طفلة هندية تسببت في استقرار الإنجليز بأمريكا.. القصة الحقيقة لـ"بوكاهانتس" أميرة ديزني

 المرأة التي لولاها ما نشأت أمريكا
المرأة التي لولاها ما نشأت أمريكا
كتب : سيد محمد

تنسب العديد من كتب التاريخ، اكتشاف أمريكا الشمالية إلى الرجل الأبيض كريستوفر كلومبس، ولكن ليست هذه الحقيقة الكاملة، حيث أنه يوجد امرأة ساعدت في استقرار المواطنين الغربين في أمريكا الشمالية، ليكون الفضل الأول في اكتشاف أمريكا إلى تلك المرأة، والتي لولاها لما كان للرجل الأبيض استقرار أو وجود في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحسب الأديبة نادية فريد عبدالرحمن صاحبة كتاب غرائب وعجائب دول الثلج.

وكشفت نادية في كتابها غرائب وعجائب دول الثلج، أنه عندما وصل الأوروبيون الأوائل إلى القارة حاولوا الوصول من الشرق إلى الغرب، ولكن بعد محاولات فاشلة لم يمكثوا في أمريكا الشمالية، مشيرة إلى أن الإنجليز هم أول من فكروا في اتخاذ مستعمرة في نيوفوندلاند، لكن المخاطر كانت بالغة لذا اضطروا إلى صرف النظر عن هذه المحاولة، ثم أعاودا الكرة مرة أخرى في فرجينيا ولكنهم أخفقوا ولم يكرروا التجربة مرة أخرى.

وفي عام 1607، وصلت إلى فرجينيا جماعة أخرى من المهاجرين الإنجليز، والذين أسسوا أول مستعمرة لهم، وسموها جيمس تاون نسبة إلى الملك الإنجليزي جيمس الأول، وكان عليهم التغلب على كثير من الصعاب لأنهم استوطنوا بأرض من المستنقعات الموحلة التي تنتشر فيها الأوبئة والجو بالغ القسوة، بالإضافة لخطر الهنود الحمر الدائم.

بلغ الضعف بهؤلاء المستوطنين الأوائل إلى الحد الذي أعجزهم عن صيد الأسماك أو حتى قنص الطيور والحيوانات، ولكن بعدما وقع أحد أفراد المستوطنة في غرام إحدى الأميرات الهنديات وهي بوكاهانتس، وتزوجها، أصبح أمر تعايش وبقاء المستوطنة الإنجليزية سهلا حتى تحولت إلى الولايات المتحدة الأمريكية فيما بعد، لأنه بعد ذلك الزواج تحسنت العلاقات بين 'جيمس تاون' وبين الهنود الحمر.

الأميرة الهنديةالأميرة الهندية

وبعد مرور الوقت تحول مسار بوكاهانتس عندما أسرت أثناء المعارك بين الإنجليز والهنود الحمر سنة 1613، حيث طلب الإنجليز فدية من قومها، وتحولت إلى المسيحية أثناء أسرها وتسمت باسم ريبيكا، وعندما جاءتها الفرصة للعودة إلى قومها اختارت البقاء مع الإنجليز، وفي أبريل 1614 تزوجت مزارع تبغ إنجليزيًا يدعى جون رولف، وفي يناير 1615 ولدت له ابنًا سماه توماس رولف.

وفي نفس العام ذهبت بوكاهانتس مع زوجها إلى بريطانيا، حيث قُدمت إلى المجتمع الإنجليزي كمثال 'للهمجية المتمدنة'، فنالت قدرًا من الشهرة وحضرت بعض المناسبات الاجتماعية في لندن، لكن بوكاهانتس ما لبثت أن توفيت في مارس 1617 ولم تبلغ بعد الـ22 من عمرها، ودفنت في إنجلترا في قبر لا يعلم مكانه على وجه التحديد.

الأميرة الهنديةالأميرة الهندية

وفي الرواية التي تعد الأكثر انتشارا والأقرب للحقيقة، والتي ذكرها موقع 'هيستوري كوليكشن'، أنه عام 1596 ولدت فتاة صغيرة تُدعى أمونوت لأم كانت تُدعى بوكاهونتاس ووالدها واهونسناكا الذي كان زعيم قبيلة بوهاتان الهندية، وكان المشرف على قبيلة زعماء بوهاتان الأخرى، التي كانت تضم 25000 شخص، وكان لديهم 30 رئيسًا من المستوى الأدنى في عهد والد بوكاهونتاس.

وعلى الرغم من أن اسم ولادتها كان أمونت Amonute، إلا أن الاسم الذي أُطلق عليها لاحقًا في حياتها كان ماتوكا 'Matoaka'، وهو ما يعني 'الزهرة بين جدولين'، كما يسرد الموقع حقيقة أخرى عن الأميرة الهندية، وهي أنه لا أحد يعرف من هي والدتها في الواقع، ولا يوجد سجل مكتوب لوالدة بوكاهونتاس، باستثناء القول إن كلاهما لهما نفس الشخصية المرحة والحيوية واللقب، وذلك وفقًا للعرف، وكان الزعيم بوهاتان ينام مع العديد من الزوجات، وعندما تحمل إحدهن، كانت تعود لتعيش في إحدى القبائل الثلاثين التي أتت منها، وتلد طفل الزعيم وبعد الولادة، كان من المتوقع أن ترضع الطفل، وبمجرد فطام الطفل، يتم إعادته إلى زعيم باوتمان للعيش مع أشقائه غير الأشقاء، وبعد قيامها بواجبها، يسُمح لها بالزواج من رجل آخر، وإقامة علاقة، وتربية المزيد من الأطفال دون أن يُتوقع منها العودة إلى زعيم بوهاتان.

