لجان إلكترونية.. كيف تساعد موسكو "ترامب" مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية؟ ولماذا حل خلية أزمة كورونا؟

التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية
التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية
كتب : سها صلاح

يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآن الهروب من مسؤولية تفشي فيروس كورونا في بلاده، بإلقاء اللوم على الصين رغم وصول تقارير مخابراتية له في 2019 حول وجود الفيروس في الصين في هذا الوقت، إلا أنه لم يأبه لذلك، وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العاليمة حذرت مراراً وتكراراً من مخاوف رفع إجراءات الحظر بشكل مفاجئ إلا أن الرئيس الأمريكي يستعد لفتح بلاده مرة أخرى رغم وصول عدد الإصابات في الولايات المتحدة الأمريكية لـ 25253، وعدد الوفيات لـ 73297، لدوران عجلة الاقتصاد، وإجراء الانتخابات في موعدها فلا صوت يعلو على صوت "أمريكا أولاً" أو بالأحرى "ترامب أولاً" حيث يخاف الرئيس الأمريكية من سوء الأمور أكثر من ذلك حينها سيخسر الانتخابات، لكن توقيت تركيز ترامب على الانتخابات المقبلة في نوفمبر، بالتزامن مع معركة الوباء، أثار المزيد من الانتقادات، فماذا يفعل ترامب بالتحديد؟وهل ستساعده روسيا مرة أخرى في معركته؟.

اقرأ أيضاً: حقائق جديدة في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية.. ما هي علاقة "ستون" بمؤسس ويكليكس؟

روسيا تجند خدماتها لمساعدة "ترامب" في الانتخابات

في 2016 فتح "ربورت مولر" تحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وفي 2017 ثبتت التقرير هذا التورط خاصة بعد التحقيق مع "روجر ستون" أحد المقربين من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي ثبتت علاقاته بمؤسس وريكليكس لتغيير الرأي العالم صوب إدارة ترامب لنجاحه في الانتخابات الأمريكية، وأقر الكونجرس بتورط روسيا في الانتخابات الماضية إلا إجراء قانوني حقيقي تم اتخاذه بهذا الشأن فالأمر كان ظاهرياً فقط، وبالرغم من الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا إلا أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يتحرك في سياسته الخارجية خاصة مع أعداءه السابقين بمبدأ "المصالح بتتصالح"، وبالعودة إلى الانتخابات الأمريكية المقبلة يحاول "بوتين" كسب نقطة أخرى مع "ترامب" ليكون صاحب الفضل في حفاظه على مكانه الحالى في البيت الأبيض، لمساعدته هو الأخر عندما يأتي دور أمريكا في رد الجميل في سوريا واقتصاد بلاده الذي تدهور بسبب تفشي فيروس كورونا بالكثير من الاستثمارات الامريكية والخليجية من خلال الضغط الأمريكية على دول الخليج للاستثمار في روسيا، ولكن كيف يساعد "بوتين" أمريكا في الانتخابات المقبلة؟

اقرأ أيضاً: ينام إلى وقت متأخر ويأكل بشراهة.. كيف أثر فيروس كورونا على "ترامب"؟

تقول صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية أن الحكومة الروسية تستغل الطلاب الأفارقة الذين يدرسون في موسكو، ليكونوا نواة لجان إلكترونية تقوم على مهاجمة الحزب الديمقراطي في أمريكا، واتهامه ورموزه بالمسؤولية المباشرة عن نشر فيروس كورونا حول العالم.

اقرأ أيضاً: قصص اغتيالات واختفاء غامض.. بالوثائق: لماذا قُتل "بينج ليو" وماذا اكتشف بشأن علاج فيروس كورونا؟

وقال طالب نيجيري يقطن في روسيا للصحيفة رفض ذكر أسمه، أنه اعتقد بدراسته في موسكو أنه انضم إلى منصة تجمع الطلاب ذوي العقليات المتشابهة الراغبين في مناقشة قضايا قارتهم وتقديم الحلول لمشكلات إفريقيا الفريدة، وسرعان ما اكتشف الطالب النيجيري، أن المنشورات التي يُشاركها كثير من المشاركين في المنصة لا تمت بصلة إلى المشكلات الحقيقية التي تواجه إفريقيا،بدلاً من ذلك كانت تمتلئ بنظريات المؤامرة حول فيروس كورونا، وتقترح كثير منها أن الحزب الديمقراطي وعديداً من فاعلي الخير في الولايات المتحدة، على رأسهم بيل وميليندا جيتس، كانوا وراء تفشي الوباء في امريكا، لإزاحة الرئيس دونالد ترامب عن السلطة، وأن العلاجات الطبية المقترحة للتعامل مع الجائحة، ومن بينها اللقاح، تهدف إلى إهلاك الأفارقة.

