صرخات تعالت خلال الأيام الماضية لمواطنين بمحافظات مصر بشكل عام وبالإسكندرية بشكل خاص، تأثرت حياتهم المعيشية بسبب أزمة كورونا المستجد، ذلك الوباء الذي قلب حياة البشر رأسًا على عقب وحاصر كثيرًا منهم داخل بيوتهم، وسلب قطاعا كبيرا من أهالي المدينة الساحلية أعمالهم وفتك بأوضاعهم المعيشية وافترس البسطاء والمهمشين وأصحاب الأرزاق اليومية منهم.
صرخات الجوع في الإسكندرية تعلو على كورونا
قصص مرعبة نسمعها بين الحين والآخر خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك لأسر تبحث عن ما تقتاته بعد أن تبدلت أحوالهم وتغلبت عليهم الظروف الراهنة وأصبح يطاردهم شبح الفقر من جراء تداعيات وباء كورونا وترْكِهم لأعمالهم والتزامهم منازلهم امتثالًا لقرارات الدولة الاحترازية لمواجهة تفشي الفيروس.
صرخات الجوع في الإسكندرية تعلو على كورونا
"الناس هتموت من الجوع مش من الفيروس".. كلمات بدأ بها محمد عبد المتعال، أحد أهالي منطقة ميامي، شرق الإسكندرية، حديثه لـ"أهل مصر"، مؤكدًا أن الوضع يزداد من سيئٍ لأسوأ نتيجة تداعيات أزمة كورونا التي عصفت بأعمال أصحاب القطاعات الخاصة، حيث العاملين بالقطاع الخاص هم أكثر الفئات التي تأثرت بتلك الأزمة.
صرخات الجوع في الإسكندرية تعلو على كورونا
وأضاف "عبد المتعال"، أن جميع العاملين بالقطاعات والأعمال الخاصة قد تضرروا كثيرًا نتيجة قرارات الدولة الاحترازية للحد من انتشار الوباء، حيث أصبح أصحاب الكافيتريات والمقاهي والمطاعم والعاملين بها ماكثين في منازلهم منذ بدء الأزمة في انتظار زوال تلك الغمة، وأصبح لا يوجد لهم أي مصدر دخل يعيشون من خلاله، وتوقفت لديهم الحياة بشكل كامل، وأصبحت صرخات الجوع تعلو علي صرخات الخوف من الإصابة بالفيروس.
صرخات الجوع في الإسكندرية تعلو على كورونا
وتابع أن المشكلة الكبرى أن الرؤية المستقبلية للوضع الحالي غير واضحة ولسان حالهم يسأل دائمًا إلي متي سيظلون صامدين علي هذا الوضع دون أي مصدر دخل، حيث أصبحوا مخيرين ما بين الموت من الجوع أو الموت من الفيروس، متابعًا أنه لابد أن تبحث الدولة عن حلولٍ عاجلة لإنقاذهم من ضيق المعيشة.
صرخات الجوع في الإسكندرية تعلو على كورونا
وأشار إلى أن شقيقه يعاني من ظروف مرضية صعبة وهو أصبح واصيًا عليه ونتيجة لأزمة كورونا لم يستطع الحصول على معاش شقيقه من نقابة المعلمين حتى الآن بسبب توقف العمل داخل النقابة كما أن أي إجراء بشأن شقيقه يلزمه قرار من المحكمة، والعمل معلق بالمحاكم لحين انتهاء الأزمة، وبالتالي أصبح معاش النقابة لشقيقه وأمواله مجمدة لا يستطيع الحصول عليها أو وضعها في حسابه الشخصي حتى يكون مصدر دخل له في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها البلاد.
صرخات الجوع في الإسكندرية تعلو على كورونا
وقال المهندس هاني ناصف، أحد أهالي الثغر، إن حياته المعيشية تدهورت تمامًا جراء أزمة كورونا والتي أثرت علي حياة العمل وجعلتها متوقفة تمامًا، مضيفًا أنه يعول أسرة مكونة من 4 أفراد فضلًا عن رعايته لوالدته المسنة، وأصبح حاليًا لا يوجد أي مصدر دخل له بعد أن أصبح ملازمًا للمنزل امتثالًا لقرارات الدولة لمواجهة كورونا، لافتًا إلى أن هناك عدد كبير من العمال الذين يُطلَق عليهم "عمالة مؤقتة" توقفت الحياة بالنسبة لهم بشكل كامل وأصبحوا جميعًا ضحايا للظروف الراهنة في انتظار الفرج.
صرخات الجوع في الإسكندرية تعلو على كورونا
أما أحمد الصافي، أحد أهالي منطقة سيدي بشر، يعمل بأحد المطاعم، فيقول إن ظروفه المعيشية تدهورت بسبب أزمة فيروس كورونا وإجراءات الدولة الاحترازية، حيث توقفت حركة العمل بالمطاعم والمحال التجارية بشكل تام، وتم تشريد عدد كبير من العمالة وأصبح لا يوجد أي مصدر دخل لهم آخر وجميعهم لديهم التزاماتهم المعيشية وأُسر يعولونها، وبدت الحياة متوقفة تمامًا بالنسبة لهم.
صرخات الجوع في الإسكندرية تعلو على كورونا
وأضاف "الصافي"، أنه تقدم للحصول على منحة وزارة القوى العاملة لدعم العمالة الغير منتظمة من خلال صرف 500 جنيه ولكن لم يتم قبوله دون معرفة السبب، ولديه أسرة يعولها والتزامات معيشية من دفع إيجار المسكن وسداد فواتير المياه والكهرباء والغاز بالإضافة للاحتياجات المنزلية، خاصة وأننا في شهر رمضان المبارك، وأصبح هو ومن مثله ضحايا للظروف الراهنة والصعبة، متسائلًا إلي متي سيظلون صامدين في ظل استياء الأمور يومًا بعد يوم.
صرخات الجوع في الإسكندرية تعلو على كورونا
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
