على بُعد قرابة الـ 25 كيلو متر من محافظة الدقهلية، حيث قرية صغيرة يتخطى تعداد سكانها 20 ألف نسمة، وتضم بين جنباتها تل أثري يعود زمنه إلى العصر الروماني، وهو يُعد من أهم التلال الأثرية وذو طابع خاص، وهو مكان المدينة القديمة والتي أُطلق عليها "دبللة" ثم حُرّفت إلى "تبالة" و"تبلة"، وهي تقع على الترعة القديمة المسماه "أتوينس" ولها شهرة في الزمن اليوناني والروماني، وقد تم اسخراج من هذا التل عدد من القطع الأثرية وتم وضعها في المتحف المصري.
قرية التل الأثرية بالدقهلية
ويقع هذا التل في امتداد محطة القطار بالقرية التي أُطلق عليها اسم عزبة "التل" بحوالي مسافة 1 كيلو متر باتجاه قرية ميت فارس وأيضًا مدافن قرية أشمون الرمان وهى تبعد حوالي 3 كيلو مترات، وما زال حتى الآن يُستخرج منه كنوز أثرية.
قرية التل الأثرية بالدقهلية
وبالرغم من أهمية هذا المكان إلا أن سكانه يعانون من انعدام الكثير من الخدمات الخاصة، منها عدم تمهيد الطريق الذي يسيرون عليه خاصة وأنه الطريق الوحيد الذى ينقلهم إلى مدينة المنصورة والمدن المجاورة، فضلًا عن نقص الكثير من الخدمات عدم وجود وحدة صحية بتلك القرية.
قرية التل الأثرية بالدقهلية
يقول حامد السيد، أحد سكان القرية، إنهم يعانون من عدم تواجد الكثير من الخدمات، ويأتي إليهم الكثير من البعثات الأجنبية من أجل العثور على آثار تحت التل الأثري، ولكن لم يستفاد أهل القرية بشيء من ذلك، وقد طالبوا بعمل متحف لجمع فيه الآثار من أجل جلب السياحة في تلك القرية الصغيرة، ولكن دون جدوى، مضيفًا أن الطرق لديهم غير ممهدة ولا يوجد لديهم وحدة صحية ويعيشون منعزلين عن المدن المجاورة ولا يوجد لديهم سوى مدرسة ابتدائية فقط.
قرية التل الأثرية بالدقهلية
ويُضيف "السيد"، أنهم طالبوا بإنشاء مدرسة أخرى إعدادية وثانوية ولكن لم يتم تنفيذ أي شيء، متابعًا أن الطريق الذي يمرون عليه غير ممهد وفي فصل الشتاء وتساقط الأمطار لا يتمكّن أحد من الخروج من منزله، فضلًا عن تدهور الصرف الصحي في القرية ومعظم سكانها يصرفون في مياه الترع.
قرية التل الأثرية بالدقهلية
وتقول وفاء عادل، إحدى السيدات بالقرية: "إحنا عايشن هنا من 20 سنة بنفس الخدمات البدائية وكأننا نعيش في عصر ما قبل الستينات، لا يوجد كشافات تضيء الطرق لمبات صغيرة فقط، فضلًا عن عدم وجود وحدة صحية، ولا نتمكن من الخروج من المنازل بعد الساعة 9 مساءً خشية من قُطّاع الطرق المتواجدين بالطريق الذي يتحول إلى ظلام دامس، كما أنه غير ممهد ولا يصلح للسير عليه"، مضيفة أن هذا الطريق هو المكان الوحيد لأبناء القرية من أجل الوصول لأقرب مدينة لهم.
قرية التل الأثرية بالدقهلية
أما سامح خالد، طالب بكلية الحقوق، وأحد قاطني القرية، فيقول إنهم يعيشون في معزل عن العالم كله، حيث يعيشون في عصر والمدينة القريبة لهم في عصر آخر، نظرًا لافتقارهم للعديد من الخدمات والتي قد تكون منعدمة تمامًا، مضيفًا أنه من المفترض أن تُخرج تلك القرية كنوز للسياحة ولكن لم يقم أحد من المسؤولين بالتواصل معهم ولا بتلبية احتياجاتهم بالرغم من طرق أبواب المسؤولين أكثر من مرة، مطالبًا بإنشاء وحدة صحية ولو صغيرة لخدمة أهالي القرية، وأيضًا تمهيد الطريق ورصفه وإنشاء شبكة صرف صحي جديدة للقرية.
قرية التل الأثرية بالدقهلية
من جانبه أكد الدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، أنه سيقوم بزيارة لأهل تلك القرية والاستماع لمطالبهم والسعي من أجل تنفيذها، مؤكدًا أن مكتبه مفتوح لجميع المواطنين ويقوم بعمل اجتماعات بشكل أسبوعي للمواطنين من أجل تلبية احتياجتهم، وأنه سيتم النظر لمطالب أهالي القرية والعمل على حلها.
قرية التل الأثرية بالدقهلية