تعتبر قرية الجبلاو، التابعة لدائرة مركز قنا، من أكبر وأشهر قرى المحافظة، تضم 6 نجوع كبرى، "الشوينة، والبياضية، والشيخ ركاب، والصالحية، والهجان، والشيخ حسين"، ورغم شهرتها ولأنها قبلة المشروعات الحكومية الخاصة بالمركز، إلا أنها مهمشة كليًا من قبل المسئولين في جميع الخدمات، بل وأصبحت هذه المشروعات عائق أمام المواطنين ومصدر لتعرضهم للخطر، وكان ذلك سببًا في استغاثات العديد من المواطنين ورابطة أولاد البلد بالجبلاو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان نتيجتها إصدار قرار من محافظ قنا بإقالة رئيس القرية لإهماله في خدمة المواطنين.
قرية الجبلاو بمحافظة قنا
ومنذ سنوات عديدة والمشكلات تتزايد وصرخات المواطنين تعلو، واستجابات المسئولين تختفي، وتستمر المعانات معهم حتى بدأ ينظر إليهم اللواء أشرف الداودي محافظ قنا، وقد رصدت "أهل مصر" أبرز المشكلات التي تواجه الجبلاو وأولها "أحواض الصرف الصحي المتسببة في أزمة الناموس، والإهمال في مدينة الحرفيين، وسلخانة في منتصف كتلة سكانية، وتراكم القمامة داخل مصنع تدوير المخلفات".
قرية الجبلاو بمحافظة قنا
يقول حسين أبو المجد، إن مشكلة أحواض الصرف الصحي بدأت في الجبلاو بعد افتتاح محطة التنقية بمنطقة الصالحية بقرية الجبلاو في مارس 1989، وتم تخصيص 250 فدان لهيئة التشجير الخاضعة لوزارة الزراعة لاستخدامهم في زراعة الأشجار الخشبية، واستخدام مياه الصرف الصحي بعد المعالجة في ذلك.
وأضاف أنه في بداية افتتاحها كانت مياه الصرف الصحي قليلة، نظرًا لعدم وجود زيادة سكانية ولا يوجد منها ضرر، ولكن مع بداية الألفينيات بدأت قنا بالنهوض والتوسع وكل هذا بزيادة مياه الصرف الصحي بمحطة المعالجة، وزيادة في الضرر الناتج من هذه الأحواض مثل انتشار الناموس والحشرات الضارة، فبدأت الأهالي بالمطالبة بحل لكن دون جدوى.
قرية الجبلاو بمحافظة قنا
وذكر أنه في يونيو 2008، تم تخصيص 4190 فدان لصالح شركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا، ليتم استصلاحها وزراعتها غابات شجرية، والتي كانت من الأراضي المخصصة لنمو القرية، وقد طالب بعض الأهالي بوقف هذا القرار ولكن لم يسمع بعد أحد، حتى وقعت الكارثة الكبرى بسبب هذه الأحواض، ففي يوليو 2011 حدث ما كان الأهالي تغشى منه وهو انفلات سدود المياه وغرق قرية الشوينة، مما تسبب في خسائر فادحة وظلت الأهالي تنادي وتطالب وتصرخ ولكن لا يوجد مجيب، وتكررت هذه المأساة في 2014 أيضًا.
قرية الجبلاو بمحافظة قنا
وتابع أنه منذ أيام مضت في 17 أبريل الجاري، وقعت الكارثة على عاتق المزارعين، بعد انفلات سدود أحواض الصرف الصحي على محاصيل القمح بعد حصادها، وكانت السبب في كثرة الاستغاثات عبر الفيسبوك، حتى وصل الأمر لمحافظ قنا وقام بزيارتها وأمر برش الأحواض وتعقيمها، منعًا لانتشار الناموس وتوعد بحل في مشكلة انفلات السدود بصفة مستمرة وتضرر المواطنين منها.