اقرأ ايضاً: مصير المصابين الموت والحقن بالمطهرات أفضل طريقة.. كيف تعامل رؤساء العالم مع فيروس كورونا لحماية شعوبهم؟

ويضيف الطالب النيجيري أن الهجوم على الحزب الديمقراطي من خلال اللجان الإلكترونية الروسية، يبدو كأنه دعم بشكل غير مباشر للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل يبدو أن تلك اللجان الإلكترونية ستكون "نواة" أيضاً لعمل لجان إلكترونية في نيجيريا وغانا، من أجل ضخ رسائل انقسامية إلى فيسبوك وتويتر بغرض إشعال التوتر العرقي عالمياً.

اقرأ أيضاً: لقاح كورونا خلال عامين.. كيف تتعايش الدول خلال هذا الوقت؟ وهل ستفتح المقاهي وتعود المباريات؟

واشار الطالب النيجيري أن اللجان الإلكترونية تعمل بالشكل التالي:

1-الطلاب الأفريقيون يدعون أنهم مواطنون أمريكا من خلال هويات مزوة.

2-احياناً يتم العمل بهم كانوا يستخدمون عناوينهم الإفريقية في حساباتٍ تحمل روابط مثل @africamustwake.

3-استحدثت فكرة عمل جروبات على الواتساب من خلال هويات مزورة وأرقام تثبت وجودك في أمريكا يتم استخدامها من داخل روسيا، يصعب تتبعها وإضافة الكثير من المواطنين بخاصية تتحكم فيها روسيا لإرسال رسائل للمواطنين في أمريكا تدعوهم لدخول تلك الجروبات، وبالفعل نجح الأمر حتى أن ملياري مستخدم انضموا لتلك الجروبات على مستوى العالم وليس أمريكا فقط، وقد أحصى الموقع 68.1 مليون مستخدم للتطبيق في الولايات المتحدة فقط، العام الماضي.

جزء من الرسائل علي الواتس آب

حل الخلية التي تدير أزمة كورونا

في الثلاثاء الماضي وبالعودة إلى الإجراءات الأخرى التي يتبعها "ترامب" في الاستعداد للانتخابات المقبلة ، أعلن البيت الأبيض أنه يعتزم حل خلية الأزمة التي تتولى إدارة أزمة فيروس كورونا، وذلك في إشارة أخرى على أن الرئيس الأمريكي لم يعد يعتبر وباء كورونا أولوية يومية قصوى، كما استغل الرئيس زيارته الأولى خارج واشنطن منذ شهرين إلى مصنع للكمامات في أريزونا، لمغازلة الناخبين بشكل مباشر.

اقرأ أيضاً: شهادة أحد علماء من مختبر ووهان تكشف حقائق "مرعبة" حول كورونا.. كيف تفشي الوباء في العالم؟

ورغم أن ترامب أقر بأن بعض الناس "سيتأثرون بشدة" من قرار حل خلية الأزمة، فإنه قال "لا يمكننا إبقاء بلدنا مغلقاً للسنوات الخمس المقبلة"، ولاحقاً قال ترامب في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" رداً على سؤال عما إذا كان يعتبر أن "إعادة فتح الاقتصاد ستكلف أرواحاً": إنه من الممكن أن يحصل هذا الأمر لأننا لن نكون معزولين في منازلنا.

التركيز على الاقتصاد لتمويل الحملة الانتخابية

إنهاء نشاط الخلية التي تعمل على مواجهة فيروس كورونا وخفض إجراءات الحظر، ومحاولات "ترامب" لإعادة فتح البلاد هدفه تسخير ذلك في معركة إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية.

اقرأ أيضاً: من صفقة القرن إلى فيروس كوفيد 19.. كيف انهارت أمريكا على يد جاريد كوشنر؟

وفي هذا السياق، نجد أن الإشارات الصادرة من البيت الأبيض هي الأكثر وضوحاً حتى الآن بشأن التحول من إدارة معركة الوباء، الذي لا يبدو أن هناك طريقة لهزيمته، إلى معركة فتح الاقتصاد قبل ستة أشهر فقط من إقامة الانتخابات الرئاسية، التي يواجه فيها ترامب منافسه الديمقراطي جو بايدن، بغرض الفوز بفترة ثانية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً