رمضان في كندا مع كورونا.. ظروف العزل لم تمنع من توزيع "قفف" شهر الخير.. وتنظيم الإفطار الجماعي عبر الإنترنت مراعاة لإجراءات التباعد

رمضان في كندا (أرشيفية)
رمضان في كندا (أرشيفية)
كتب : وكالات

يحلّ شهر رمضان هذا العام على مسلمي كندا وبقاع أخرى من العالم في ظروف خاصة بسبب وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي فرض العزل والتباعد الاجتماعي، وتسبب في تلاشي مظاهر الشهر الكريم من التقارب والزيارات المسائية والصلوات الجماعية حتى في بلاد المهجر حيث يدبّ النشاط بعد غروب الشمس في الشوارع التي تتواجد فيها محلاّت الجاليات العربية والإسلامية، لكنّ كلّ هذا أصبح في عداد الذكريات منذ أن قرّرت سلطات الصحة العامة في كندا منع كلّ التجمّعات مهما كان عدد المشاركين فيها، ولكن القائمين على أمور الجالية المسلمة في كندا من المراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية استعاضوا عن تلك الطرق التقليدية للاحتفال برمضان بأفكار أخرى مبتكرة مستفيدين من الوسائل التقنية الحديثة التي ساهمت في استشعار روحانيات الشهر الكريم ولو بشكل افتراضي.

وأعلنت الجهات الطبية الكندية، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، تسجيل 207 حالات وفاة جديدة بفيروس كورونا في الساعات الـ 24 الأخيرة، ليرتفع الإجمالي إلى 3 آلاف و 774. وذكرت وزارة الصحة الكندية في بيانها الثلاثاء، ارتفاع عدد الإصابات في عموم البلاد إلى 60 ألف و 772، بعد تسجيل 1298 إصابة جديدة.

رمضان في كندا (أرشيفية)

ورغم هذا الظرف، لا تزال المراكز الإسلامية في كندا تطلق مبادرات بمناسبة حلول الشهر الكريم لجمع التبرعات والزكاة لتوفير إفطار للمحتاجين؛ ففي مونتريال أطلق مركز "النور" مبادرة في هذا الشأن، وقال رئيس المركز عبد العزيز رزيق في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "حتى في ظل الأزمة الصحية التي نعيشها، سيتم توزيع قفف رمضان على الشباب والأسر المعوزة مع الالتزام بتدابير التباعد الاجتماعي".

رمضان في كندا (أرشيفية)

وأضاف أنه بالإضافة إلى ذلك، سيتم إيداع أموال الزكاة التي يتم جمعها مباشرة في الحسابات المصرفية للأشخاص المستهدفين، وكذا تقديم سلسلة من المحاضرات عبر الإنترنت حول تعاليم وقيم الدين الإسلامي، وتشجيع الناس على الالتزام بتعليمات الحجر الصحي وأداء الصلاة في المنازل".

رمضان في كندا (أرشيفية)

يتعلق الأمر إذن بنماذج لمبادرات متعددة يعمل أفراد الجالية المسلمة في كندا على بلورتها بالرغم من الصعوبات التي تواجههم في زمن الوباء، ويعبرون من خلالها على الأواصر القوية التي تجمعهم.

رمضان في كندا (أرشيفية)

إلا إن هذا العمل التضامني القائم منذ سنوات تعترضه صعوبات هذه السنة، حيث تعاني الجمعيات الخيرية التي دأبت على تنظيم تلك المبادرات، بسبب الوضع الاستثنائي الناجم عن فيروس كورونا في تنظيم تلك المبادرات الخيرية.

رمضان في كندا (أرشيفية)

وهو ما دفع تلك الجمعيات الى طرح أفكار بديلة تتمثل في تنظيم الإفطار الجماعي عبر الإنترنت، "كطريقة مغايرة للتقارب ومشاطرة لحظات الدفء الأسري داخل البيوت.

رمضان في كندا (أرشيفية)

واضطر بعض أفراد الجالية المسلمة في كندا من أصحاب المحلات، وعلى غرار جميع المحال التجارية الأخرى هناك، للإغلاق والاقتصار على إعداد طلبيات خاصة بشهر رمضان، وذلك امتثالا لتعليمات وزارة الصحة في كندا التي ألزمت أصحاب المطاعم والمحلات بإعداد الطلبات وتوصيلها للزبائن الذين لوحظوا هذا العام يميلون إلى طلب كميات كبيرة ربما تفاديا للمغادرة المتكررة للبيوت من أجل التزود بالمواد التي تلقى رواجا أكبر خلال شهر رمضان الفضيل.

رمضان في كندا (أرشيفية)

ويصل عدد ساعات الصيام في كندا إلى 17 ساعة وهو ما يمثل تحديا كبيرا للبعض الذي يرى في السفر إلى بلدان أخرى تشهد عدد ساعات صيام أقل، أمرا ضروريا حتى يستطيع القدرة على إتمام الصيام طيلة الشهر.

و بالاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، يحاول بعض أفراد الجالية المسلمة في كندا حثّ مسلمي كيبيك وغيرها من المدن من مختلف الأعمار و الأصول والجنسيات على الامتثال لتدابير التباعد الاجتماعي خلال شهر رمضان؛ حيث أطلقت فتاة تدعى مروة خنافر، وهي مقيمة في مونتريال منذ ثلاث سنوات، حملة على موقع فيسبوك تحمل عنوان "رمضان أنت ضيفي الوحيد".

وتقول الفتاة البالغة من العمر 25 عامًا :"نطبّق العزل والتباعد الاجتماعي بسبب فيروس كورونا منذ ما يقرب من شهر. ومع اقتراب شهر رمضان أصبحنا نخشى أن يكون هناك تراخي في تطبيق تعليمات سلطات الصحة العامة. خاصة وأنّنا ننتظر هذا الشهر للاستغفار والتقرّب من الله بالذهاب إلى المساجد والالتقاء بالأقارب."

وسجلت الفتاة اللبنانية الأصل مقطع مصور (فيديو) "تطوّعي" مع مجموعة من أصدقائها طوله نحو دقيقة وثلاثين ثانية كي تقول للنّاس "إنّنا سنصوم هذا العام بطريقة مختلفة بسبب كورونا. ويجب علينا القيام بكلّ شيء من البيت".

وسُجّل الفيديو بخمس لغات وهي الفرنسية والعربية والإنجليزية والأردية ولغة الإشارة. "كنّا نهدف إلى إيصال رسالتنا إلى كلّ أطياف الجالية المسلمة في مختلف اللغات"، كما تقول مروة خنافر التي حرصت على أن يشارك في الفيديو كلا الجنسين ومختلف الأعمار.

وكان ردّ الفعل إيجابي على مواقع التواصل الإجتماعي كما تؤكّد الشابة. ووصلت التعليقات الإيجابية من مونتريال وأوتاوا ومن كلّ أنحاء مقاطعة كيبيك وكندا. وفضّل المشاركون في تصميم وإخراج الفيديو والتمثيل أن يتطّوعوا في هذا العمل باسمهم الشخصي.

كان مجلس أئمة كيبيك طلب من أعضائه، في وقت سابق منتصف شهر مارس الماضي، تعليق صلاة الجمعة والصلوات الجماعية امتثالًا لأوامر سلطات المقاطعة. وقال حينها المجلس :"كمسلمين، يجب علينا القيام بدورنا للحد من انتشار الفيروس." وسبقه مجلس أئمة كندا في الطلب نفسه.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات