تسيطر حالة من الاضطراب الشديد على سوق الهواتف المحمولة، بعد الهبوط الحاد لسعر صرف الدولار الأمريكي بالسوق الموازية، الذي وصفه بعض التجار بأن 'أسانسير الدولار هوى بهم في بئر الخسائر'.
وانخفض الدولار الأمريكي من نحو 72 جنيها، إلى 54 جنيها، فاقدا 30% من قيمته، وبشكل مفاجئ أدى إلى ارتباك تعاملات تجار الذين أبرموا اتفاقات لشحنات شراء وبيع على أساس السعر الأول، ما يتسبب في خسائر هائلة جراء تراجع الأسعار ومبيعات الأجهزة المستعملة، وعمليات الصيانة.
التجار : وضعنا رأسمالنا في الهواتف لحفظ قيمتها
وقال أحمد إسماعيل تاجر تجزئة، إن تراجع سعر الدولار في السوق الموازية بهذا الشكل، أدى لتداعيات سلبية كثيرة على نشاط السوق، منها تكبد خسائر مالية كبيرة، وتعطل دورة رأسمال البيع لديهم في شراء الجملة لطرح الأجهزة بالسوق أمام المستهلك النهائي، وذلك لقيام التجار بوضع كل رأسمالهم التجاري في شراء الهواتف خلال الفترة الماضية، والتي شهدت قفزات متتالية لسعر الدولار في السوق الموازية لحفظ قيمة أموالهم، في ظل تراجع سعر الجنيه المصري.
وكشف إسماعيل لـ'أهل مصر' عن أن التجار اعتمدوا على توقعات سوق الهواتف، والتي اتسمت بتدبير كلفة الأجهزة بأي سعر للعملة، على اعتبار أن قيمة الدولار مستمرة في الارتفاع، أو على أقل تقدير ستستقر، مشيرا إلى أن تراجع سعره بهذا القدر، تخطى حدود المفاجأة، وصدم التجار مع خسارة العملة نحو 15 جنيها من سعرها، وتحملها التجار في سبيل شراء أجهزتهم.
الموزعون: لا يمكن وقف دورة البيع لهذه الأسباب
وأوضح إسماعيل أن التجار سيضطرون إلى الاستمرار في البيع دون توقف، لمنع ركود الأجهزة، التي ستتقادم موديلات إصدارها، ويتخلى المستهلك عن البحث عنها، في ظل طرح أخرى جديدة، فضلا عن الخوف من استمرار تراجع سعر العملة، بما يؤدي لتضاعف خسارتهم، لافتا إلى أن ذلك سيبب حالة من التذبذب المبيعات بشكل عام، لأنه يأتي بعد قيام عدد من شركات الهواتف بتعديل قوائم أسعارها الأسبوع الماضي، نظرا لارتفاع سعر العملة في السوق الموازية
من جانبه أكد محمد جمعة مدير مبيعات إحدى شركات الهواتف المحمولة، أن تراجع سعر الدولار في السوق الموازية، يشمل جانبا إيجابيا وهو انخفاض أسعار بيع الهواتف، أمام المستهلك النهائي، بما يخلق ظاهرة لتحريك المبيعات ودعم القدرة الشرائية للعميل، الأمر الذي سينتج عنه حالة من الرواج المتوسطة خلال الفترة الحالية، في اعتماد توقعات استمرار انخفاض سعر العملة الأجنبية أمام الجنيه مع استعدادات السوق المصرية، لاستقبال كميات كبيرة من النقد الأجنبي الأشهر القليلة المقبلة من عدة مصادر.
قوائم الأسعار الأسبوع الماضي
وتوقع جمعة في حديثه لـ'أهل مصر' ألا تتأثر مبيعات الأجهزة المستعملة، بالإضافة إلى عروض الصيانة التي تقدمها مختلف العلامات التجارية أو محلات المتخصصة بسبب معيار القدرة الشرائية لكل عميل فهي تختلف من عميل لآخر في ظل ارتفاع معدل التضخم والذي أدى لتغير قائمة الأولويات من السلع لدى كل مستهلك وجعل التركيز الأكبر على سد الاحتياجات الأساسية من المأكل والملبس والصحة.
وحسب نشرة التجارة الخارجية، الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء هبطت واردات مصر من هواتف المحمول خلال الأشهر العشر الأولى من عام 2023 بنسبة 99.1% بقيمة تراجع 338.462 مليون دولار لتسجل قيمة واردات هواتف المحمول سجلت 3.216 مليون دولار مقارنة بـ 341.678 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2022 متأثرة بارتفاع سعر الصرف، بجانب اضطرابات سلاسل الإمداد و التضخم العالمي وتراجعت قيمة واردات مصر من أجهزة الاتصالات والسنترالات لنحو 725 مليون دولار خلال أول 10 أشهر من 2023 في مقابل 791.763 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2022 بانخفاض 8.4%.