قالت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء السابقة، أنه بعيدا عن التعقيدات العلمية فإن تحليل PCR هو التحليل الوحيد المعتمد لتشخيص مرض COVID 19 حتى الآن، أما التحليل السريع المعتمد على وجود الأجسام المضادة للفيروس بجسم المريض، فهو تحليل يكشف عن اجسام تظهر في دم المصاب بالفيروس بعد 6 إلى 10 أيام من الاصابة، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه للتشخيص، ولكنه يستخدم للأغراض البحثية.
وأضافت مينا في منشور لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن هناك للأسف صعوبة في توفير كميات كبيرة من كواشف تحليل PCR لدينا، نتج عن ذلك مشاكل خطيرة تهدد بالمزيد من نشر العدوى وسط المجتمع عموما ووسط الفرق الطبية خصوصا، تكمن المشكلة الأولى في الصعوبة الشديدة في عمل تحليل PCR لعضو الفريق الطبي المخالط لحالة كورونا إيجابية مؤكدة بدون حماية كافية، كما ينص برتكول الوزارة، حتى لو كان بدون أعراض مرضية، وتكرار التحليل السلبي مرة ثانية بعد عزل 48 ساعة لو كان المخالط يعاني من اي اعراض .
وأشارت إلى أن هذا هو برتوكول الوزارة الذي يهتم بمحاصرة أي انتقال للعدوى للفرق الطبية، لأن عدوى الفرق الطبية ستنقل العدوى لدائرة واسعة من المرضى، كما أنه من الصعب أن نترك فرقنا الطبية تتساقط بالمرض أو العزل في هذا الوقت الذي نحتاجهم فيه، وهذا هو برتوكول الوزارة الذي يجد الفريق الطبي صعوبة شديدة في تنفيذه، وكأن هناك تعليمات شفوية مخالفة، أقوى من البرتكولات العلمية الرسمية المعلنة.
واستطردت في حديثها، أنه ما بين البرتكولات المعلنة وصعوبة التنفيذ يظل الطبيب أو الممرض حامل العدوى في العمل، طالما هو بدون أعراض، وتنتنقل العدوى لدائرة أوسع من المرضى ومن زملاء العمل، أو يرسل للعزل المنزلي إذا ما أكثر من الاحتجاج والضجيج، ننتبه هنا أن العزل المنزلي بمعني توفير غرفة مستقلة لفرد واحد لمده 14 يوما، مع عدم وجود اي تعامل بينه و بين باقي افراد المنزل، لا يكون سهلا ولا عمليا في الكثير من منازلنا، وبالتالي يتحول العزل المنزلي لنقل للعدوى للأهل .
أما المشكلة الثانية هي مشكلة الفرق الطبية في مستشفيات العزل التي تعالج فيها حالات كورونا المؤكدة، في هذه المستشفيات يعزل المرضى لمنع نقل العدوى للمجتمع وللعلاج حتى يتم شفائهم، كما يعزل أعضاء الفريق الطبي من الطبيب حتى العامل مع المرضى لمدة 14 يوم متصلة، وقد يستمر الطبيب أو عضو الهيئة الطبية في العمل فترتين متتايتين لمدة شهر كامل ، ولأن احتمال الاصابة بالعدوى خلال هذا التعامل المستمر الطويل قائم ، حتى مع أستخدام وسائل الحماية، لذلك كان نظام هذه المستشفيات سابقا، ألا يسمح لعضو الفريق الطبي بالاختلاط بالمجتمع إلا بعد الاطمئنان على نتيجتين سلبيتين بينهما 48 ساعة لتحليل PCR ، بعد انتهاء فترة العمل، "للأسف حديثا صدرت تعليمات من وزارة الصحة بعمل تحليل سريع لعضو الهيئة الطبية بعد انتهاء فترة عمله، وبعدها يخرج مباشرة للعزل المنزلي".
وأكدت الدكتورة منى مينا أن بالطبع هذا الكلام خطير جدا، حيث أن الاختبار السريع يعتمد على وجود اجسام مضادة تظهر بعد فترة تصل إلى 10 ايام ، وهو اختبار ضعيف الدقة، وغير معترف به للتشخيص، بإختصار كل ما نعتمد عليه هنا هو العزل المنزلي، الذي قد يتحول في الكثير من الاحيان لنقل العدوى للأهل، انتج هذا بالطبع فزع شديد لأعضاء الفرق الطبية، اللذين أصبح واضحا أن إقبالهم على على التطوع للعمل بمستشفيات العزل، معناه أنهم لا يعرضون أنفسهم فقط للخطورة، ولكنهم يعرضون أهلهم كذلك، خصوصا الأهل المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة أو الزوجة الحامل، بدأ الأطباء ينفرون من التطوع ، وبدأت وزارة الصحة تعتمد على التكليف بدلا من المتطوعين، و أصبح من الطبيعي أن يحاول الكثيرون التملص من هذا التكليف خوفا على أهاليهم ، بإختصار دخلنا جميعا دائرة سيئة جدا.
واقترحت عضو مجلس نقابة الأطباء السابقة عددًا من الحلول والمقترحات:
1- يجب على السادة المسئولين القائمين على إدارة أزمة كورونا أن يوفروا كمات إضافية من كواشف PCR ، حقيقي أن هذا ليس سهلا ، و لكنه ليس مستحيلا ، يمكننا شراء كميات إضافية بالتأكيد .
2- يجب أن يتم الالتزام بالتحليل لمخالطي الحالات الايجابية من الفريق الطبي كما تنص البرتكولات المعلنة ، و في حالة وجود عجز في توافركواشف PCR يتم توفير مكان لائق لعزل المخالط المشتبه باصابته لمدة 14 يوما ، من الممكن استخدام الفنادق المعطلة عن العمل حاليا لذلك .
3- يجب اعلان نظام واضح لمستشفيات العزل ، يقر العودة لنظام عمل تحليلين متتاليين PCR، بدلا من الكلام الغير علمي للاعتماد على الكاشف السريع ، أو نوفير مكان محترم للعزل لمدة 14 يوما بعد انتهاء فترة العمل بمستشفى العزل .
وفي النهاية أكدت أن هذه أقل حقوق أعضاء الفريق الطبي، حتى لا يشعر الطبيب والممرض، أنهم أصبحوا مجبرين على نقل العدوى لأهاليهم ، لافتة إلى أن إختبار كورونا القاسي يلقي بالفعل بأثقال رهيبة على عاتق الأطباء والفرق الطبية، لذلك "أرجوكم لا تزيدوا الأحمال ثقلا، فلم يعد في الصبر منزع.. أبطال ألفرق الطبية وهم يؤدون دورهم البطولي في هذه المحنة، يحتاجون لأن يشعروا ببعض التقدير وبعض التفهم و بعض الاهتمام بحل مشاكلهم المتفجرة".
وكانت وزارة الصحة اعلنت أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم، الجمعة، هو 5895 حالة من ضمنهم 1460 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و 406 حالات وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن "105"، و"15335" لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية.