على الرغم من الخطر الذي يواجهه عمال شركة غزل المحلة، بالتعرض للإصابة بفيروس كورونا، سواء بسبب الزحام داخل العنابر أو أثناء الانتقال من منازلهم بالقطار إلى مقر عملهم، إلا أنهم لا يبالون بذلك الخطر ويتحركون يوميا بنفس النشاط إلى مصانعهم حفاظا على عملية الإنتاج وتقديرا لجهود الدولة، الأمر الذي جعلهم مؤهلين لتسطير قصة كفاح ليس لها مثيل.
يقول "بيتر أنسى" أحد عمال شركة مصر: أستيقظ يوميا في الخامسة صباحا، أرتدى ملابسى وأرتب حقيبتي التى تحوى طعام إفطاري، وأذهب لمحطة القطار، وذلك لأنى من قاطني مركز السنطة، التابع لمحافظة الغربية حيث أستقل القطار أنا وعشرات من العمال قبل الميعاد، فكلما مر القطار زاد عدد عمال الشركة بداخله، حيث يبلغ عدد عمال الشركة 8500 عامل بعد ما كان 15000 عامل، ويعد القطار الوسيلة الأرخص والأسهل للانتقال للعمل، ومع اقتراب المسافة يزداد العدد، ونتخذ الإجراءات الوقائية ضد كورونا.
وأضاف "أنسى": نسلم أمرنا لله، الشركة هى بيتنا، ولن يضرنا شيء ما دمنا في سبيل العمل، ونأمل أن تكون شركة مصر في الصفوف الأولى الشركات المنافسة بسواعد أبنائها حينما تعود الحياة إلى طبيعتها.
وقال محمد إبراهيم، أحد عمال شركة مصر للغزل والنسيج بقرية ميت بدر حلاوة، التي ظهرت فيها أولى حالات فيروس كورونا: عندما تم عزل القرية جزئيا وألزمنا بالحجر المنزلى، شعرنا باليتم و التشرد، فعنابر الشركة هي بيتنا وجميعنا إخوة، ولا نتحمل أن يمر يومان دون أن نتقابل، حيث تتسم الروح بيننا بالألفة والمحبة، وشعرنا بقوتها وقوة الرابطة بيننا خلال الفترة الماضية.
وأضاف: كنا نتواصل جميعا بشتى الصور، سواء بالهاتف، أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حتى انقضت فترة الـ14 يوما وعودنا مرة أخرى إلى أماكن عملنا وبيتنا في العنابر والتي كانت دافعا لنا للعمل وتعويض الإنتاج، أما رحلتنا اليومية في القطار، فهي رحلة مصرية مفادها أن عمال مصر لابد وأن يقفوا بجوار بلادهم حتى تنقشع الغمة حتى ولو أصبنا جميعا سنظل نعمل ولن نترك فرصة للسقوط، لنسجل في التاريخ كالعاده بسطور من نور أسماء عمال شركة مصر للغزل والنسيج.
وكانت مديرية الصحة بمحافظة الغربية، قد أعلنت وضع قرية الهياتم مركز المحلة الكبرى بالحجر الصحى، ومنع دخول وخروج أحد من القرية، بوذلك بعد ظهور 10 حالات إيجابية لأشخاص مصابين بفيروس كورونا المستجد، واستقبل مستشفى صدر المحلة شابا يعمل مديرا لأحد المطاعم بطنطا، وتبين إصابة 10 من أقاربه بينهم والده ووالدته، و2 من زملائه بالعمل أحدهم من طنطا والثانى من مركز كفر الزيات، فيما قرر رئيس مدينة المحلة، منع خروج الموظفين أو العاملين بالمصالح الحكومية من القرية للمدينة، خشية أن يكونوا حاملين للمرض، كما قامت شركة مصر للغزل والنسيج بمنح عمال الغزل المقيمين بقرية ميت بدر حلاوة إجازة لتخوفهم من الإصابة بالفيروس، عقب ظهور أول حالة إصابة فى المحافظة داخل القربة لمغترب يعمل بفرنسا، وألزمهم الطب الوقائى بالعزل المنزل خلال فترة الإجازة.
يذكر أن الطب الوقائي بمديرية الصحة بالغربية يقوم بعملية مراجعة للحالات المختلطة للحالات المصابة لبيان مدى إصابتها بالفيروس ووضعهم تحت الرقابة الصحية والعزل الصحى بالمنازل.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
