زعم كريس روبنسون، المتخصّص بشؤون روسيا في الخارجية الأمريكية، إن الدعم الروسي "أدى إلى تصعيد كبير لحدة النزاع وإلى تدهور للوضع الإنساني في ليبيا". وأضاف "غالبا ما تعتبر فاغنر، عن خطأ، أنها شركة أمنية خاصة، لكنّها في الواقع أداة للحكومة الروسية يستخدمها الكرملين لتحقيق أهدافه بتكلفة أقل ومخاطر أقل"، بحسب وكالة فرانس برس.وأشار روبنسون إلى أن الصور التي التقطت للأسلحة "الثقيلة والمتطورة" التي يمتلكها عناصر فاغنر في الميدان ثثبت أن هذه ليست مجرّد شركة خاصة. بدوره اعتبر هنري ووستر، المسؤول عن شمال أفريقيا في الخارجية الأمريكية أنّ موسكو لا تبدو على استعداد للانسحاب من ليبيا التي أصبحت بالنسبة إليها بعد سوريا جزءاً من استراتيجيتها للتأثير في المنطقة.
وقال "لا يأملن أحد أن تحزم روسيا حقائبها وتغادر بعد أن استثمرت في الصراع الليبي". وناشد ووستر موسكو، التي لطالما نفت أي دور لها في وجود مرتزقة روس في ليبيا، بالانضمام إلى الدعوات لاستئناف الحوار بين حفتر وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها أمميا ومقرّها طرابلس. وشدّد الدبلوماسي الأمريكي على أنّ بلاده لم تدعم الهجوم الذي تشنّه قوات حفتر على طرابلس لانها تعتبر أنه أضرّ بالمهمّة الأساسية المتمثّلة بمحاربة جهاديي تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة. وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد أن روسيا لا تنحاز إلى أي من أطراف الصراع في ليبيا، وتضع مصالح الليبيين في المقدمة. كما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في وقت سابق أنه لا يحق للعديد من الدول الحديث عن زعزعة استقرار الوضع في ليبيا بعد أن دمروها بأفعالهم التي تنتهك القانون الدولي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر في يناير/كانون الثاني أنقرة من مغبّة التدخّل في ليبيا، وذلك بعد أن أشاد في أبريل 2019 "بالدور الهام" الذي يقوم به حفتر "في مكافحة الإرهاب وتأمين الموارد النفطية". ومنذ 2015 تتنازع الحكم في ليبيا سلطتان: حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السرّاج ومقرّها طرابلس (غرب) وحكومة موازية يدعمها المشير حفتر والبرلمان المنتخب في شرق البلاد. ومنذ أبريل/نيسان 2019 يشنّ حفتر، هجوماً عسكرياً واسع النطاق للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق المدعومة خصوصاً من تركيا.