المستخدمين عرضة للوصول إليها، وخاصة من قبل الحكومة الصينية وذلك وفقا لتقرير عن مرصد جامعة ستانفورد للانترنت متوقعا أنه من المحتمل تمكن شركة التقنية الصينية "أجورا Agora Inc" من الوصول إلى الصوت الخام للمستخدمين، مما يسهل فكرة اختراقه من قبل الحكومة الصينية لكن الشركة اختارت عدم إتاحة التطبيق في الصين، وعلى الرغم من ذلك فقد تمكن بعض الأشخاص من إيجاد حل لتنزيله، مما يعني أنه يمكن نقل جزء من بعض المحادثات عبر الخوادم الصينية.
وخرج تقرير ستانفورد ليسلط الضوء على معلومات جديدة لم تكن معروفة، كارتباط شركة "أجورا" الصينية بتطبيق "كلوب هاوس"، وكذلك وجود "خادم" في أميركا والصين.
وأكد حجاج الملقب بصائد الهاكرز، أن حركة البيانات يتم توجيهها إلى الخوادم التي تديرها شركة "أجورا" ويؤدي الانضمام إليه إلى إنشاء "حزمة موجهة"متابعا أن هذه الحزمة تحتوي على بيانات وصفية حول كل مستخدم، كالكود ورقم معرّف ومعرّف الغرفة التي ينضم إليها وإرسال هذه البيانات الوصفية عبر الإنترنت بنص غير مشفر مما يعني أن وجود أي طرف ثالث يمكنه الوصول لهذا البيانات.
وأضاف حجاج شركة "أجورا" الوصول للبيانات الوصفية لأنها غير مشفرة، وكذلك تستطيع الوصول للمحتوى الصوتي، وقد تصل البيانات للحكومة الصينية عن طريق "أغورا".
أما عن سياسة الخصوصية، لفت حجاج، إلى أن التطبيق يقوم بجمع معلومات مهمة كالبيانات الشخصية، والمحتوى الصوتي والعناوين الخاصة بالمستخدم للتوصية بمستخدمين آخرين والتوصية بالحساب والمحتوى لهم، مؤكدا أن التطبيق حديثا نسبيا ولا يمكن الانضمام إليه إلا بدعوة وتقديم طلب الانضمام، ولذلك لا يمكن معرفة إلى أي مدى ستكون قوة تشفير الدردشات داخله، حيث لم يثبت أنها آمنة كليا أو بالإمكان اختراقها بسهولة، والأمر يعود للمستخدمين في مدى حاجتهم لتطبيق جديد للدردشة الصوتية يضم للتطبيقات الحالية التي تسعى لاقتحام مجال المحادثات الصوتية كشركة "فيس بوك" خاصة بعد الإقبال الكبير على "كلوب هاوس"، وحديثا أطلق "تويتر" خاصية البث الصوتي إلا أنه لم يحقق النتائج المرجوة منه إلى الآن.