الأميرة الهنديةالأميرة الهندية

لم تربطها علاقة بـ'جون سميث'

ونفى الموقع أي علاقة بين جون سميث وبوكاهونتاس، وما ذكره سميث في كتبه من أن بوكاهونتاس قامت بإنقاذه، لأنها كان سنها ما بين سن 9 و 11 عامًا عندما التقى جون سميث لأول مرة بقبيلة بوهاتان، وكان يبلغ من العمر 27 عامًا عندما أرهب القرى بالتسلل إلى المنازل ليلاً وحمل البنادق في رؤوسهم، مطالبا بتزويده بالمؤن.

تزوجت من رجل قبلي

وعندما بلغت بوكاهونتاس من العمر 14 عامًا، خضعت لحفل بلوغ سن الرشد حيث كانت تعتبر امرأة، وفي هذا الوقت، يمكن للأميركيين الأصليين اختيار أسمائهم الخاصة، وقررت أنها تريد رسميًا تسمية 'بوكاهونتاس'، لأنها شعرت أنها تشبه نفسها الحقيقية بعد أن أصبحت امرأة، وتزوجت من رجل من قبيلة بوهاتان يُدعى كوكوم، وهو شقيق أحد زعماء القرى المجاورة يدعى جاباساو، وعلى عكس ما صورته الأفلام الغربية من أنها كانت لا تطيقه فإن بوكاهونتاس، بصفتها الابنة الشعبية للزعيم، تختار من الخاطبين الذكور المحتملين، وبعد ذلك انتقلا إلى القرية التي يديرها الزعيم جاسباو 'قرية زوجها'، وأنجبا ابنة معًا.

كانت القرية التي انتقلت إليها أقرب إلى جيمستاون مما نشأت مع والدها، وفي هذه المرحلة ربما تكون قد تفاعلت مع المستوطنين أكثر مما فعلت عندما وصل جون سميث لأول مرة.

خطف الأميرة الهندية

في الصيف، كان سكان بوهاتان يتجولون في كثير من الأحيان دون ارتداء أي ملابس، لأن الجو كان شديد الحرارة في الخارج، بينما كان هذا أمرًا طبيعيًا بالنسبة للثقافة الأمريكية الأصلية، حيث أصبح المستوطنون البيض الذكور فاسدين جنسيًا، وكانوا يعتقلون النساء والأطفال لاغتصابهم، وكانت إحدى سيئات الحظ هي الأميرة بوكاهونتاس تم اختطاف بوكاهونتاس وأخذت على متن سفينة، حيث تعرضت للاغتصاب من قبل مجموعة من الرجال، وعندما كانت سجينة على متن القارب أصيبت بالاكتئاب وتوقفت عن الأكل، ومنذ أن كانت رهينة، أراد الإنجليز إبقائها على قيد الحياة، وسمحوا لأختها بزيارتها على أمل أن ترفع معنوياتها بما يكفي لتناول الطعام. وهنا أخبرت الأميرة أختها أنها تعرضت للاغتصاب من قبل عدة رجال، وأنهم أخبروها أن والدها لا يحبها، ولهذا السبب لم يأت لإنقاذها، ولكن أكدت لها شقيقة بوكاهونتاس أن هذا لم يكن صحيحًا، وأنهم أحبوها وافتقدوها كثيرًا، ورغم ذلك بقيت الأميرة رهن الاعتقال وحملت بطفل من أحد المعتدين عليها.

تحولها للمسيحية

أراد آسرو بوكاهونتاس أن تصبح أكثر 'حضارة'، لذا أجبروها على التحول إلى المسيحية، وأثناء معموديتها، أعطوها الاسم الجديد 'ريبيكا'، وشرح الوزير لبوكاهونتاس كيف ستكون الحياة أفضل بكثير في إنجلترا، وشجعها على تكريس نفسها للكتاب المقدس والانتقال إلى أوروبا.

وساعد التحول إلى المسيحية البيض على الاسترخاء، لأنهم كانوا يفكرون في بوكاهونتاس على أنها امرأة مسيحية 'صالحة' ستلتزم بقوانين الوصايا العشر.

الأميرة الهنديةالأميرة الهندية

معركة من أجل الأميرة

في عام 1614 ، جمع والد بوكاهونتاس أخيرًا مجموعة من الجنود وحاول إنقاذها، وأسفر ذلك عن مقتل العشرات من الرجال، وأخيرًا سمح خاطفوها لوالدها بالتحدث معها، ولكنها أخبرته أن يتركها تذهب إلى إنجلترا، حيث تنتظرها الفرص الجيدة، ولكنها كانت تطمع في أن يتوقف القتال، ولم تكن تريد أن يستمر الناس في الموت نيابة عنها.

وشم الأميرة

لم تتعود نساء بوتان ذوات الرتبة العالية على وشم الوجه، وكان لدى كل فرد تقريبًا في القبيلة بعض الأوشام في أماكن أخرى من أجسادهن، وربما كان لديها الكثير من الأوشام كان من الشائع جدًا أن يكون لدى شعب بوهاتان وشم في جميع أنحاء أجسادهم، حتى في نسخة ديزني من بوكاهونتاس، تم تصويرها على أنها تحمل وشمًا واحدًا على الأقل على ذراعها، وعادة ما تكون النساء ذوات الرتبة العالية في مجتمع بوهاتان يواجهن الوشم بصفتها ابنة الرئيس، وفي كل رسم توضيحي لبوكاهونتاس، لا يوجد وشم للوجه، من الممكن أن الفنانين تركوها من أجل جعلها تبدو طبيعية أكثر بالمعايير الغربية، أو ربما غادرت قريتها في مثل هذه السن المبكرة، ولم تكن قادرة على إكمال طقوس العبور هذه.

WhatsApp
Telegram