تلجأ بعض الأمهات إلي أن إرضاع أطفالهن لبن صناعي، ولا تعلم أهمية أن ترضع الطفل من لبنها، وتعتقد أن الرضاعة مجرد تغذية فقط، ولا تدرى أنها علاقة تربط بين الطفل والام وتتسبب في تعلق الرضيع بأمه، وهذا ما ستشرحه السطور القادمة.
كشفت سميرة أبو غزالة رئيس قسم الإرشاد النفسي كلية الدراسات التربوية جامعة القاهرة، أن السؤال الذى يوجهه المهتمون بموضوع العلاقة بين الطفل وبالوالدين خاصة في السنوات الباكرة إلي أنفسهم هو سبب تعلق الرضيع بأمه؟ وأشهر الاجابات علي هذا السؤال هو ما قدمته النظريات الكبري من قبيل نظرية التحليل النفسي بتنويعاتها المختلفة، ونظرية التعلم والنظرية الابتولوجية.
وتبدأ تلك النظريات بنظرية التحليل النفسى وتتلخص فيما ذهب إليه" فرويد" حول تعلق الرضيع بأمه من ان علاقة الوليد بامه من النوع " الفريد والذي ليس له مثيل" وقد اعتبر هو وأتباعه أن اللذة التي يشتقها الوليد من الإطعام هى الأساس في النمو والارتقاء في إطار " العلاقة الأولية مع الموضوع وعادة ما يشتمل هذا الموضوع في شخص الأم.
بينما عن نظرية التعلم فتؤكد علي استجابية الام فأصحاب هذه النظرية يرون أن التعلق ينمو من خلال سلسلة من أساليب، السلوك المدعمة تبادليا فالطفل يبتسم وآلام تفسر الابتسامة كعلامة علي الارتياح والرضا والاهتمام وتبتسم هي الاخري فيستجيب الطفل بابتسامة وبمحاولة نطق بعض المقاطع الصوتبة، وآلام تقلد المقاطع الصوتية التي تصدر عن الطفل وتلمسه، وهكذا تتقدم عمليات التفاعل المؤدية إلي نشوء التعلق، والتعلق لن ينمو نحو راشد غير مستجيب، وبعض علماء هذه النظرية من أصحاب التوجه السلوكي يرون أن الأطفال يمكن أن يتعلقوا بالراشدين الذين يستجيبون لهم حاجات أساسية كالحاجة إلي الطعام والحاجة إلي الاثارة
وعلى الجانب الآخر تثبت نظرية علم الابثولوجي فتمثل وجهة نظر احدث، وباعتبارها أحد التوجهات ذات الطابع البيولوجي في تفسير السلوك فإنها تذهب إلى أن التعلق يقوم علي أنماط موروثة وهي التي تسهل بقاء الكائن الحي فالأطفال الذين يبقون بجانب أمهاتهم لديهم فرصة أكبر للبقاء والمص والتعلق، كذلك فإن الكبار مبرمجون بيولوجيا للاستجابة الاعتنئائية بسلوك الصغير.