كما سبق ونشرت أهل مصر بدأت الخلافات تعصف بالعلاقة بين رئيس وزراء ما يسمى بحكومة الوفاق في طرابلس فائز السراج وبين وزير داخليته فتحي باشاغا الذي تحول للرجل القوي في طرابلس بسبب الدعم العسكري التركي له مباشرة وبعد أن نقلت تركيا نحو 7000 مرتزق سوري من مناطق خاضعة لها إلى الأراضي الليبية ليكونوا الذراع العسكري على الأرض لفتحي باشاغا بالإضافة إلى تبعية قوات وزارة الداخلية وجزء لا يستهان به من ميلشيات مصراتة لباشاغا . وعلى الرغم من أن الخلاف على النفوذ بين السراج وباشاغا الذي كشفته أهل مصر في 28 من نوفمبر العام الماضي ظل مكتوما ولا يعرف به إلا المقربون من مكتبي السراج وباشاغا، إلا أن البيان الذي أصدره ديوان المحاسبة التابع للسراج والذي يتهم فيه باشاغا باختطاف أحد قيادته فجر الخلاف بين السرج وباشاغا على السطح .
وقال ديوان المحاسبة التابع لباشاغا أن المسؤول المختطف هو رضا قرقاب، ويشغل منصب مدير الإدارة العامة للرقابة المالية على القطاع العام. وفي المقابل وسارعت وزارة الداخلية التابعة لباشاغا عقب الحادثة لتوجيه الاتهامات إلى ديوان المحاسبة بإصدار بيان حيث قالت إن الديوان تقاعس عن أداء دوره وفق قانون تأسيسه، ووضع جملة من العراقيل أمام إجراء تحقيقات مالية للكشف عن فساد يتستر عليه الديوان، بحسب بيان للوزارة. في إشارة لما يتداول من أنباء حول وقائع فساد بمئات الملايين تحوم حول فائز السراج.
وتشير هذه الاتهامات المتبادلة، بحسب مراقبين، إلى توترات عميقة في حكومة السراج، خصوصا مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، وهو ما انعكس أيضا في تصريحات محافظ المصرف المركزي، ردا على طلب السراج فتح منظومة بيع النقد الأجنبي، حيث أكد محافظ المصرف المركزي أن إعلان حالة الطوارئ في البلاد يفترض أنه جاء لمواجهة وباء كورونا فقط، وليس لتمرير أي قرارات أخرى. جاء ذلك في الوقت الذي وجدت وزارة الداخلية الليبية التي يتولاها باشاغا نفسه في ورطة مالية بسبب اضطراها لدفع رواتب المرتزقة السوريين وتكلفة إعاشتهم، وهم المرتزقة الذين تقدر رواتبهم وتكاليف إعاشتهم شهريا ب35 مليون دولار شهريا، ويرفض البنك المركزي الليبي تسييل هذا المبلغ لحساب وزارة الداخلية. ويستند باشاغا إلى قوات وزارة الداخلية وبعض ميلشيات مصراتة والدعم التركي بواسطة المرتزقة السوريين، بينما يستند فائز السراج للحماية العسكرية المباشرة التي وفرتها له إيطاليا من خلال إرسال 1000 جندي من مشاة البحرية الإيطالية موزعين على طرابلس ومصراتة وفرقاطة أمام سواحل طرابلس تتولي حماية السراج