قرية الجبلاو بمحافظة قنا
ونوه حسن تيمون، أن مصنع تدوير القمامة، يقع في منطقة الصالحية التابعة لقرية الجبلاو، في منتصف منطقة سكانية، ويعاني الأهالي من أزمة الروائح الكريهة والحشرات الخطيرة بسبب تراكم مخلفات القمامة فترات طويلة، ومن كثرة شكواهم تم نقل المقلب إلى قرية الترامسة، ونظرًا لبعد المسافة عن العاملين بالمصنع تم تخصيص 5 أفدنة منذ شهر ونصف لتجميع فيها مخلفات القمامة بعد إعادة تدويرها، وكان تراكمها بحجة صناعة الأسمدة العضوية منه، والذي لم يحدث من قبل، كل ما يتم يتقاعسون عن نقلها فترات طويلة ثم بعد ذلك يتم دفنها أو حرقها، في كل هذه النتائج يقع الخطر على أهالي القرية، الذين دائمًا يطالبون بنقل مقلب القمامة إلى منطقة بها ظهير صحراوي، ولكن لم يُسمع لهم والمعاناة تزاد شيئًا فشيئًا.
قرية الجبلاو بمحافظة قنا
وكان اللواء أشرف الداودي منذ يومين، قد تفقد مراحل تدوير القمامة من الفرز والغربلة لعزل المخلفات الصلبة عن المخلفات، مشيرًا إلى أن المصنع يقوم باستلام المخلفات البلدية من مدينة قنا وبعض القرى بطاقة 100 طن/ يوم، وتتم عملية الفرز بطريقة آلية عن طريق خط فرز (RDF ) التابع لشركة أسمنت أسيوط، والذي يستخدم المواد العضوية في تصنيع السماد العضوي .
وأكد على حرص المحافظة على تطبيق منظومة المخلفات الصلبة وتحسين مستوى النظافة، وذلك من خلال استغلال الوحدات الإنتاجية وتعظيم الاستفادة من موارد الدولة بما يحقق خطة التنمية المستدامة.
قرية الجبلاو بمحافظة قنا
بينما وضح علي محمود، أن مدينة الحرفيين والمشهورة بالمدينة الصناعية في الجبلاو، مستحدثة وتم إنشاء بعد الجهات الحكومية من مكافئ وإسعاف لخدمة أصحاب الورش والمهن المختلفة، بعدما تم نقلهم من مدينة قنا إلى الجبلاو وتخصيص محلات لهم في عهد اللواء عادل لبيب محافظ قنا الأسبق، إلا أنه لم يتم تشغيل هذه الجهات حتى الآن ولا يوجد أي خدمة صحية لهم، وذلك أكبر معاناة يواجهها العمال البسطاء داخل مدينة الحرفيين بالجبلاو.
قرية الجبلاو بمحافظة قنا
ويوجد على مدخل منطقة الشوينة التابعة للقرية، سلخانة يحيطها كتلة سكانية ضخمة، تتسبب في انتشار الكلاب الضالة بكثرة حتى أنها تقتحم منازل المواطنين، وعند تقديم أي طلب أو شكوى للمسئولين بنقل السلخانة إلى منطقة صحراوية، يتم الاعتراض على الطلب بحجة أن السلخانة تم إنشاؤها قبل بناء المنازل المحيطة، ولكن ذلك يوضح بعدم اهتمام المسئولين بعمل دراسة جدوى أثناء إنشائها لأنه كان من الطبيعي بناء المنازل كما هو الآن، وتزيد الكارثة بالروائح الكريهة وكثرة الكلاب المسعورة التي تشكل خطرًا على أطفال القرية.
قرية الجبلاو بمحافظة قنا
لتلك المشكلات التي تدمر مستقبل القرية من إقامة مشروعات شبابية وبناء عقارات وغيرها من الخدمات، لإقامة معظمة المؤسسات الحكومية بها، فذلك لا يعد لها مستقبلًا فتظل كما هي، لذلك يستغيث شباب قرية الجبلاو باللواء أشرف الداودي لإنقاذهم وإنقاذ القرية من الخراب والغرق والدمار، ومحاولة إيجاد حلول مناسبة تساعد الأهالي على العيش في حياة كريمة.