محروسة من العين.. كيف واجهت الموروثات الشعبية الحسد؟

خمسة وخميسة
خمسة وخميسة

يتسرب الحسد وينتشر في النفوس والعقول، ليتراكم ويصبح ظاهرة واضحة وأساسية في العقائد والأغاني والطعام والإنجاب والموت والأفراح، جميعنا يحتك بتلك الظاهرة ويستعيذ بالله منها، ويظن البعض أنه يمكن أن يواجه الحسد بالأحجبة والتمائم، ففى الشارع نجد سائق التاكسى كتب على زجاج السيارة عبارة 'محروسة من العين' بينما نجد سيارة ميكروباص، قد كتب على ظهرها تلك العبارة 'عضة أسد ولا نظرة حسد'.

ونتعرف في السطور التالية، كيف تحول الحسد من نصوص دينية إلى طقوس شعبية.

يشير الكاتب والقاص محمد محمد مستجاب، المتخصص في دراسات الشعبية والحاصل على جوائز فلسطين الدولية وعبد الحي أديب وغسان كنفاني، أن الحسد في الديانة المسيحية شعور موجود لذا تختتم صلاة الشكر بقول ' كل حسد وكل تجربة وكل شيطان انزعه عنا'.

خمسة وخميسةخمسة وخميسة

وأكد مستجاب، أن الحسد جاء ذكره فى القرآن الكريم، باعتباره شرًا من الشرور التى يجب على المسلمين أن يستعيذوا بالله من ضررها، ومن هنا أخذت عاطفة الحسد السلبية ذلك البعد الدينى، ونتذكر هنا قوله تعالى في سورة 'الفلق': (ومن شر حاسد إذا حسد)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه أنس بن مالك رضى الله عنه: 'لا تباغضوا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث'.

وأشار مستجاب، إلى أن الدين الإسلامي دعا إلى فلسفة اجتماعية توفق بين الفرد والجماعة، فالمجتمع بالنسبة للفرد بمنزلة الكل للجزء لا يلغيه، بل يحدده فيكمله ويغنيه، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: 'مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى'.

خرزة زرقاءخرزة زرقاء

وتابع مستجاب: 'عندما يمتزج الموروث الثقافي بالمعطيات الدينية نجد الحسد يترك بصماته على كثير من الممارسات الاجتماعية والعادات والتقاليد وجميع مجالات الحياة، كما نراه يحكم تصرفات الأفراد فى كثير من الأحيان، فعند التجول فى شوارع القاهرة، لا تخطئ أعين المارة تلك العبارات المدونة على واجهات السيارات المختلفة، كالتوك توك تلك المركبة التي انتشرت في كل مكان منذ سنوات ويملئ شوارع وأحياء وحارات القاهرة، مقولة ' من العين يارب سلم'.

العين الزرقاءالعين الزرقاء

وأكد مستجاب، أن الحسد لا يفرق بين غنى وفقير، فإذا كان على مستوى المهن التى تحمل ثقافات اقرب الثقافات المهمشين أوغالبية الفقراء، بينما نجد طريقة درء الحسد وصد العين تختلف، كلما ارتفع المستوي المعيشى للإنسان، فنجد فى السيارات الفارهة يعلق البعض الكف ، التى تسمى 'خمسة وخميسة' أو'خرزة زرقاء' أوآية قرآنية من مثل ' قل أعوذ برب الفلق' بينما يقوم بالذبح فى المناسبات أوعند بدء مشروعه الجديد، خوفاً من هذا المارد الذى لا نراه، وأقصد الحسد.

WhatsApp
Telegram